اقتصاد

بارزاني: اجتمعت مع العبادي وكان حاضرا حرس خميني وحزب نصر الله

ذكر مسعود بارزاني في كتابه (بو ميژوو – للتاريخ)، انه بعد استئناف المباحثات مرة اخرى بين بغداد واربيل عقب أحداث الاستفتاء، “جرت الجولة الاولى من المباحثات بمشاركة ممثلين عن القوات العراقية وبحضور الحرس الثوري الإيراني (باسداران) وحزب الله اللبناني، في المباحثات كان العراقيون يتحركون بأوامر ممثلي ايران وحزب الله وهذه حقيقة اهانة كبيرة من قبل العبادي للسيادة العراقية بأن يأتي بأناس اجانب ويتخذون القرارات في تحديد خطوط التماس، لهذا قررنا ان لايجتمع الوفد التفاوضي معهم مرة اخرى”.

وصدر لمسعود بارزاني كتاباً (بو ميژوو – للتاريخ) سلط به الضوء على مجموعة خفايا وخبايا قبل إجراء استفتاء استقلال إقليم كوردستان عن العراق، والمرحلة التي تلته، كاشفاً عن جوانب غير معلنة حتى الأمس القريب، وبخاصة الضغوط الدولية التي مورست عليه لعدم المضي بذلك الإستفتاء.

 

بارزاني قدم كتابه إلى “الذين لا ينحنون أمام العدو”، في إشارة إلى البيشمركة، معطياً قبل الولوج على الأسباب التي دفعت القيادة الكوردية الى اتخاذ قرار الاستفتاء، نبذة تاريخية عن تقسيم كوردستان الكبرى على دول المنطقة وتأسيس الدولة العراقية والثورات التي قادها الكورد في سبيل استقلالهم على مر مائة عام مضت. بحسب قراءة أجرتها وكالة شفق نيوز للكتاب.

 

كما يكشف عما جرى في اجتماع “سحيلا”- بلدة بين الإقليم ونينوى وشهدت معارك ضارية مع الحشد الشعبي- الذي ضم المبعوث الأميركي في الحرب ضد داعش بريت ماكغورك وسفراء بعض الدول الاجنبية الموجودين في العراق ويقول بارزاني “أهم تحرك دبلوماسي في شهر أيلول، كان اجتماع سحيلا والاتصالات الهاتفية ورسالة تيلرسون وزير الخارجية الأميركي والاتصال الهاتفي لوزير الخارجية البريطاني والرئيس ماكرون رئيس فرنسا”.

ويقول بارزاني “في هذا الاجتماع ابلغوني انهم يتفهمون تطلعات شعب كوردستان ولكن يرون ان كوردستان يجب ان تعود الى طريق الحوار وإذا لم يصلوا لنتائج، سيأتون برسالة من وزير الخارجية الأمريكي يعلن فيها عن تفهمه بضرورة إجراء الاستفتاء”.

كما يقول “الهدف الرئيسي للوفد من هذا المقترح كان تأجيل الاستفتاء، وفي الجواب قلت لهم ان قرار الاستفتاء ليس قرارا شخصيا، انما هو قرار جميع الاحزاب الكوردستانية التي شاركت في إصدار هذا القرار وانا لا استطيع ان اتخذ القرار لوحدي، وفي نفس الوقت أبلغتهم اننا لن نغلق باب الحوار مع بغداد ولكن هم لا يعتبروننا شركاء حقيقيين وإنما فقط ينظرون الى الشعب الكوردستاني كملحق ونحن بعد كل هذه النكبات لن نقبل بأن نكون ملحقا”.

ويضيف بارزاني “موضوع اخر كان قبل الاستفتاء وبعده، محل نقاش اغلب المؤسسات الاعلامية والمراكز السياسية، وهو رسالة وزير الخارجية الامريكي التي بعثها لي، حيث قدم فيها مجموعة أفكار ومقترحات مقابل عدم إجراء الاستفتاء، في الحقيقة الرسالة لم تكن رسمية وإنما مسودة اعدت من قبل بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الامريكي في الحرب ضد داعش (وبعدها أنكر الرئيس ترامب في تغريدة له معرفته به)، ودوغلاس سليمان السفير الامريكي في العراق واشخاص اخرون، كما لم يكن واضحا هل أن الرسالة سوف يصادق ويوقع عليها الوزير. الدبلوماسيون الأمريكيون كانوا يعتقدون أنه في حال تقرر تأجيل الاستفتاء او الغائه، سيوقع وزير الخارجية الأمريكي على الرسالة، ومن جانبنا رأينا أنها جيدة من ناحيتي الصياغة والمحتوى ولكن لم تعطِ ضمانات ضرورية للاعتماد عليها او الوثوق بها”.

