حكاية لاجيء العراق في المانيا
بعد أن أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا، أحصائية “كبيرة” عن أعداد المهاجرين العراقيين والسوريين والأفغان، سلط تقرير،نشره موقع “الجزيرة نت”، الجمعة، الضوء على قصة لاجئ عراقي إلى ألمانيا، حيث وصفها بـ”رحلة الموت”.
ووفقا للتقرير يروي اللاجئ العراقي والصحفي عارف صالح العبيدي (41 عاما) تجربته في اللجوء لألمانيا التي استغرقت أشهرا بعد هروبه وعائلته من العراق عام 2014 عقب سيطرة تنيظم داعش على مناطق واسعة من البلاد.
ونتيجة لممارسات داعش في محافظة نينوى، التي شكلت خطرا عليه وعلى زوجته وأطفاله قرر العبيدي في تشرين الثاني 2014 مغادرة البلاد إلى أوروبا عبر تركيا التي أقام فيها شهرا، قبل أن يبدأ رحلة الموت كما يصفها.
الرحلة -التي بدأت في العشرين من كانون الأول 2014 من مدينة أدرنة التركية للعاصمة البلغارية صوفيا ثم إلى بلغراد فبودابست- لم تخلُ من ظروف أقل ما يقال عنها إنها غير إنسانية، فقد عانى وعائلته، ولا سيما طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز حينها ثلاثة أشهر، وتهددها الموت جوعا لنقص الحليب لثلاثة أيام كاملة، فضلا عن عشرات الآلاف من الدولارات التي أنفقها العبيدي وصولا لألمانيا.
وفي ألمانيا التي وصلها في 24 آذار 2015 مع بدء توافد اللاجئين، وجد العبيدي ضالته بظروف أكثر إنسانية من دول أوروبية أخرى، إلا أنه بقي يعاني لأشهر عدة نتيجة رفض طلب لجوئه، قبل أن يطعن على القرار، ويقدم الإثباتات اللازمة بشأن تعرضه للخطر باعتباره معارضا، لكونه كان رئيس تحرير لصحيفة “سما العراق” حتى حصل على حق اللجوء السياسي في نهاية 2016.
وبعد سنوات من الإقامة في ألمانيا، يشعر العبيدي بالأمن والاستقرار بعيدا عن المخاطر والتهديدات التي تعرض لها في بلده الأم، وتعلم اللغة الألمانية، وأتم متطلبات الاندماج، ويعمل بتصدير الأجهزة الكهربائية، بل إنه ينشط طوعيا من خلال مؤسسة بابليون التي أسسها للدفاع عن حقوق العراقيين المرفوضين من خلال تنظيمه مظاهرات في دول أوروبية عدة.
وبحسب إحصاءات منظمة حقوق الإنسان العراق في ألمانيا، بلغ عدد اللاجئين العراقيين حتى عام 2019 نحو ثلاثمئة ألف لاجئ، أغلبيتهم من شريحة الشباب.
وبلغت نسبة اللاجئين الذين تم قبولهم من العراقيين -بحسب المنظمة- نحو 40%، وأغلبيتهم من الطائفة الإيزيدية والمسيحيين والشبك والصابئة، في حين أتت النسبة الأقل من المسلمين.
وانتقد الأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الألمانية العراقية في برلين مصطفى العلي القيسي تعامل مكتب الهجرة الاتحادي مع ملف اللاجئين العراقيين، سواء برفض أعداد كبيرة منهم أو الانتقائية التي يتبعها في قراراته.
وقال القيسي إن التعامل مع ملف اللاجئين العراقيين سيئ، ولم يخلُ من أخطاء جسيمة وصلت لحد الفضائح.
وبشأن الطلبات التي تم قبولها، أوضح القيسي أن أغلبية اللاجئين حصلوا على حماية فرعية من قانون اللجوء الإنساني حسب المادة 60، وهو ما يحتم عليهم العودة للبلاد حال تغير تصنيف الوضع هناك، في حين أن القليل قد حصلوا على اللجوء السياسي.
أما فيما يتعلق باللاجئين العراقيين المرفوضة طلباتهم فيلفت القيسي إلى أن كثيرين منهم يعانون من ضغوط نفسية، ويخشون من إرجاعهم عنوة إلى “جحيم العراق”، خصوصا أولئك الذين سيتعرضون للملاحقة.
وقد دعت منظمة حقوق الإنسان الألمانية العراقية الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في المرفوضين وإعطاء من يستحق منهم حق اللجوء الإنساني، والسماح لهم بلم شمل عائلاتهم والعمل على إدماجهم في المجتمع الألماني.
والاسبوع الماضي، كشف السلطات الألمانية الاتحادية، عن عدد اللاجئين في المانيا حتى نهاية 2018، مؤكدةً ان العدد بلغ نحو 1.8 مليون شخص بينهم 138 ألف عراقي.
وجاء في احصائية لمكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا، أن “عدد اللاجئين وطالبي اللجوء بلغ حتى نهاية عام 2018 نحو 1.8 مليون شخص، منهم 1.3 مليون حاصلون على حق الإقامة، غالبيتهم عراقيون وسوريون وأفغان”، مشيرا الى ان “”نحو 62% من الحاصلين على حق الحماية في ألمانيا أتوا من ثلاثة دول وهي سوريا (526 ألف) والعراق (138 ألف) وأفغانستان (131 ألف)”.