اخبار العرب والعالم

تعرف على قصة المهاجران السوريان الذي وصلا الى بيلاروس بهدف “اللجوء”

"تمنوا الموت" في غابات بيلاروسيا .. شهادات صادمة للاجئين السوريين

تعرف على قصة المهاجران السوريان الذي وصلا الى بيلاروس بهدف "اللجوء"

وقال المهاجر السوري معين الهادي (36 عاما) لوكالة “رويترز” في حقل بالقرب من بلدة أورلا البولندية بعد أن تمكن مرة أخرى من اجتياز الحدود خلسة وعجز عن مواصلة السير بسبب تورم قدميه من البرد: “كأن مالنا تبخر في الهواء فحسب”.

وأضاف المهاجر الثاني أنس كنعان (34 عاما): “كلها أكاذيب كلهم يقودونك إلى طرق يمكن أن تلقى حتفك فيها، وفي النهاية يقولون لك: (لسنا مسؤولين عنك، فلتمت) كل ما يريدونه هو مالك”.

ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى وقع السوريان، اللذان قالا إنهما يريدان طلب اللجوء في بولندا لمواصلة الرحلة غربا إلى ألمانيا، في قبضة حرس الحدود البولندي الذي قال إنه سينقلهما إلى مركز احتجاز.

وحسب المهاجران السوريان فقد “قال مهربون لهما إنهما سيتمكنان بسهولة من الوصول إلى ألمانيا عن طريق بيلاروس، كل ما عليهما أن يدفع كل منهما ثلاثة آلاف يورو (3390 دولارا) لوسيط في تركيا.

غير أن نقاط العبور الآمن من بيلاروس إلى بولندا التي اقترحها عليهما المهربون كانت مغلقة. إلا أن مهربا قادهما بعد أن أمضيا أكثر من أسبوع في خيام بغابات وسط برودة قارسة على الحدود بين البلدين إلى قرية بولندية في وضح النهار حيث أمكن بسهولة للشرطة التعرف عليهما وإلقاء القبض عليهما وإعادتهما إلى بيلاروس.

وتتواصل أزمة المهاجرين العالقين منذ نحو شهرين عند الحدود بين بيلاروس وبولندا، مع تعنت السلطات البولندية وإصرارها على عدم السماح لهم بدخول أراضيها.

ويواجه آلاف الأشخاص، بينهم عائلات لديها أطفال، مصيرا مجهولا في مخيمات على الحدود بين بيلاروس وبولندا.

اذ تفاقم الطقس وتراكم الثلوج من معاناة المهاجرين الذين لا يزالون يقيمون في مخيمات داخل الأراضي البيلاروسية عند الحدود مع بولندا، التي ترفض السماح لهم بعبور حدودها للوصول إلى ألمانيا.

وذكرت تقريرات صحفية عن أن المتطوعين يسعون إلى تخفيف وطأة الطقس على المهاجرين من خلال تزويدهم بالأغطية والمواد الغذائية.

وتتواصل أزمة المهاجرين العالقين منذ نحو شهرين عند الحدود بين بيلاروس وبولندا، مع تعنت السلطات البولندية وإصرارها على عدم السماح لهم بدخول أراضيها.

ويواجه آلاف الأشخاص، بينهم عائلات لديها أطفال، مصيرا مجهولا في مخيمات على الحدود بين بيلاروس وبولندا.

الثلوج تفاقم معاناة المهاجرين عند الحدود البيلاورسية-البولندية (فيديوهات+صور)
الثلوج تفاقم معاناة المهاجرين عند الحدود البيلاورسية-البولندية (فيديوهات+صور)
الثلوج تفاقم معاناة المهاجرين عند الحدود البيلاورسية-البولندية (فيديوهات+صور)
الثلوج تفاقم معاناة المهاجرين عند الحدود البيلاورسية-البولندية (فيديوهات+صور)

 

اذ و تاتي هذه الاحداث مع وجود عدة آلاف من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على طول الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، ينظر الاتحاد الأوروبي في إدراج شركات الطيران التي يعتقد أنها تنشط في تهريب المهاجرين ضمن القائمة السوداء.