كما يقول رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، “كان ممكنا جعل رسالة تيلرسون أساساً للضمان، وإذا لم تنجح المباحثات مع العراق وقتها الإقليم يجري استفتاءه وأمريكا تحترم نتائجه، كما طلبت من الحكومة الامريكية بتغير كلمة الاحترام في الرسالة الى دعم، ولكن الامريكان اعتذروا وقالوا لن نستطيع استخدام كلمة دعم، وأنا قلت لهم اذا انتم لاتستطيعون استبدال كلمة فيكف تتوقعون منا ان نقنع شعب كوردستان في التخلي عن الاستفتاء”.

كما يقول “الامريكان كانوا يعتقدون اذا جرى الاستفتاء سيكون سببا في إضعاف -رئيس الحكومة العراقية آنذاك حيدر- العبادي واذا لم يجرِ الاستفتاء فان العبادي سيكون قويا وسيطرد ايران من العراق”.

وعن اجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق التي تسمى بالتنازع عليها بين بغداد واربيل يقول بارزاني “قبل يومين من اجراء الاستفتاء جرت محاولات لعدم اجرائه في كركوك، وحقيقة، قبل السابع من حزيران 2017 كان هناك اعتقاد للقيادة السياسية الكوردستانية في عدم إجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق المشمولة بالمادة 140 من منطلق عدم إعطاء الحجة لأعداء شعب كوردستان، والإبقاء على موضوع كركوك ومناطق النزاع للمباحثات، لكن جعل كركوك ضمن خارطة الاستفتاء كان بطلب وإصرار من تلك الأطراف التي كانت سببا في وقوع أحداث 16 أكتوبر، الذين سلموا كركوك، في إشارة إلى قادة في حزب طالباني والأحداث التي جرت في 16 اكتوبر عندما شنت القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي هجومها على البيشمركة وتم فرض عقوبات على الإقليم بسبب الاستفتاء.

ويضيف بارزاني “الهدف من إجراء الاستفتاء كان من اجل ان يعرف العراق ودول المنطقة والعالم المطالب الحقيقية لشعب كوردستان، لم يقرر احد انه في اليوم الثاني من الاستفتاء سنعلن الدولة المستقلة وانما من اجل تفويض القيادة السياسية للإقليم من قبل شعب كوردستان للمرحلة القادمة والدخول في مفاوضات مفتوحة مع الحكومة العراقية”.

كما يشير الى الموقف السلبي لمجلس النواب العراقي واصداره مجموعة قرارات ضد الإقليم في جلسة واحدة وبغياب النواب الكورد ويضيف “للمرة الاولى قام مجلس النواب العراقي وفي جلسة واحدة باصدار مجموعة قرارات دون الاخذ بنظر الاعتبار مبدأ التوافق وفي غياب ممثلي إقليم كوردستان وبروح شوفينية”.

ويضيف “الإجراءات والتشدد الذي جرى ضد الإقليم كان من قبل اغلب الاطراف الشيعية الذين كنا معا في خندق واحد ورجعوا الى بغداد واصبحوا حكاما بمساعدة الكورد، وبعد 2003 كانت الاطراف الشيعية تتمنى ان يكون العراق دولة فيدرالية وان يكون لهم مكان في العراق في وقت كان السنة ضد الفيدرالية وكانوا يريدون دولة مركزية على غرار الحكم السابق”.

كما يتحدث بارزاني عن 16 أكتوبر ويقول “بعد عملية تحرير الموصل من يد داعش وقبل ان يقرر شعب كوردستان اجراء الاستفتاء، كانت هناك إشارات سلبية ومواقف واستعدادات الحكومة العراقية دليل على انهم يضمرون نوايا سيئة في مناطق النزاع واقليم كوردستان بعد الانتهاء من الحرب ضد داعش، وخرق اتفاقية عملية تحرير مدينة الموصل من قبل العراق وتأجيل عملية تحرير الحويجة وبعدها انسحاب داعش من الحويجة وانسحابه من تلعفر ايضا كان يحمل اسئلة كبيرة، ويظهر ان هناك تنسيقا بين القوات الاقليمية لاحتلال مناطق النزاع والاستعداد للضغط على كوردستان ومجيء قوات الحشد الشعبي الى تلعفر وسهل نينوى كان بخلاف الاتفاقيات”.

كما ينتقد بارزاني اداء السفيرين الامريكي والبريطاني في العراق ويقول في كتابه: اريد ان اذكر هنا للتاريخ الدور السلبي لدبلوماسيين بريطاني وأمريكي، بعد ان اتخذ قرار إجراء الاستفتاء في السابع من حزيران 2017، كان فرانك بيكر السفير البريطاني في العراق في البداية منفتحا تجاه هذا الموضوع وكان يتحدث عن تنسيق وتعاون بلاده مع كوردستان في المرحلة القادمة ولكن في النهاية ادى دورا سيئا ضد كوردستان وكان على اطلاع للفتن والمؤامرات السرية التي حيكت ضد كوردستان وكان له يد فيها، ودوغلاس سليمان السفير الامريكي في العراق ايضا أدى دورا سيئا من ناحية حث اعداء كوردستان وايضا من خلال اعطاء تقارير ومعلومات خاطئة عن كوردستان لواشنطن. الجنرال بول فانك الذي كان قائدا للعمليات العسكرية الامريكية في العراق وكان لتوه بدأ مهامه ايضا ادى دورا سلبيا لمعاداة استفتاء شعب كوردستان.

كما يقول الزعيم الكوردي، “في يوم 17 اكتوبر ارسل لي السفير الامريكي في بغداد دوغلاس سليمان رسالة ورد فيها “العالم تغير، اليوم ليس كالامس، يجب ان تراجعوا انفسكم”.

كما يشير بارزاني الى انه بعد الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة في الوقوف بوجه قوات الحشد الشعبي التي حاولت الوصول الى اربيل ونقطة فيشخابور الحدودية في دهوك وتدمير دبابة امريكية بالقرب من اربيل ووقت تمددهم. أرسل رسالة جوابية الى السفير الامريكي “ان اليوم ليس كالامس وغدا لن يكون كاليوم”.

كما يقول بارزاني انه بعد استئناف المباحثات مرة اخرى بين بغداد واربيل والتي جاءت بعد الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة في منع وصول قوات الحشد الشعبي والقوات العراقية الاخرى الى مناطق كوردستان: في الجولة الاولى من المباحثات جرت بمشاركة ممثلين عن القوات العراقية وبحضور قوات الجيش الإيرانى (باسداران) وحزب الله اللبناني، في المباحثات العراقيون كانوا يتحركون بأوامر ممثلي ايران وحزب الله وهذه حقيقة اهانة كبيرة من قبل العبادي للسيادة العراقية بان يأتي بأناس اجانب ويتخذون القرارات في تحديد خطوط التماس، لهذا قررنا ان لايجتمع الوفد التفاوضي معهم مرة اخرى.

وعن معالجة مشاكل العراق يقول بارزاني “الطريق الوحيد لمعالجة المشاكل العراقية والقضاء على المشاكل الموجودة بين بغداد واربيل والوصول الى التطور والسلام، ترك العقلية الشوفينية والتمسك بثقافة قبول الآخر”.

هذا ويقع الكتاب في نحو 300 صفحة من الحجم الكبير ويضم ملاحق عن الابعاد الدستورية والقانونية للاستفتاء ونص البلاغ الختامي لمؤتمر المعارضة العراقية في لندن مع الوثائق السياسية في ضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان ووثيقة الأسس الدستورية.

كما يضم الكتاب مجموعة وثائق وقرارات صدرت عن برلمان كوردستان والقيادة السياسية الكوردستانية والمخاطبات المفوضية المستقلة للانتخابات في كوردستان ووثائق اخرى متعلقة بعملية اجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان عن العراق.

كما يضم مجموعة صور للزعيم الكوردي مسعود بارزاني خلال جولاته الى جبهات القتال في الحرب ضد داعش والحملة الاعلامية التي سبقت إجراء الاستفتاء مع خرائط متعددة لكوردستان الكبرى والأجزاء المقسمة لكوردستان.

 

وصدر الكتاب باللغة الكوردية من مطبعة روكسانا باربيل على أن تصدر قريبا ترجمته باللغتين العربية والانكليزية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock