مقالات

التعليم والأمية والمحاصصة !! بقلم الكاتب الصحفي علي الزبيدي

ليُسلط من خلالها الضوء على اليوم العالمي للتعليم .

يوم الثلاثاء الماضي الاول من أمس احتفل العالم بمناسبة اليوم العالمي للتعليم الذي تحتفل به منظمة التربية والثقافة والفنون التابعة للامم المتحدة وطبيعي ان يتحدث المختصون عن التعليم في كل دول العالم عن وضع التعليم في بلدانهم ولاننا بلد يقوم على مبدأ المحاصصة في كل شيء

 

فان التعليم في العراق دخل اوسع ابواب المحاصصة فكان للاحزاب كلياتها ومدارسها الخاصة وأصبحت أعداد الكليات الاهلية تفوق الجامعات الرسمية والملاحظ إن أكثر مؤسسي هذه الكليات والجامعات هم من غير الحاصلين على شهادات جامعية اولية

بل ان الكثير منهم لم يكمل تعليمه الثانوي لكن هؤلاء اعتمدوا في ادارة هذه الكليات والمعاهد والثانويات على مجالس معينة من قبلهم تضم اكاديميين وغير اكاديمين وان ضوابط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كان فيها من التساهل الشيء الكثير في قبول الطلبة في هذه الكليات وحتى موضوع المناهج المعتمدة فيها وأخيرا” عمدت الوزارة الى شمول مادة او اثنتين بالامتحان الوزاري

ولهذا فان عملية العليم العالي لا تجري ضمن ضوابط واحتياجات البلد من الاختصاصات في الدراسات العلمية والانسانية فقد صرح مصدر مسؤول في نقابة المهندسين ان هناك ٢٠٠٠٠٠ مائتا الف مهندسا عاطلا عن العمل في حين إن عدد هناك الالوف من المحامين الباحثين عن فرصة عمل ! وفي المقابل تقول نقابة المعلمين لمناسبة يوم التعليم العالمي ان هناك اكثر من ١٢ مليون أمي في العراق

هكذا وببساطة اثنا عشر مليون أمي في بلد كان قد حصل في عقد السبعينات من القرن الماضي على جائزة اليونسكو لبرنامجه الناجح في مكافحة الامية وكان التعليم فيه يشابه مثيلاته في الدول الاسكندنافية

فلا غرابة لان المحاصصة وصلت الى التعليم وان الوزارة المختصة باتت يديرها وزراء مرشحين من قبل أحزاب ضمن التوزيع المحاصصي في التشكيل الحكومي ولان من يتصدى للتعليم والتدريس من الدفعات الجديدة ليسوا بثقافة ومهنية من سبقهم في سنوات التخرج ولان الامية تسربت حتى الى المعلمين أنفسهم مما يشكل نكسة كبيرة لسمعة التعليم في العراق ولحفظ ماء الوجه بادرت احدى منظمات المجتمع المدني لفتح مراكز لمحو أمية المعلمين والمعلمات !!!

هكذا تقول اللافتة التي قرأتها منذ قرابة سنة على واجهة بناية تلك المنظمة الانسانية واعتقد إنها ما زالت موجودة ليومنا هذا، إذا” اذا كان من يعلم هو أمي فماذا نتوقع من نتائج على مدى السنوات المقبلة وهنا يصح المثل القائل (متى يستقيم الظل والعود أعوج) اضافة الى نقص البنايات المدرسية والمناهج وحتى مقاعد الطلبة في مئات المدارس على امتداد مساحة الوطن وبهذا اصبح العراق خارج ضوابط التقييم في الوطن العربي .
وتحية لكل المعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات الذين افنوا زهرة شبابهم في تعليم وتنشئة الاجيال الماضية وجعلوهم رجالا منتجين في المجتمع لا أميين .

في الصميم هم أقسموا… والمواطن ينتظر ويتمنى!!

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى