في دراسة جديدة نشرت نتائجها الاحد عن توصل علماء معهد بحوث الأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي الى اكتشاف أنه بعد انتهاء علاج المصابين بحمى إيبولا، يمكن أن يبقى الفيروس القاتل في أدمغتهم وأجزاء أخرى من الجسم خلال فترة طويلة.
وتشير مجلة Science Translational Medicine، إلى أن الدراسات التي أجريت على القردة أظهرت أن الفيروس يبقى نشطا.
هذا وقد ويشير الباحثون، إلى أن قدرة فيروس إيبولا على التسبب في تكرار الالتهابات معروفة. ولكن لم يكن معروفا مكان اختبائه في جسم الإنسان. وقد اتضح ان الفيروس قادر على الاختفاء حتى بعد العلاج باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة.
واكتشف الباحثون أن حوالي 20 بالمئة من قرود الماكاك الريسوسي التي تعافت بعد إصابتها بحمى إيبولا، باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، كانت تعاني من عدوى مستمرة. لأن الفيروس كان مختبئا في الجهاز البطيني للدماغ، الذي يحتوي على السائل النخاعي. ويسبب بقاء الفيروس في هذه البيئة الالتهابات وموت الخلايا.
ولاحظ الباحثون أن اثنين من المكاك ماتا نتيجة انتكاس الحمى النزفية. واكتشفوا أن أعضاء جسم هذه الحيوانات باستثناء الدماغ لم تكن مصابة بالعدوى. وقد لوحظت صورة مماثلة بين البشر المصابين بحمى إيبولا. فمثلا أصيبت ممرضة بريطانية بالتهاب السحايا والدماغ، بعد مضي تسعة أشهر على تعافيها من حمى إيبولا. كما توفي مريض آخر عولج باستخدام أجسام مضادة وحيدة النسيلة بعد مضي ستة أشهر.
ووفقا للباحثين، كل هذا يؤكد ضرورة متابعة حالة المرضى دوريا حتى بعد شفائهم من حمى إيبولا.
معلومات اساسية
يسبب فيروس الإيبولا مرضاً حاداً وخطيراً يودي بحياة الفرد في أغلب الأحيان إن لم يُعالج. وقد ظهر مرض فيروس الإيبولا لأول مرة عام 1976 في إطار فاشيتين اثنتين اندلعتا في آن معاً، إحداهما في نزارا بالسودان والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي اندلعت في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه.
والفاشية المندلعة حالياً في غرب أفريقيا (التي أُبلِغ عن أولى حالات الإصابة بها في آذار/ مارس 2014) هي أكبر وأعقد فاشية للايبولا منذ اكتشاف فيروس الإيبولا لأول مرة في عام 1976، إذ تسببت في حالات ووفيات أكثر من جميع الفاشيات الأخرى مجتمعة. كما انتشرت الفاشية بين البلدان بدءاً بغينيا ومن ثم عبرت الحدود البرية إلى سيراليون وليبيريا وانتقلت جواً إلى نيجيريا (بواسطة مسافر واحد فقط) والولايات المحتدة الأمريكية (بواسطة مسافر واحد) وبراً إلى السنغال (بواسطة مسافر آخر) ومالي (بواسطة مسافرين).
ولا تمتلك البلدان الأشد تضرّراً بالفاشية، وهي غينيا وسيراليون وليبيريا، إلا نظماً صحية ضعيفة جداً وتفتقر إلى الموارد البشرية والبنية التحتية اللازمة، لأنها لم تخرج إلا في الآونة الأخيرة من دوامة النزاعات وحالات عدم الاستقرار التي دامت فيها فترة طويلة. وفي 8 آب/ أغسطس أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية عن أن هذه الفاشية طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً.
وتضم فصيلة الفيروسات فيلوفيريداي 3 أجناس، هي: فيروس كويفا وفيروس ماربورغ وفيروس الإيبولا. وثمة أنواع خمسة من الفيروسات حُدِّدت على النحو التالي: زائير وبونديبوغيو والسودان وريستون وغابات تاي. وقد تسببت الأنواع الثلاثة الأولى، وهي فيروس الإيبولا بونديبوغيو وفيروس الإيبولا زائير وفيروس الإيبولا سودان، في اندلاع كبرى الفاشيات في أفريقيا، وينتمي الفيروس المسبب لفاشية عام 2014 في غرب أفريقيا إلى النوع زائير.
أنتقال المرض
لذا فقد يُعتقد أن خفافيش الفاكهة من الفصيلة بتيروبوديداي هي المضيف الطبيعي لفيروس الإيبولا. وينتقل فيروس الإيبولا إلى تجمعات السكان البشرية عن طريق ملامسة دم الحيوانات المصابة بعدوى المرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو السوائل الأخرى من أجسامها، مثل قردة الشمبانزي والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وظباء الغابة وحيوانات النيص التي يُعثر عليها معتلة أو نافقة في الغابات الماطرة.
ومن ثم تنتشر الإيبولا من خلال سريان عدواها من إنسان إلى آخر عبر الملامسة المباشرة لدم الفرد المصاب بعدواها (عن طريق الجروح أو الأغشية المخاطية) أو إفرازات ذاك الفرد أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، وبملامسة السطوح والمواد الأخرى الملوثة بتلك السوائل (كالمفروشات والملابس).
وكثيراً ما يُصاب عاملو الرعاية الصحية بالعدوى عند تقديمهم العلاج للمرضى المصابين بحالات يُشتبه فيها أو مؤكدة من مرض فيروس الإيبولا. وقد حدث ذلك من خلال ملامسة المرضى مباشرة من دون تطبيق صارم للتحوطات المتعلقة بمكافحة عدوى المرض.
ويمكن أن تؤدي أيضاً مراسم الدفن التي يلامس فيها المشيعون مباشرة جثة المتوفى دوراً في انتقال فيروس الإيبولا.
ويبقى المصابون بالمرض قابلين لنقل عدواه إلى الآخرين طالما أن دماءهم حاوية على الفيروس. لا توجد أية بينات رسمية تدل على سريان العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن لا يمكن استبعاد سريان العدوى عن طريق الاتصال الجنسي من المرضى الناقهين. وهناك بينات تدل على أنه يمكن عزل فيروس الإيبولا الحي في السائل المنوي للذكور الناقهين لمدة 82 يوماً بعد ظهور الأعراض. ولا تتاح حتى الآن بينات لما بعد فترة الاثنين والثمانين يوماً. ولا توجد أية بينات تدل على وجود فيروس الإيبولا الحي في الإفرازات المهبلية.
الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي
ومن الضروري أن يتوافر المزيد من بيانات الترصد والبحوث بشأن مخاطر الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي، وخصوصاً بيانات الترصد والبحوث الخاصة بمعدل انتشار الفيروس القادر على الحياة والانتقال في السائل المنوي بمرور الوقت. وإلى أن تتوافر تلك البيانات، وبناءً على البينات المتاحة، توصي المنظمة بما يلي:
ينبغي أن يحصل كل الناجين من الإيبولا ومن يعاشرونهم على المشورة لضمان أن تكون ممارساتهم الجنسية مأمونة إلى أن يعطي فحص سوائلهم المنوية نتيجة سلبية مرتين. وينبغي تزويد الناجين بالعازل الذكري.
ينبغي أن يتاح للناجين الذكور من الإيبولا فحص سوائلهم المنوية بعد 3 شهور من ظهور الأعراض، وبعد ذلك يتاح الفحص لمن تجئ نتيجة فحصهم الأول إيجابية مرة في الشهر إلى أن يعطي فحص سوائلهم المنوية نتيجة سلبية للفيروس مرتين بواسطة اختبار المنتسخة العكسية لتفاعل البوليميراز المتسلسل، على أن يفصل أسبوع بين الفحصين.
وينبغي للناجين من الإيبولا ومن يعاشرونهم جنسياً (أ) أن يمتنعوا عن كل أنواع الممارسات الجنسية أو (ب) أن يتقيدوا بالممارسات الجنسية المأمونة من خلال الاستعمال الصحيح والدائم للعازل الذكري إلى أن أن يعطي فحص سوائلهم المنوية نتيجة سلبية مرتين. وإذا جاءت نتيجة الفحص سلبية يمكن للناجين أن يستأنفوا بأمان ممارساتهم الجنسية المعتادة دون خوف من انتقال فيروس الإيبولا.
وإذا لم يتم فحص السائل المنوي للشخص الناجي من الإيبولا فينبغي أن يستمر في الممارسات الجنسية المأمونة لمدة 6 شهور بعد ظهور الأعراض، ويمكن تعديل هذا الفاصل الزمني مع توافر معلومات إضافية عن معدل انتشار فيروس الإيبولا في السائل المنوي بمرور الوقت.
وإلى أن يعطي فحص السائل المنوي للناجين نتيجة سلبية للإيبولا مرتين، ينبغي أن يتبعوا قواعد نظافة الأيدي والنظافة الشخصية الجيدة عن طريق الغسل الفوري والكامل بالصابون والماء بعد أية ملامسة جسدية، وبعد ممارسة العادة السرية ايضاً. وأثناء تلك الفترة ينبغي أن تتم مناولة العوازل الذكرية المستعملة على نحو مأمون، والتخلص منها على نحو مأمون، وذلك لتلافي ملامسة أية سوائل منوية.
وينبغي أن يحظى جميع الناجين ونمن يعاشرونهم وأسرهم بالاحترام والكرامة والتعاطف.
أعراض مرض فيروس الإيبولا
تترواح فترة حضانة المرض، أي تلك الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه، بين يومين اثنين و21 يوماً. ولا ينقل الإنسان عدوى المرض حتى يبدي أعراضه، التي تتمثل أولاها في الإصابة فجأة بحمى موهنة وآلام في العضلات وصداع والتهاب في الحلق، يتبعها تقيؤ وإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء ( مثل نزيز الدم من اللثة وخروج الدم في البراز). وتظهر النتائج المختبرية انخفاضاً في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعاً في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات.
تشخيص المرض
يمكن أن يكون صعباً تمييز مرض فيروس الإيبولا عن سائر الأمراض المعدية، كالملاريا وحمى التيفوئيد والتهاب السحايا، ولكن تأكيد أعراض الإصابة بعدوى الفيروس أمر ممكن باتباع التحقيقات التالية:
مُقايَسَةُ الممتز المَناعِيِّ المُرْتَبِطِ بالإِنْزيم
اختبارات الكشف عن المستضدات
اخْتِبارُ الاِسْتِعْدالِ المَصْلِيّ
مقايسة المُنْتَسِخَةُ العَكْسِيَّة لتفاعل البوليميراز المتسلسل
الفحص المجهري الإلكتروني
عزل الفيروس عن طريق زراعة الخلايا.
وتشكل العينات المأخوذة من المرضى مخاطر بيولوجية جسيمة؛ وينبغي أن تُجرى الفحوص المختبرية للعينات غير المعطلة في ظل أقصى ظروف العزل البيولوجي.
للمزيد | #كوفيد_19 يصل #القارة_السمراء وتعليق من منظمة الصحة العالمية