بارزاني يتهجم على وكالة فارس الايرانية
انتقد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، يوم الثلاثاء، قيام وكالة انباء فارس الايرانية بانتاج فيلمين يسيئان الى العلاقات التاريخية بين ايران واقليم كوردستان ويجرحان مشاعر الشعب الكوردستاني ولا يتفقان مع “المبادئ والاخلاق التي تميز بها القائد الشهيد قاسم سليماني”.
وجاء في بيان لبارزاني ورد لوكالة شفق نيوز، انه “في هذه الايام سعت وكالة انباء فارس الايرانية عن طريق انتاج فيلمين بشأن اربيل والبيشمركة وحرب داعش، إلى تشويه الحقائق والاساءة لقوات البيشمركة ورئاسة اقليم كوردستان واخفاء صمود شعب كوردستان”.
واوضح بارزاني ان “مساعدات ايران لاقليم كوردستان اثناء حرب داعش ساهمت في تقوية العلاقات بين الجانبين”، مضيفا ان “هذه الوكالة الرسمية في ايران بعملها هذا تسعى الى الاضرار بالعلاقات والصداقة بين الجانبين”.
واشار الى ان “هذا العمل يؤدي لتكدير ارواح الشهداء الذين استشهدوا معا في ساتر واحد ضد داعش، وبلا شك فان مثل هذا العمل مليء بالمغالطات وتشويه الحقائق، واظهار المنّة بهذا الشكل لاتتفق باي شكل من الاشكال مع الاخلاق والميزات التي كان يملكها سليماني”، لافتا الى ان “مثل هذه الافعال ليست اخلاصا لايران وسليماني بل هي تهديم لتلك العلاقات القوية التي نماها سليماني مع اقليم كوردستان”.
وأضاف أن “دعم ايران اثناء الاوقات الصعبة لشعب واطراف اقليم كوردستان في بداية هجوم داعش على كوردستان والذي كان عبر الاسلحة والاعتدة وعدد من المستشارين بقيادة سليماني، ساعد قوات البيشمركة وهي دائما مدعاة للشكر والاحترام وقد عبر الاقليم عن هذا المعنى في حينه بكل وضوح، مثلما كانت مساعدات التحالف الدولي ضد داعش وخصوصا التعاون المؤثر وبعيد المدى الذي قدمته امريكا، وكذلك مساعدات الدول الاوربية وكذلك تعاون الاحزاب الكوردستانية في الايام الاولى لهجوم داعش على كوردستان كلها لاتنسى”.
وأضاف بارزاني ان “مساعدة قوات البيشمركة بالاسلحة والاعتدة من قبل ايران وبعدها المساعدات الواسعة للتحالف كانت مهمة جدا لانه بسبب عدم السماح لحكومة الاقليم بشراء الاسلحة من الخارج والحكومة العراقية لم تكن تزود البيشمركة بالاسلحة ، فان قوات البيشمركة صمدت امام وحشية داعش والاسلحة المتطورة التي كان يمتلكها”.
وتابع انه “اثناء الهجوم والحرب التي شنها داعش تمكنت البيشمركة بقيادة وتجربة السنوات الطويلة من نضال مسعود بارزاني من ايقاف هجوم داعش على الارض وحطمت قوات داعش في المنطقة”، مبينا انه “كان تحطيما لقوى ظلامية تشكل تهديدا لجميع بلدان العالم وحرية وامن العالم اجمع”.
وأشار الى ان “اقليم كوردستان كعهده دائما كان ومازال مكانا للتعايش القومي والديني اصبح كذلك ملجأ لحماية النازحين واللاجئين من جميع القوميات والاديان والمذاهب وهذا كله تم بمساعدة حكومة اقليم كوردستان واهالي كوردستان والمنظمات المحلية والعالمية وقبل كلها في ظل الصمود القوي لقوات البيشمركة”.
وقال بارزاني ان “هذين الفيلمين يعدان استهانة بصمود شعب كوردستان وقيادة اقليم كوردستان وكذلك استخفافا ببطولة قوات البيشمركة ودماء شهداء كوردستان وفي الوقت نفسه يعدان استهانة بثوابت ومعتقدات سليماني”.
كما اشار الى انه “ليس هناك ايه منفعة من انتاج افلام هابطة وبعيدة عن الحقيقة كما جرى في انتاج الفيلمين، عدا كونه محاولة لتخريب التعاون في المنطقة وخلق الخلافات بين الشعوب الصديقة في المنطقة”، لافتا الى ان “هذين الفيلمين تسببا في جرح مشاعر شعب كوردستان”.
ردّ عضو مجلس القيادة في الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي عوني، على مشهد جاء في فيلم قصير من إنتاج شركة تابعة للحرس الثوري الإيراني، يتحدث عن ما وصفها “استغاثة” رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، عقب اجتياح تنظيم داعش مدينة الموصل.
وقال عوني، في حديث لوسائل إعلام : إن “الفليم وأحداثه عبارة عن تصورات وروايات في مخيلة الفرس على غرار الأساطير القديمة ورواية أحادية لا يدعمهما الشهود ولم تكن أربيل محاصرة من قبل داعش مثلما يروج له الإيرانيون”.
وأضاف عوني، “ساندتنا طائرات قوات التحالف، وأمدنا الإيرانيون بأعتدة عسكرية بينها قنابر هاون، إلا أنها كانت منتهية الصلاحية ولم نستفد منها في وقتها”، مبيناً أن “مسعود بارزاني شكر دور الإيرانيين والتحالف لمساعدتنا في حرب داعش لكن هذا لا يعني أن نُتهم بدعم داعش كما جاء في الفيلم في وقت كنا ضحية كبيرة للتنظيم وقدمنا أكثر من ألفي شهيد وآلاف الجرحى الذين يعانون حتى الآن من الإعاقة”.
وأضاف عوني “المهزومون والهاربون يخلقون قصصا لسد عقدة حقارتهم الشخصية”.
وبشأن تأثير الفيلم على علاقات إقليم كردستان وطهران، قال عوني: إن “جميع الكردستانيين مستاؤون من سياسات إيران التي تتهكم بمقدسات الكرد خاصة مسعود بارزاني الذي نعتبره مرجعا كبيرا للكرد ليس في كردستان العراق فقط بل في جميع دول المنطقة”.
ووجه عوني سؤالا للإيرانيين: “لماذا أنتم صامتون تجاه هجمات اسرائيل في سوريا ضدكم لكنكم تتنمرون على جيرانكم؟.. وأنا بصفتي القيادية في البارتي أدين التصرف الإيراني في الآونة الأخيرة عبر إنتاج الأفلام المنافية للحقائق والإساءة إلى الأزياء الكردية”.
ونشرت شركة تابعة للحرس الثوري فيلما من 9 دقائق، يوم أمس الجمعة، تحدث عن نجدة قاسم سليماني لرئيس إقليم كردستان السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، حيث يظهر بارزاني في الفيلم خائفا ومهجوراً من قبل حلفائه الغربيين حينما يبلغه مساعدوه بتقدم داعش صوب أربيل لحين تمكنه من الاتصال بسليماني رغم تذكير أحد مساعديه له قبل الاتصال بالإيرانيين أنه كان متوافقاً مع أبوبكر البغدادي.
ويظهر سليماني مع أبو مهدي المهندس في الفيلم في أربيل بمعية عدد محدود من القيادات العسكرية الإيرانية ويستقبلهم بارزاني بحفاوة.
وأثار الفيلم ردود فعل من قيادات و نواب الديمقراطي الكردستاني منذ نشره مساء أمس.