السؤال عن أحوال العراق؛ لايمكن أن تجيب عنه مباشرة .. يحتاج صفنه قصيرة أو طويلة كي تجهّزَ الإجابة المناسبة للموقف .
فكل الأجوبة صالحة! ، بلد جميل، شعبه حيوي ؛طيب ؛ كريم . الحياة فيه متدفقة بأعلى طاقاتها .. بلد متعب مشلول، لا إعمار شوارعه بلا أرصفه ولا تعبيد ، ولا ملامح تشير الى مستقبله … بلد غني ، المحلات والمتاجر ملأى بجميع السلع والاحتياجات المنزلية والشخصية .. بلد لايصنع أي شيء يستورد حتى قماش التنظيف والحلويات والصابون والبطاطا والخس. لاصناعة لا زراعة .. يبيع نفط ويشتري من كل بلدان العالم مايحتاجه ولذلك مستقبله مرهون بمستقبل النفط في العالم …
ترتفع الاسعار – غني
تهبط الاسعار – فقير
بلد المبدعين والمثقفين والفنانين وتعدد وسائل الاعلام … اكثر بلد شهد اغتيال الصحفيين وتهديدهم .. بلد الحياة .. بلد الموت .. بلد الرافدين .. بلد التصحر .. بلد الموسيقى .. بلد البكاء .. بلد العقل .. بلد الخرافة .. بمعنى انك مهما اخترت من اجوبة فانه الجواب الصحيح! .
كيف يمكننا التعامل مع هذه الحقائق ونحن نرسل رسائل طيبة للعالم عن بلادنا ؟
في مرحلة من مراحل عملي الاعلامي كنت اتصور ان الاشارة الى الجانب الايجابي أمر لاداعي له .. وان العمل الصحيح حالة طبيعية لاتستحق الاشارة مثل موظف ملتزم بعمله ، وان الاستثناء الذي يستوجب ترويجه هو ( الخطأ )و المظاهر السيئة وما ترتكبه الادارات الفاشلة من ايذاء للبلد ونهب وفساد ومانعيشه من ارهاب يهدد حياتنا .. فقط .
ورغم ان هذه المهمة الاخيرة هي جوهر مهمة الاعلام الاصلاحي الاستقصائي بوصفه ضميراً عاماً ورقيباً أميناً على المصالح العامة . لكن الاقتصار عليه يؤدي الى مضاعفات عكسية لاسيما مع استمرار المظاهر السيئة دون تغيير او معالجة .. يتحول الخطاب من كشف وتوعية وتحريض الى هدمٍ للروح وتيئيس تام وعدم انصاف للمجتمع الذي يواصل عطاءه وحيويته رغم كل شيء
وعليه .. فإن توجيه العدسة على الاماكن المضيئة لايقل تاثيراً ومعالجة عن توجيهها الى الاماكن المعتمة .. وبين الحالتين رغم وضوحهما يتشعب التوظيف ووسائله ، وتمضي آليات التهوين والتهويل في انتقاء الاخبار والحالات الاجتماعية . وللاسف وقع الكثير في هذا الفخ من حسِني النية ضحايا لسيئي النوايا .
مايحدث اليوم في اجواء خليجي 25, من تجاوب جماهيري وفرح وبهجة وتفاعل دليل على الايجابية الكامنة لدى هذا الشعب الجميل العجيب ، فبالرغم من ان الخليجي لم يغير الحال الاقتصادية ولم ينفذ البلد من الاهمال ولم يعالج صفقات القرن التي تفترس البلد ولم ولم .. لكنه استدرج الحياة والفرح والامل في النفوس واطلقها في لحظة تاريخية كان اي عراقي ( طبيعي) بحاجة لها ، فبدا المواطن الذي يشكو كثيرا ويتالم طويلا وينتقد دون توقف الحزين الكئيب الخامل ، بدا ايجابيا بصورة غير مسبوقة ، وذلك واحد من العلاجات الاساسية لاستعادة قوة الذات ..العنصر الاساس في الاصلاح والتغيير .
السلبيون يقتلون المبادرة ويضعفون الروح ويبطلون الفعل .
سواء كانوا كتابا او سياسيين يضخون كل ما يشل العقل ويعمي عن رؤية الحياة . انهم كما يقول نيتشة يكَدّرون مياههم كي تبدو اكثر عمقاً!!!
#البصرة_ديرتكُم هاشتاكَ يتصدر منصات السوشيال للاستعدادات #لخليجي_25