قمنا بالبحث في كيفية وصول المهاجرين من خارج أوروبا إلى بيلاروسيا، وكيف يخطط الاتحاد الأوروبي للرد على ذلك وإليكم ما توصلنا إليه.

السؤال هنا من أين يأتي المهاجرون ؟

في الأشهر الأخيرة، وصل العديد من المهاجرين إلى بيلاروسيا من الشرق الأوسط وأفغانستان وبأعداد أقل من القارة الإفريقية، في محاولة للوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

وتُظهر آخر البيانات المتاحة من “فونتيكس” وهي قوة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، لشهر سبتمبر/أيلول، أن البلدان الرئيسية التي قدم منها المهاجرون الذين وصلوا في ذلك الشهر إلى الحدود البرية الشرقية للكتلة، هي العراق وسوريا وأفغانستان وتركيا وإيران.

تتزايد الأعداد بشكل مطرد منذ الصيف، وهذا يشمل فقط المعابر التي تم الكشف عنها وإبلاغ فرونتكس بها.

العثور على جثة لاجئ سوري قرب الحدود بين بيلاروسيا وبولندا
عُثر على جثة شاب سوري قرب الحدود البيلاروسية-البولندية، بحسب ما أعلنت السبت الشرطة البولندية، موضحة أنه “لم تُحدّد أسباب الوفاة على الفور”. وبهذا ترتفع عدد وفيات المهاجرين في تلك المنطقة إلى 11، بحسب تقدير وسائل إعلامية

يوجد آلاف المهاجرين عالقين وسط الأحراش في طقس قارس البرودة على الحدود بين بيلاروسيا بولندا وليتوانيا

قالت الشرطة البولندية اليوم السبت (13 نوفمبر/ تشرين الثاني) إنها عثرت على جثة شاب سوري في بولندا قرب الحدود مع بيلاروسيا، وسط تزايد التوتر الدولي بشأن أزمة مهاجرين يتهم الاتحاد الأوروبي منسك بتدبيرها.

تعرف على قصة المهاجران السوريان الذي وصلا الى بيلاروس بهدف "اللجوء"

وارتفعت حصيلة الوفيات في بين المهاجرين على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا إلى 11، بحسب تقديرات وسائل إعلامية.

وعلى سياق ذا صلة اذ أبلغت الشرطة عن محاولة جديدة ليلًا لعبور الحدود بالقوة من قبل “مئة شخص” في المنطقة نفسها. وقالت: “على مرأى من الشرطة والجنود، فرّ الناس على الجانب البيلاروسي إلى الغابة”.

في الوقت نفسه، تحدث حرس الحدود البولنديون عن تورط قوات بيلاروسية في تدمير أسلاك شائكة.

وقال حرس الحدود في تغريدة على تويتر “في الليل، حاول جنود بيلاروسيون تدمير السياج الحدودي المؤقت. كانوا يزيلون أعمدة ويزيلون أسلاكا شائكة باستخدام عربة خدمة. وأضاف أن “القوات البولندية لم تكن قادرة على الرؤية بسبب أشعة الليزر وأضواء قوية”. كما اتهمت شرطة الحدود القوات البيلاروسية بـ “تزويد الأجانب بالغاز المسيل للدموع”.

وعبر – أو حاول أن يعبر – آلاف المهاجرين، معظمهم من إفريقيا ومن الشرق الأدنى، الحدود البيلاروسية خلال الأشهر الأخيرة للدخول إلى ليتوانيا أو بولندا أو لاتفيا.

ويتهم الاتحاد الاوروبي مينسك بتدبير هذا الأمر ردًا على عقوبات غربية طاولت نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو العام الفائت بعد قمعه العنيف لمعارضيه.

وأفاد مهاجرون أن القوات البيلاروسية أجبرتهم على عبور الحدود بالقوة، إلّا أن حرس الحدود البولندية صدّوهم، ما جعلهم عالقين على الحدود في ظلّ أحوال جوية مضطربة.

وكانت الدول المتاخمة لبلاروسيا قد حذرت من أن أزمة المهاجرين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي ربما تتصاعد إلى مواجهة عسكرية فيما قالت أوكرانيا إنها ستنشر آلاف الجنود الإضافيين لتأمين حدودها. وقالت ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا إن بيلاروسيا تثير تهديدات خطيرة للأمن الأوروبي في تصعيد متعمد باستخدام المهاجرين كسلاح ترد به على عقوبات الاتحاد الأوروبي.

تعرف على قصة المهاجران السوريان الذي وصلا الى بيلاروس بهدف "اللجوء"

اذ تاتي تلك القصص مع تصاعد أزمة المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية، تكثف دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم ألمانيا وفرنسا، الجهود لاحتواء الوضع الراهن، بالمحادثات مع بيلاروسيا من جانب، ومع روسيا من جانب آخر، خاصة مع تزايد مخاوف بولندا من تسلل المهاجرين عبر الحدود الشرقية لأوروبا، بعد نشوب اشتباكات بين بعض المهاجرين وقوات الأمن.

وأعلن المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، الأربعاء، التواصل بينه وبين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بشأن بدء مفاوضات على مستوى أوروبي، لحل أزمة المهاجرين بين حدود بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن الطرفين اتفقا على أن “المشكلة تعود بالأساس إلى مستوى علاقات دول الاتحاد ببيلاروسيا”.

ويعد هذا الاتصال بين ميركل ولوكاشنكو الثاني خلال 3 أيام، بعد المحادثة الأولى التي جرت بينهما الاثنين الماضي، التي تعد التواصل الأول منذ انتخابات بيلاروسيا الرئاسية في أغسطس 2020، التي تعتبر دول الاتحاد نتائجها “مزورة”، ولا تعترف بلوكاشنكو رئيسا لبيلاروسيا.

 

وتوالت التحركات الأوروبية لتهدئة المشهد بين بولندا وبيلاروسيا، حيث بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إمكانية الوساطة للتواصل مع الجانب البيلاروسي.

في المقابل، حذرت الحكومة البولندية من استمرار الأزمة لسنوات، مع تدفق آلاف المهاجرين على مدار الشهر الجاري للسياج الحدودي، حيث لجأت الشرطة البولندية لتفريقهم بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، بعد اشتباكات اندلعت الثلاثاء على الحدود، متهمة بيلاروسيا بتدبير “هجوم غير مسبوق” على حدودها.

بينما وصفت بيلاروسيا ممارسات بولندا ضد اللاجئين عند معبر بروزغي، بـ”انتهاك للقانون الدولي، لاستخدام القوة ضد مدنيين على أراضيها”، واتهمت روسيا الاتحاد الأوروبي بـ”تطبيق معايير مزدوجة نحو أزمة المهاجرين”.

ويرى مراقبون أن الأزمة بين مينسك ووارسو تضع الاتحاد الأوروبي في تحد للتعامل مع الوضع بكل أبعاده الجيوسياسية والاقتصادية، لدعم روسيا المباشر لبيلاروسيا، مما يتطلب التعاون بين الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد، للتوافق على سياسة واضحة للهجرة.

وفي الوقت نفسه، ألمح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابريال أتال، إلى تنسيق بين تكتل الاتحاد مع الولايات المتحدة، لفرض عقوبات جديدة ضد النظام في بيلاروسيا، مشددا على “وحدة أوروبا بشأن هذه الأزمة، رغم محاولات حشد المهاجرين على الحدود لإحداث انقسام بين دول الاتحاد”.

 

اذ وقد توجه دول في الاتحاد الأوروبي، اتهامات صريحة إلى مينسك بـ”استخدام اللاجئين سلاحا ضدها، بدعم من موسكو”، ردا على العقوبات المفروضة نتيجة قمعها للمعارضة البيلاروسية منذ العام الماضي، وتنفي الثانية هذه الاتهامات، مؤكدة على ترحيل أكثر من 5 آلاف لاجئ.

وحاول نحو 7935 شخصا، من بينهم عراقيون وسوريون وأفغان، دخول الاتحاد عبر الحدود المشتركة مع بيلاروسيا خلال العام الجاري.

وتقدر الأعداد بزيادة بالغة مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل 150 شخصا فقط للحدود، بحسب تقديرات الاتحاد الأوروبي.

ويرى نائب رئيس المجلس الاتحادي للهجرة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، حسين خضر، أن “الأسباب الحقيقة وراء أزمة المهاجرين سياسية بحتة، والمتهم الرئيسي وراءها بيلاروسيا، إضافة إلى اتهامات موجهة لكل من تركيا وروسيا، لتقديمهما الدعم لهذه التحركات بشكل غير مباشر”.

ويوضح في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “تستغل بيلاروسيا ملف اللاجئين كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي لتحقيق مكاسب سياسية ورفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الاتحاد، حيث منحت بيلاروسيا تأشيرات إلى جميع طالبي اللجوء وقدمت عروضا شبه مجانية لاستقبال لاجئين ومهاجرين من دول عديدة، مع السماح لهم للوصول إلى حدودها مع بولندا”.

وأضاف خضر أن “تلك المحاولات لن تفلح في ابتزاز الاتحاد الأوروبي”.

احتواء الموقف

وعن خطوات الاتحاد الأوروبي للتعامل مع ملف المهاجرين العالقين على الحدود، يعتبر خضر أنها “متوازنة”، قائلا إنه “لم يتخل عن مهمته الإنسانية في تقديم الدعم اللوجيستي من توفير الطعام وأدوات التدفئة اللازمة للاجئين المتواجدين على أراضي بيلاروسيا، بجانب المساعدة في العودة الطوعية للراغبين عبر المنظمة الدولية للهجرة”.

ويؤكد على موقف الاتحاد الرافض للضغوط المفروضة عليه من مينسك، حيث تم التوافق على نقل اللاجئين إلى مراكز إيواء وإبعادهم تماما عن الحدود، بعد مناوشات مع قوات الأمن البولندية.

كما يشيد بدور المستشارة الألمانية، في التواصل مع جميع الأطراف في بيلاروسيا والدول المانحة للتأشيرة لطالبي اللجوء، لإيقاف سفر الأشخاص الذين لا يملكون إقامة أو جنسية.

وفي تحرك لتهدئة الصراع المحتدم بين بيلاروسيا وبولندا، وفرت الأولى مأوى لنحو ألف مهاجر وطالب لجوء بالقرب من الحدود البولندية في مساكن مؤقتة، بينما عاد البعض منهم إلى المخيم الذين يمكثون فيه، في ظل ظروف معيشية سيئة، مع انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من الصفر.

 

توتر العلاقات

وينوه خضر إلى أن إجراءات الاتحاد الأوروبي الراهنة، تهدف إلى “حل الأزمة ووقف استغلال اللاجئين كورقة ضغط سياسية ضده”، متوقعا “مفاوضات قريبة بين أوروبا وبيلاروسيا، وتدهور الوضع بين بيلاروسيا وبولندا نظرا لحدوث شرخ في العلاقات بالاتهامات المتبادلة بين الطرفين مؤخرا، حيث اتجهت بولندا لبناء سياج حدودي بارتفاع يقدر بنحو 5 أمتار مع بيلاروسيا”.

وأعلنت بولندا عن بناء جدار على طول الحدود مع بيلاروسيا على امتداد 180 كم، في ديسمبر المقبل، بهدف منع أي محاولات تسلل لأراضيها وطمأنة البولنديين.

وقدرت الشرطة الفدرالية الألمانية، وصول أكثر من 5 آلاف شخص غير مصرح لهم عبر بيلاروسيا خلال العام الجاري، وتسجيل حوالي 10 آلاف محاولة عبور غير قانوني على الحدود مع بيلاروسيا خلال أكتوبر الماضي، و6 آلاف محاولة خلال سبتمبر الماضي، مما دفع بولندا ولاتفيا وليتوانيا لإغلاق حدود الاتحاد مع بيلاروسيا وبناء أسوار حدودية.

أشخاص يحملون جنسيات متعددة يطغى عليهم السوريون، سببوا ازدحاما أمام أحد مكاتب التأمين في حي أكسراي بإسطنبول، ما دفع موظفي المكتب إلى إدخالهم جميعا إلى غرفة لا تتجاوز مساحتها 20 مترا مربعاً، في بناء مكتظ بمكاتب التأمين والاستثمار والتجارة.

