اليوم يستذكر العراقيون الاباة الجلسة الاولى لمحاكمة صدام
رفض صدام التوقيع على لائحة الاتهام ضده والتي تتضمن سبع تهم لدى مثوله امس امام محكمة عراقية طالبا حضور محاميه.
ودحض 6 من التهم المنسوبة اليه ودافع عن غزوه الكويت قائلا: »الكويت عراقية ولم اقم بغزوها« واصفا الكويتيين بـ »الكلاب« لافتا الى انه دخل الكويت لان »الكويتيين كانوا يشترون النساء العراقيات بعشرة دنانير.. لقد فعلت ذلك من اجل شعب العراق.. كيف تدافع عن هؤلاء الكلاب«.
وردد صدام امام قاضي التحقيق باستمرار »انا رئيس جمهورية العراق، انا عراقي« واعتبر انه لا يجوز بصفة رسمية توجيه التهم اليه من دون ضمانات من الدستور والقانون، وقال مخاطبا القاضي: »اسمح لي ان لا اوقع« على لائحة التهم التي تضمنت: استخدام الغاز ضد الاكراد في حلبجة 1988 والذي رد عليه صدام بانه سمع عنها ولا يعلم بها، وقمع التمرد الشيعي ،1991 والمقابر الجماعية ،1991 والحرب ضد ايران 1980-،1988 وغزو الكويت 1990-،1991 وقتل رجال دين شيعة 1980-1999.
ووصف صدام حسين محاكمته بانها »مسرحية« قائلا ان المجرم الحقيقي هو الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يريد ان يرفع اسهمه بهذه المحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية.
ولم يكن مع صدام محامون يمثلونه عندما استدعي الى المحكمة لتوجيه الاتهام رسميا اليه من القاضي الذي يحاكم صدام سالم الجلبي وهو محام تدرب في الولايات المتحدة انه اعد لائحة الاتهام لصدام حسين وكل معاونيه وابرزهم طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق وعلي حسن المجيد المعروف باسم علي الكيماوي.
وبثت محطات التلفزة العالمية والعربية لقطات من مثوله امام المحكمة وبدا وهو بصحة جيدة وقد فقد من وزنه فيما قالت الولايات المتحدة الاميركية ان صدام حسين لم يعد اسير حرب وانه الان تحت اشراف السلطات العراقية.
وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ادم ايريلي »من الان فصاعدا لم يعد صدام حسين اسير حرب، فهو الان اسير النظام القضائي العراقي« مؤكدا انه سيبقى مع ذلك جسديا تحت حراسة القوات المتعددة الجنسية وفي مكان سري، مشيرا الى ان حراسته الشرعية انتقلت الى الحكومة العراقية الانتقالية وسوف يعالج وضعه من قبل النظام القضائي العراقي وعندما يصبح للعراقيين المكاتب والقدرات المناسبة فان حراسته الجسدية ستنقل اليهم ايضا.
وجرت الجلسة الاجرائية الاولى في قاعة محكمة انعقدت في أحد قصور بغداد
حيث كان صدام حسين يستضيف يوما أصدقاءه للقيام برحلات صيد وقنص مقيدا بالاغلال ليواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
أقيمت قاعة المحكمة الخاصة على مقربة من القصر القائم وسط بحيرة صناعية تزخر بالاسماك على المشارف الجنوبية الغربية للعاصمة العراقية بغداد. وقد اعتاد اعضاء الدائرة المقربة من صدام الصيد والقنص في أرض ومتنزهات هذا المجمع.
وتحول المجمع الان الى ما يطلق عليه اسم »معسكر النصر« وهو قاعدة امريكية مترامية الاطراف أقام فيها كبار جنرالات الجيش الامريكي مقار قيادتهم. وعلى مقربة يوجد »معسكر الحصاد« وهو مكان احتجاز تفرض عليه اجراءات امن مشددة ويعتقد انه المكان الذي يحتجز فيه صدام ورجاله.
مبنى المحكمة المبني من الحجر الرملي الملون متاخم لمسجد تعلوه قبة زرقاء. وكان المبنى في السابق مقرا لامام المسجد.
استخدم المبنى في محاكمات عسكرية عدة ومنها الجلسة التي عقدت الاسبوع الماضي للمجندة سابرينا هارمان وهي من سبعة جنود امريكيين اتهموا بانتهاك حقوق سجناء عراقيين في سجن ابو غريب على مشارف بغداد والذي سلطت عليه الاضواء في قضية الانتهاكات واشتهر من قبل ايضا حين عذب فيه وسجن الالاف تحت حكم صدام.
أعاد الجنود طلاء نوافذ المبنى مثمن الاضلاع وحصنوها باكياس من الرمل. وحوله نشر عدد من مركبات همفي وبرادلي العسكرية.
وقال مراسلون حضروا الجلسة الاجرائية لتوجيه الاتهام رسميا ان صدام وصل في حافلة مدرعة ترافقها اربع عربات حربية من نوع همفي وسيارة اسعاف عسكرية. واقتاده وهو مقيد بالاغلال والسلاسل الى داخل المبنى اثنان من حراس السجن العراقيين بينما وقف في الخارج ستة اخرون.