القيثارة السومرية واوتارُها … سحر الألحان وجمال الموسيقى
جذورها تعود إلى عهد الملكة بو آبي شبعاد 2450 قبل الميلاد
تعد القيارة من اقدم الالات الموسيقة منذ القدم اذ تعد أوتار حضارة موغلة في القدم لذا تعتبر سحر الألحان وجمال الموسيقى.
أذ و تعتبر قيثارة سومر أو قيثارة أور أقدم الآلات الوترية الموسيقية في التاريخ.
هذا ورغم أن جذورها تعود إلى عهد الملكة بو آبي شبعاد 2450 ق.م، إلّا أنه لم يُعثر عليها حتى عام 1929م على يد المنقّب البريطاني ليونارد وولي في القبر رقم 1237 العائد إلى الملكة شبعاد، في أور جنوب بلاد الرافدين.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم الملكة شبعاد اقترن بالذوق الفني الرفيع باختيار أدوات مائدتها وزينتها الذهبية الدقيقة الصنع والمرصعة بالأحجار الكريمة.
في الواقع عثر في القبر على قيثارات عديدة لكن أهّمها اثنين:
الفضية متواجدة في المتحف البريطاني في لندن. امّا الذهبية فتمت إعادة ترميمها بعد سرقة ذهبها وأحجارها إثر تعرض مكان تواجدها،المتحف العراقي، إلى التدمير أثناء الغزو الأميركي عام 2003. وهي الآن معروضة في المتحف.
جدل حول علاقتها بالثور!
تتباين الآراء حول سبب اختيار وضع رأس الثور على مقدمة القيثارة.
فقد افترض عالم الآثار الموسيقية شتاودر أن الثور كان مقدسًا لدى شعب ما بين النهرين منذ القدم وكانوا يزينون حتى تيجان الملوك به لذا قاموا بوضعه على مقدمة القيثارة.
لكن عالم آثار عراقي استند برأيه إلى ما وجد في النصوص المسمارية.
فتقديم القرابين وخصوصًا إذا كان القربان ثورًا كان يُرافَق بعزف على القيثارة لأجل تهدئة الثور، ولأن العملية تتضمن ذبح الحيوان لذا فالعلاقة أصبحت شبه وثيقة.
لكنّ هناك وجهة نظر مغايرة تعدّ الرأي أعلاه غير وارد مطلقًا لدلائل عدّة. إذ تعتقد أن العلاقة بين رأس الثور والقيثارة ما هي إلا علاقة دينية كانت معروفة انذاك في زمن السومريين القدامى.
قيثارة سومرية
هي أداة موسيقية ذات أوتار، وتعدّ بأنهاأقدم الآلات الوترية الموسيقية في التاريخ، في سنة 1929 إكتشفها الباحث البريطاني ليونارد وولي في مقبرة أور الأثرية في جنوب العراق، وقد أكتشفت 3 قيثارات في المقبرة في الحفريات التي جرت هناك ما بين سنة 1922 و1934 وكانت واحدة منها تحتوي على رأس ثور وكان يعود قدمها إلى حوالي 4500 ق م، تبين هذه القيثارات أن الموسيقى كان شئ قيّم في بلاد الرافدين وقد كانت تستخدم من أجل إنشاد تراتيل الآلهة. وقد أكتشف ليونارد وولي أيضاً عدة
جثث لنساء وكان في أيديهن بقايا أوتار القيثارات وإطارات لها، كما إكتشف قطع ذهبية وفضية ملصقة فيها.
مكوناتها
تتكون القيثارة السومرية من صندوق صوتي مصنوع من خشب الارز طوله من الأسفل 65 سم وأرتفاعه 33 سم وسمكه 8 سم، ولها ساقان خشبين ممتدان إلى الاعلى مغلفان بشرائط ذهبية ومطعمان بقطع مثلثة الشكل من أحجار مختلفة وملونة، بنهاية قمتيهما يستقبلان حامل الاوتار وهو أنبوب خشبي مدور نصفه الأمامي مكسو بالفضة طوله متر واحد و37 سم.
تتضمن القيثارة أحد عشر وتراً مثبتة إلى الأعلى بمسامير ذات رؤوس ذهبية، وهي بالكامل مطعمة بالذهب والصدف، يزين مقدمتها رأس عجل ملتحٍ من الذهب.
اذ وجدت القيثارة السومرية في أور في جنوب بلاد الرافدين في مقبرة الملكة شبعاد، وترجع إلى زمن الملكة بو آبي شبعاد 2450 ق.م. وقد تم العثور عليها في عام 1929م، وهي متواجدة في متحف الآثار العراقي (قاعة السومريات) في بغداد، ويرجع الفضل في اكتشافها إلى المنقب ولي في القبر رقم 1237.
قيثارة أور المعاصرة
تأثر الفنان البريطاني آندي لوينغز بخبر سرقة القيثارة وقرر تشكيل لجنة من المتخصصين في علم الآثار والموسيقى لإحياء ذاكرة التراب والطين من خلال تصنيع نسخة مماثلة لها. وتنفّذ المشروع مع بداية عام 2006. وبدأت رحلة القيمين على المشروع والعازفين من عدة دول مصطحبين «قيثارة أور المعاصرة»، للمشاركة في مؤتمرات ومهرجانات عن الموسيقى والأركيولوجيا في أوروبا وأميركا مرورًا بدول عربية عدّة منها الأردن ودبي .
وفي التفاصيل، تبرعت “الجمعية الإسلامية للمساعدات” في العراق بـ70 كلغ من خشب الأرز وتكفلت القوات الملكية الحربية الانكليزية بنقلها إلى بريطانيا.
وتأمن اللؤلؤ من دبي، حجر اللازَوَرد من افغانستان، الذهب (عيار 24) من شركة في جنوب أفريقيا.أما القار فهبة من متحف بغداد تم تحصيله من الإمارات. وجيء بالكلس الأحمر من جبال شمال العراق وهي الجبال التي كانت تحيط بسومر القديمة.
أما الأوتار وهي ثمانية فهي مصنوعة من إمعاء الخروف ومن تقدمة شركة Bow Brand Strings البريطانية.
“قيثارة في عين الشمس”
“قيثارة في عين الشمس” للفنانة ليلى كوركيس، كُتِبَت ضمن نشاطات عديدة ينظمها الفنان البريطاني آندي لوينغز لدعم مشروعه في إعادة تصنيع قيثارة اور الذهبية.
استمع الى تسجيلها آلن سينور وهو أستاذ يدرس رقص الباليه في جامعة آيوا بالولايات المتحدة الأميركية، فأعجبته الموسيقى في الإلقاء وقرر أن يصمم على ايقاعها مشهدًا راقصًا من الباليه الكلاسيكي، من إنتاج الجامعة نفسها.
ويذكر أن سينور قد استند على الترجمة الحرفية للنص باللغة الانكليزية كي تعبر الخطوات والايماءات عن مضمون القصيدة.
القيثارتان الذهبية والفضية
تم العثور في المقبرة الملكية للملكة شبعاد على قيثارات عديدة ولكن أهمها هما قيثارتان ذهبية وفضية.
أما الفضية فهي متواجدة في المتحف البريطاني. وإثر غزو العراق، تعرض المتحف العراقي للنهب والسلب (يوم 12/4/2003)، وكان من بين ما نهب القيثارة الذهبية، وتعرضت للتحطيم والتكسير، ولكن تم إعاة تجميعها من جديد. وحسب أقوال مدير المتحف تمت استعادتها وإعادة ترميمها وهي الآن معروضة في المتحف بعد أن أعيد افتتاحه من جديد.
وهي عبارة عن قيثارة موسيقية، ذات 11 وتر مطعّمة بالصدف والذهب، ويزين مقدمتها رأس عجل ملتحٍ من الذهب، ولوح مطعّم بالصَدَف، وجدت في أور وترجع إلى زمن الأميرة شبعاد نحو 2450 ق . م.