يأتي السوريون والعراقيون والأفغان وغيرهم ممن يحاولون الوصول تهريبا إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى المكتب لإيداع مبالغ مالية كتأمين، تدفع للمهرب بعد تأكيد وصولهم أو وصول أقاربهم إلى وجهتهم المنشودة في أوروبا. يتحدث اللاجئون عن طرق التهريب ويسألون أصحاب المكتب عن سمعة بعض المهربين وقدرتهم على إيصال طالبي اللجوء إلى بر الأمان، الذي انتقل اليوم من اليونان إلى الأراضي البيلاروسية لسهولة الوصول إليها.

من بيروت وأربيل إلى بيلاروسيا

تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات عن إمكانية الحصول على تأشيرة سفر نظامية إلى بيلاروسيا مقابل مبلغ يتراوح بين ألف وألفي دولار أميركي ويسهل ذلك وجود سفارة لـ بيلاروسيا في دمشق، ويتضمن المبلغ خدمات أخرى يقدمها “المهرب” حتى الوصول إلى ألمانيا كما يقول أحد العاملين في استصدار “الفيزا” لموقع تلفزيون سوريا، ويتابع “العاملون في إصدار الفيزا إلى بيلاروسيا مرتبطون بـ المهرب المسؤول عن إيصال اللاجئين إلى وجهتهم إن كانت ألمانيا أو غيرها من دول الاتحاد الأوروبي”.

ويوضح أن الحاصلين على الفيزا بإمكانهم المغادرة من مطار رفيق الحريري في بيروت أو من مطار أربيل إلى بيلاروسيا، حيث تمكنهم الفيزا من دخول الأراضي البيلاروسية بشكل نظامي.

خليل اسم مستعار لأحد اللاجئين السوريين في بلجيكا، يقول لموقع تلفزيون سوريا إنه دفع 6 آلاف يورو لأحد مكاتب التأمين في أكسراي بإسطنبول عن ثلاثة أشخاص، بغية إصدار تأشيرات سفر لهم إلى بيلاروسيا.

ويضيف أن “مكتب التأمين سيسلم المهرب المبلغ بعد الحصول على الفيز وتأكيد وصول المسافرين إلى داخل الأراضي البيلاروسية وعبورهم المطار  من دون أن يتم توقيفهم”.

ويشمل المبلغ حجزا فندقيا وأجور إجراء فحص كورونا، ولا يشمل سعر بطاقة الطيارة التي يصل سعرها لقرابة 1500 دولار أميركي يعاد نصف المبلغ تقريبا عند الوصول إلى مطار العاصمة مينسك، ويعود ارتفاع سعر البطاقة لأن رحلات الترانزيت يمر بعضها بدول الاتحاد الأوروبي التي تمنع قدوم السوريين، ما يدفع لاختيار رحلات أخرى بسعر أغلى.

وتختلف الأسعار بحسب العرض والطلب، حيث قال مجموعة من اللاجئين السوريين في أربيل شمالي العراق لموقع تلفزيون سوريا إنهم دفعوا مبلغ 1200 دولار لكل تأشيرة سفر إلى بيلاروسيا انطلاقا من إقليم كردستان العراق.

وأشارت شركة سياحية تعمل في العاصمة البيلاروسية مينسك في حديثها لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن الشهر الماضي شهد رحلات طيران كثيفة من العراق إلى بيلاروسيا، قدرتها بخمس رحلات يوميا، وأضافت أن اللبنانيين يسافرون بأعداد كبيرة أيضا بغية الوصول إلى أوروبا عن طريق التهريب، وذلك عقب اشتداد الأزمة المعيشية والاقتصادية في لبنان.

ما مصير اللاجئين السوريين في بيلاروسيا؟

نشرت وزارة الدفاع البولندية أسلاكا شائكة تمتد لنحو 100 كم من أصل 418 كم من حدودها مع بيلاروسيا، وقالت إنها ستضع أيضا أسلاكا شائكة لمسافة 50 كم على حدودها مع بيلاروسيا في المناطق المرشحة لأن تتحول إلى معابر حدودية غير قانونية.

وأشارت الوزارة إلى أن 2.100 شخص حاولوا عبور الحدود بشكل غير قانوني في آب الماضي، تمكن حرس الحدود من منع 1,342 منهم من دخول بولندا، واعتقال واحتجاز 758 آخرين في مراكز مغلقة.

ويقول لاجئ سوري “طلب عدم ذكر اسمه” ينتظر وصول أصدقائه إلى بلاروسيا قادمين من مطار بيروت: “في الأيام الماضية أعادت السلطات البيلاروسية 22  شخصا جاؤوا على متن طائرة واحدة بعد وصولهم إلى مطار مينسك بحجة أن تأشيرات السفر أو الدعوة التي يحملها المسافرون والحجوزات الفندقية ليست نظامية”.

ويتابع “اتفقت مع المهرب على أن يسافر معارفي من خلال دعوة يؤمنها مكتب سياحي على أن يحصلوا على الفيزا في مطار مينسك ويدخلوا البلاد، أما في حال تم إيقافهم في المطار فلن يحصل على المبلغ المالي المتفق عليه وهو 2000  يورو عن كل شخص”.

أحد اللاجئين السوريين استطاع الوصول إلى ألمانيا مؤخرا عبر بيلاروسيا، ويشير في حديثه إلى موقع تلفزيون سوريا إلى أن الطريق لم يكن سهلا حيث أوقفتهم السلطات البولندية بعد مسير يوم كامل وأعادتهم إلى بيلاروسيا، ليختبؤوا في غابة حدودية ويتسللوا لاحقا إلى بولندا حيث كان بانتظارهم مهرب نقلهم بسيارة إلى ألمانيا.

اللاجئون السوريون استثمار سياسي واقتصادي بيد لوكاشينكو

في آب الماضي طلبت دول الاتحاد الأوروبي المتاخمة لبيلاروسيا – ليتوانيا ولاتفيا وبولندا – مساعدة من دول الاتحاد الأوروبي، وسط ارتفاع كبير بعدد اللاجئين القادمين من العراق وأفغانستان وسوريا.

واتهمت حكومات هذه الدول الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي يتمتع بعلاقات قوية مع نظام الأسد بتعمد دعوة “سائحين” إلى بلاده وتسهيل الهجرة غير النظامية.

وفي وقت سابق، أعلن لوكاشينكو أن بلاده ستتوقف عن منع وصول المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر أراضيها، وهدد خلال كلمة ألقاها في البرلمان الأوروبي من أن بلاده قد تخفف بعض القيود على حدودها مع ليتوانيا.

وقال إن مينسك “لا تملك الأموال والقدرات” اللازمة لمنع تدفق المهاجرين، في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك.

رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي، أكد في آب الماضي موقف حكومته المتشدد تجاه قضية المهاجرين، مشدداً على أنه “يجب على بولندا حماية حدودها”.

وقال مورافيتسكي “أتعاطف حقاً مع المهاجرين الذين هم في وضع صعب للغاية، لكن يجب توضيح أنهم يشكلون أداة سياسية”، متهماً رئيس بيلاروسيا أكسندر لوكاشينكو، باستغلال المهاجرين لمآرب سياسية، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

ويشار إلى أن الفيزا إلى بيلاروسيا تكلف في الحالة العادية 170 دولارا للسياح و40 دولارا للطلاب، أما اليوم فهي تبدأ من ألف دولار أميركي، ما يجعل الحكومة البيلاروسة تستثمر قضية اللاجئين سياسيا واقتصاديا.

لماذا فتح لوكاشينكو أجواء بلاده؟

في أيار الماضي أجبرت السلطات البيلاروسية طائرة ركاب إيرلندية على الهبوط في العاصمة مينسك، واعتقلت المدون البيلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش.

وإثر ذلك قرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات الطيران البيلاروسية، على خلفية تحويل الرحلة قسراً إلى مينسك واعتقال الصحفي المعارض، ودعا القادة شركات الطيران الأوروبية إلى تجنب المرور من أجواء بيلاروسيا.

وقبل ذلك شهت بيلاروسيا احتجاجات عقب “انتخاب” لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ العام 1994 رئيساً للمرة السادسة على التوالي، وواجهت السلطات المظاهرات بالعنف.

وفي آب 2020 اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على المسؤولين عن استخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين وتغيير نتائج الانتخابات في بيلاروسيا.

ومنذ تشرين الأول الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 166 فردا و 15 شخصا من بيلاروسيا على خلفية انتهاكات متعلقة بحقوق الإنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى