عاجل

موقع #بلومبرغ : عراقيان تسببا بخسارة امريكا 120 مليون دولار

2018

لقد بدت فرصة غير عادية لتصدير زيت الوقود العراقي منذ عامين وكأنها صانعة اموال كبيرة لشركة جونفور كروب المحدودة التي بدأها مالكها توربجورن تورنكفيست بإرسال ملايين الدولارات إلى شقيقين كان قد التقاهما قبل 11 يومًا.لكن في غضون عام، كانت الشراكة قد تحولت إلى شكوك ومرارة وأخير اً الى دعوى قضائية.أنفقت الشركة السويسرية 120 مليون دولار على هذه الصفقة، وفقا للدعوى القضائية الأمريكية التي رفعت في شهر تموز وزعمت أن الشقيقين قدما وثائق مزيفة وكذبوا بشأن الوصول إلى إنتاج المصفاة واختلاس الاموال وانفاقها للتسلية والسفر مما أسفر عن خسائر قدرها 33 مليون دولار حسب قول جونفور. في حين يقول الرجلين أن العقود كانت مشروعة وتم احترام الشروط في الوقت الذي ادرك فيه جونفور المخاطر.يكشف الخلاف عن لمحة نادرة في عالم تداول وتجارة الطاقة الغامض ومخاطر صفقات الملاحة في عراق ما بعد الحرب حتى بالنسبة لتاجر سلع ذو خبرة مثل جونفور الذي تاجر العام الماضي بما يعادل 2.7 مليون برميل نفط في اليوم ليحصل على ايرادات تصل قيمتها الى 63 مليار دولار.يقول جان فرانسوا لامبرت وهو موظف مصرفي سابق متخصص في تجارة السلع في HSBC القابضة والذي يعمل مستشارا في الوقت الحاضر: “هذا هو الغرب المتوحش – أو يجب أن أقول الشرق المتوحش”، ويضيف قائلا: “لقد حاولت الشركات التجارية القيام بأعمال تجارية في العراق، ولست متأكداً من نجاح العديد منها”. قد لا يكون هناك تفسير كامل معروف بشكل عام حول الخطأ الذي حدث بين جونفور ومقره جنيف والأخوين لورانس وأرمان كيابليان حيث حكم قاض اتحادي في ولاية فرجينيا في 19 تشرين الأول بأن عقدهم يتطلب تسوية النزاعات في اتفاق سري وتم رفض الدعوى القضائية.اتفاق سريعاما الشيء الواضح للعيان هو أن جونفور تحرك بسرعة لتوقيع صفقة مع رجلين لا يعرفانه. في حين أن البيت التجاري قام ببعض الأعمال في العراق وان الدعوى القضائية تظهر أن الشركة قبلت الضمانات والمستندات التي قدمها الشقيقين.وقال سيث بيتراس المتحدث باسم الشركة في بيان إن خسائر تاجر السلع السويسري كانت “ضئيلة نسبيا”. وأضاف أن جونفور رفع دعوى قضائية لأنه “يجب اتباع سلوك مخادع”. وبينما يتجه النزاع نحو القضاء، فإن الشركة “واثقة جد اً من موقفها”.في رد عبر البريد الإلكتروني على أسئلة بلومبرج التي قدمها محاموهم، قال الشقيقين أنهما “لم يطالبا بشيء أكثر من ما كُتب في العقد من الحكومة العراقية والتي كان لدى جونفور نسخة منها منذ بداية المفاوضات واستندت الصفقة مع جونفور على هذا العقد”.من السهل معرفة سبب جذب جونفور للفرصة في البداية اذ يمتلك العراق ثالث أكبر احتياطي نفطي في الشرق الأوسط وبعد غزو الولايات المتحدة عام 2003، تضررت الآبار ومصافي النفط، لتدخل بعدها البلاد في مرحلة الانعاش مع ازدياد الإنتاج إلى أكثر من الضعف منذ عام 2010 إلى مستوى قياسي قدره 4.6 مليون برميل في اليوم.ومع ذلك، كان الانتعاش مشوشا وأصبح الولوج الى صناعة النفط بعد الحرب تشكل صعوبة على الأجانب حيث استغرق الأمر عدة سنوات للتخلص من المسلحين الإسلاميين من مساحات شاسعة من العراق الذي ما يزال يعاني اشد انواع الفساد وواحدا من أكثر دول العالم عنف اً.وبالعودة الى عام 2016، كانت أسعار النفط الخام ترتفع من أدنى مستوى لها منذ 12 عاما في الوقت الذي وصل فيه محام من جنيف إلى جونفور بصحبة شركة صغيرة تدعى أميرة الصناعية والتي يديرها الشقيقين كيابيليان لها علاقات في العراق والتي تسعى لبيع زيت الوقود – المنتجات النفطية المستخدمة في محركات السفن ومحطات الطاقة. في ذلك الوقت، انخفضت إيرادات جونفور وبقيت رابع أكبر شركة مستقلة لتداول الطاقة في سويسرا تتعافى من إعادة هيكلة كبرى.الشريك المستحوذقبل عامين كان على تورنكفيست أن يتعهد بنحو مليار دولار لشراء حصة شريكه جينادي تيمشينكو. كان الرجل الثري ذو النفوذ السياسي الروسي مقربا من فلاديمير بوتين،الا ان جونفور قطع العلاقات قبل ساعات من إدراج تيمشينكو ضمن القائمة السوداء للنظام المالي الأمريكي. وبالتالي، باعت الشركة الأصول واتبعت ترتيبات التمويل بل وايضا عرضت للبيع على المنافسين. وفقا للدعوى القضائية لجونفور فإن أي صفقة لتأمين الإمدادات العراقية ستكون مربحة، لذلك كانت الشركة متحمسة لمقابلة الشقيقين. وقال محامو الشقيقين نقلا عنهما، إنهم ولدا في فيرفاكس بولاية فرجينيا ونشئا في بغداد ومارسا اعمالهما في العراق لأكثر من عقد من الزمان.يقول لامبرت المستشار المصرفي المتخصص بتجارة السلع: “من خلال الاتصالات الصحيحة والمعلومات الصحيحة يمكنك الوصول إلى مصدر التجهيز وهو الامر الذي لا يمكن لمنافسينا القيام به”. واضاف قائلا: “بوجود التجار، تحتاج إلى التحرك بسرعة.”وقال محاموهم في رسالة عن طريق البريد الإلكتروني إن من بين الشركات التي يديرها الشقيقين الكيابيليين شركة اميرة والتي سميت نسبة الى اسم العمة التي قامت بتربيتهم والمتفرعة من شركة عائلية تأسست في العراق في الستينيات من القرن الماضي والمتخصصة في صناعة سخانات المياه ومبردات الهواء وبعض منتجات الصلب. وحسب المحامين فان الشقيقين غادرا العراق عام 1991 وعادا في عام 2003 رغم انهم يعيشون في بيروت. وفقا لرسالة المحامي عبر البريد الالمتروني، بدأ لورنس كايابليان )44 عاما( العمل في مجال النفط في عام 1996، وصدرت عائلته البتروكيماويات وساعدت بعض الشركات الغربية على ترتيب صفقات نفطية في كردستان. اللقاء الاولعندما التقى تورنكفيست الشقيقين في جنيف في 1 نيسان 2016، كان الشقيقان مجهولان يبحثان عن شريك غني يمول نقدا عمليات شراء وقود النفط للتصدير، وفقا للدعوى القضائية. ووافقت الشركة على مقابلة الشقيقين لأنهما تم تمثيلهما من قبل سمسار من بنك هانام وشركاؤه الاستثماري في لندن والذي بادرا مقدما، حسبما زعمت الدعوى القضائية في حين رفض البنك التعليق.وفقا للدعوى القضائية، ففي 12 نيسان، دفع جونفور مبلغ 3 ملايين دولار الى شركة أميرة لشراء زيت الوقود من مصفاة الدورة التي تديرها الحكومة جنوب بغداد. وخلال السنة التالية، أرسل جونفور مبالغ نقدية أكبر على الرغم من الإحباط المتزايد بشأن ما وصفته بتأخير مكلف وواردات أقل من الكميات المتفق عليها ونقص المعلومات.وحسب الدعوى القضائية، يقول جونفور في الوثائق المقدمة الى المحكمة إن الوثائق التي قدمتها شركة أميرة مزيفة. اتضح لاحقا، وبعد مناقشات مع الموظفين في وحدة شركة أميرة في العراق، أنه لم يكن هناك طريقة تمكن الشقيقين من الوصول إلى كمية الوقود التي يزعمونها وذلك لأن ما نسبته 60٪ من إنتاج مصفى الدورة تم بيعها للحكومة العراقية في حين تم طرح المتبقي في مناقصات للزبائن مثل الاشقاء كايابلين.التأخير المكلفوفقا للدعوى القضائية، وفي أول عملية تحميل للبضاعة، حصل جونفور على 50 ألف طن متري من الوقود من بين 90 ألف إلى 100 ألف طن أي نصف الكمية التي كان قد وعد بها الاشقاء. أما ناقلة النفط كيب تالين التي استأجرها جونفور لنقل الوقود إلى أسواق التصدير، فزعم أنها توقفت لشهور في الميناء في انتظار التحميل مع ارتفاع التكاليف وتأخيرات مماثلة حدثت في شحنات لاحقة. وذكر الشقيقان كايابليين من خلال البريد الإلكتروني الخاص بالمحامي إن صفقة شراء زيت الوقود العراقي كانت مشروعة، وقد تم وضع اتفاقية البيع في الغالب من قبل جونفور وان العقد ينص على ان الكميات القابلة للشحن قد تتغير حيث يقولون “هذه أحداث عادية وتتعلق بتوافر زيت الوقود والتي تتقلب على أساس العرض والطلب”.وحسب ما جاء في الدعوى القضائية، زعم جونفور أن شركة أميرة لم تقدم حسابات كاملة عن كيفية إنفاق المال في الوقت الذي اوضحت فيه إحدى الوثائق التي قدمها الشقيقان للشركة في حزيران 2017 صرف مبلغ 1.1 مليون دولار “للترفيه” و 1.2 مليون دولار “للسفر” و 1.5 مليون دولار “لرسوم التجديد” و 1.9 مليون دولار “لمصاريف المكتب الرئيسي” و 4.5 مليون دولار لما وصفته شركة أميرة بـ “الإشراف”. وقال الشقيقان إن العقد – بالإضافة إلى تحديد مشتريات زيت الوقود – يجيز الإنفاق على التكاليف اللوجستية من الضرائب إلى نقل المنتوجات بالشاحنات من المصفاة إلى الميناء. ويضيف الشقيقان: “كان جونفور يتمتع برؤية واضحة للصفقة بكاملها من وجهة نظر مالية وانهما لم يكن سيستمرا في الصفقة لأكثر من عام واحد”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى