امن

في ذكرى احداث #سامراء : هل اخذ #ترامب ثأر المرقدين العسكريين باغتيال سليماني ؟

ولماذا تم اغتيال مراسلة العربية "اطوار بهحت" ؟

في 22 فبراير – شباط من كل عام يستذكر العراق والعالم ذكرى تفجير المرقدين العسكريين في سامراء “علي الهادي و الحسن العكري” بشمال شرق العاصمة بغداد في ظل انطلاق الحرب الطائفية التي لازالت ذكراها في ذهن العراقيون والعالم وماتلاها من حادثة اغتيال مراسلة قناة العربية “اطوار بهجت” 

نبذة مختصرة عن تفجير ضريح العسكريين بسامراء 

هي عملية تفجير منظمة حدثت في 22 فبراير 2006 استهدفت ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في العراق الذي لهُ قدسية لدى الشيعة وذلك لانه مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري وقد أدى إلى اشعال الفتنة بين كل من الشيعة والسنة في العراق، حيث كانت بغداد مسرحاً لأعمال التصفية الطائفية من قبل جهات وميليشات مجهولة.

اذ اقتحمت مجموعة من المسلحين الأرهابيين في صباح يوم الأربعاء 22 فبراير 2006 مبنى المرقد وقيدوا أفراد شرطة الحماية الخمسة وزرعوا عبوتين ناسفتين تحت قبة الضريح وفجروها بعد ذلك

مما أدى إلى انهيار القبة الخاصة بالضريح التي تعتبر واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي بعد لحظات تجمع الآلاف من أهالي مدينة سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله للاحتجاج على الاعتداء الآثم وهم يحملون عمامة الإمام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في أحد سراديب المرقد

ويهتفون (بالروح بالدم نفديك يا إمام)، وأكد وزير الداخلية العراقي باقر جبر الزبيدي ان قرابة المائة كيلوغرام من المواد المتفجرة استخدمت في التفجير والعملية استمرت حوالى ثلاثة إلى خمسة أيام لتثبيت ونقل المواد المتفجرة ومعداتها إلى داخل المرقد، وفي أعقاب التفجير تعرض العديد من المساجد السنية في بغداد لهجوم من قبل مسلحين “شيعة” غاضبين على عملية التفجير رغم دعوة المراجع ورجال الدين الشيعة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء فتنة طائفية

مظاهر عنف عقب التفجير

عمت مظاهر الغضب مدن جنوب ووسط العراق وخرج الآلاف من الشيعة في تظاهرات احتجاجية على تفجير المرقد وخرجت قوات جيش المهدي في مدينة الصدر والسماوة إلى الشوارع وهم يرتدون الملابس السوداء ويحملون الأعلام والرايات ويرددون هتافات منددة بمن وصفوهم بالبعثيين والوهابية والنواصب وكذلك بالاحتلال الأمريكي وكان مقتدى الصدر قد دعا إلى ضبط النفس، وعدم الاعتداء على أي شخص كان، وعدم التعرض لمقدسات الآخرين فيما قامت جماعات مسلحة مجهولة باحراق مساجد سنية وهدمها وحدثت أعمال قتل عشوائي في العاصمة بغداد والمناطق المجاورة لها حيث تم العثور على رفات 47 مدنياً في حفرة بالقرب من بغداد و أفاد ديوان الوقف السني في العراق ان مايقرب من 168 مسجداً سنياً تعرض للهجوم وتم قتل 10 أئمة في المساجد وخطف 15 آخرين في بغداد

وافادت جهات أمنية ان حصيلة أعمال العنف بعد التفجير قد تتجاوز 100 قتيل، وبالقرب من سامراء قام مسلحون مجهولون بقتل مراسلة قناة العربية أطوار بهجت مع إثنين من المصورين الذين قصدوا المكان لتغطية الأحداث فيما قام مسلحون يرتدون زي الشرطة بقتل 11 شخص سني في البصرة

وفي البصرة أيضاً قام مسلحون بالهجوم على مرقد ومسجد طلحة بن عبيد الله وتم زرع عبوات ناسفة فيهِ ثم قاموا بتفجيرها مما أدى إلى تدمير المرقد بالكامل وحدث فرض حظر تجوال شامل في البصرة وبعض المناطق المجاورة لها وفي البصرة أيضاً قام مسلحون بالهجوم على أحد السجون وأخذوا منه بعض الأشخاص السنة وتم اكتشاف جثثهم لاحقاً وأفادت الجهات الأمنية إنهم تعرضوا للتعذيب وقد حدثت أعمال تهجير قسرية في بعض المناطق وقامت جماعة مسلحة بإطلاق صاروخين على مرقد سلمان الفارسي في المدائن مما تسبب في اضرار بالغة للمرقد ولقد أستمرت أعمال العنف لما تبقى من عام 2006 حيث وقعت مجزرة في حي الجهاد ببغداد في يوم 9 يوليو 2006م حيث هاجم مسلحون ينتمون إلى جيش المهدي منازل المدنيين من أهل السنة في حي الجهاد وقتلوا ما لايقل عن 50 شخص.

ولقد قالت منظمة الأمم المتحدة في إحصائية رسمية نشرتها لاحقا ان نحو 34000 عراقي قتلوا خلال عام 2006 فقط.

الحكم على منفذي العملية

بعد القبض عليهم حكمت محكمة التمييز على المتورط بالجريمة بالإعدام شنقاً حتى الموت وهو شخص تونسي يدعى الطريقي أبو قدامة التونسي واسمه الحقيقي يسري فاخر الطريقي

وقد صادق عليه نائب رئيس الجمهورية العراقي خضير الخزاعي و تم تنفيذ الحكم عليه في نفس العام 2011 رغم ان السلطات التونسية طلبت من الحكومة العراقية الإفراج عنه ولاحقاً اعتقلت قوات الامن العراقية شخص آخر يدعى محمد حسين يلقب بأبو عبد الرحمن وهو عراقي الجنسية أُتهم بالتخطيط لعملية التفجير الأولى في المرقد وقد تم القاء القبض عليه في قضاء بلد جنوبي محافظة صلاح الدين

 

نبذة مختصرة عن مراسلة قناة العربية “اطوار بهجت” 

أطوار بهجت (1976 – 22 فبراير 2006), صحفية ومراسلة وأديبة لها ديوان شعري بعنوان “غوايات البنفسج” ورواية وحيدة هي عزاء أبيض، ولقد توفي والدها وهي في السادسة عشر من عمرها في مدينة سامراء

وتكفلت بمعيشة أمها وأختها الوحيدة إيثار. وعملت بعد تخرجها من الجامعة في صحف ومجلات عدة حتى انتقلت إلى العمل كمذيعة في قناة العراق الفضائية ومقدمة برامج ثقافية، وبعد عملية غزو العراق عملت لحساب عدة قنوات فضائية حتى استقرت في قناة الجزيرة الفضائية ثم استقالت منها احتجاجا على الإساءة للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في برنامج الاتجاه المعاكس، وانتقلت للعمل في قناة العربية الفضائية قبل موتها بثلاثة أسابيع. ولقد اختطفت واغتيلت مع طاقم العمل أثناء تغطيتها لتفجير ضريح العسكريين في سامراء في صباح يوم الأربعاء 22 فبراير 2006م، على يد مسلحين من قبل جماعات مجهولة.

اغتيال اطوار بهجت 

تضاربت الأنباء عن كيفية اغتيالها ولكن الثابت أنه عند ذهابها إلى سامراء لتغطية أحداث تفجير ضريح العسكريين في 22 فبراير 2006 تم اختطافها من قبل جماعات مجهولة، وعثر عليها مقتولة في اليوم التالي.

اغتيال اطوار بهجت
اغتيال اطوار بهجت

يقول ماجد عبد الحميد أحد زملائها أنها قتلت بإطلاق عيارات نارية إلا أن أخبارا أكثر تأكيدا أكدت فيما بعد أنها ماتت مذبوحة، وقد تسرب على شبكة الأنترنت ملف فيديو تم الحصول عليه من هاتف جوال لاحد عناصر مغاوير الداخلية يصور فيه كيف ذبحت أطوار من الوريد إلى الوريد وتسرب على شبكة الإنترنت بشكل واسع وقد تم الإمساك بقاتليها مؤخرا، وتحدث أحدهم في قناة العربية في 11 آب/أغسطس 2008 عن تفاصيل قتل أطوار، وتحدث أخرون عن أن أطوار اصيبت بالرصاص قبل ذبحها وتركها الجناة حتى الساعة الخامسة تنزف دون أن يساعدوها.

أطوار بهجت بين الحُب والحرب 

“عندما تفقد المرأة حبيباً تكتب قصيدة، وحين تفقد وطناً تكتب رواية.. ترى أي كتابة ستلخصني اليوم وقد رزقت بالفجيعتين معاً؟ أنا التي خسرت كل شيء، فغني بذكري يا بلادي – أطوار”.

كأنّ أطوار بهجت السامرائي المولودة لأب سنيّ وأم شيعية (1976-2006) قد لخصت بكتابتها هذه حياتها الفاجعة بكاملها؛ فنشرت مجموعتين شعريتين (غوايات البنفسج – على جناح ليلة) ونشرت رواية يتيمة هي (عزاء أبيض).

وبين الحب والحرب وقفت مراسلة العربية على مشارف المدينة التي تنتمي إليها (سامراء) في محاولة أخيرة لنقل صورة بيضاء عن المدينة التي ارتدت الدم والرماد بعد حادثة تفجير (الإمامين العسكريين)، لكنّ القتلة كمنوا للحقيقة في جسدها فأردوها قتيلة وليتردد خبر مقتلها عبر كل وكالات الأنباء العالمية (نعت قناة العربية مراسلتها أطوار بهجت -30 عاما- والمصور خالد محمود الفلاحي -39 عاما- ومهندس البث عدنان خير الله -36 عاما- معتبرة أنها تدفع مرة أخرى ضريبة السعي وراء الحقيقة).

يكتب الناقد جاسم العايف “من المؤكد أن المصير الفاجع الذي آلت إليه أطوار، ونواح شقيقتها، الذي لا ينسى، وما تعرض له موكب تشييعها إلى مثواها الأخير لن يمحى أبدا من الذاكرة بصفته مشهدا واقعيا مأساويا تختص به دراما الحياة العراقية الراهنة، مشهد لا ينجو منه يومٌ من أيام العراقيين”.
في حين اعتبر مرصد الحريات الصحافية “قتل الزميلة أطوار بهجت مرحلة تحول في نوع الاستهداف ضد الصحافيين العراقيين”. ويضيف رئيس المرصد هادي جلو مرعي لـ”العربية نت” أن مقتلها يمثل فاجعة غير مسبوقة بسبب الطريقة التي قتلت فيها، برغم أنها كانت تقوم بتغطية صحافية محايدة، وقد شكلت الحادثة تلك تحولا في طريقة الاستهداف ونوعه وطبيعة تأثيره السلبي على وجود الصحافيين ووسائل الإعلام في العراق”.

آخر رسالة Live

قبل 3 أيام من حادثة استهدافها تقدمت أطوار بمقترح وافق قسم برامج العربية عليه؛ وهو أن تشتغل قصة عن ” قلعة كركوك “الأثرية لبرنامج “مهمة خاصة”، ولأن المدينة حالها حال مدن العراق التي غرقت في العنف والاغتيالات، كان عليها – والفريق المساند – أن تبيت الليل في مدينة السليمانية القريبة من مدينة كركوك وتعود لتصوير القلعة في النهار.

حتى إذا تواردت أخبار تفجير ضريح الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في مدينة سامراء؛ اتصلت طالبة أن تقوم بالتغطية كون كركوك أقرب إلى سامراء من بغداد، وكونها ابنة المدينة وتعرف أهلها جيدا على عكس باقي زملائها في المكتب؛ وأمام إصرارها وسخونة الخبر تمت الموافقة مع التأكيد بأن سلامتها وسلامة الكادر أهم من أية قصة خبرية.

لم تسمح لها السيطرات ولا لسيارة البث من الدخول، فكان عليها أن تظهر على نشرات الأخبار من المناطق القريبة من مركز الحدث؛ وفي آخر Live على نشرة أخبار السابعة بتوقيت دبي اختتمت أطوار كلامها بقولها “رسالة يبدو العراقيون أحوج ما يكونون إلى تذكرها، سنياً كنت أو شيعياً، عربياً أو كردياً لا فرق بين عراقي وعراقي إلا بالخوف على هذا البلد، من على مشارف مدينة سامراء العراقية.. أطوار بهجت – قناة العربية “. ولينقطع البث بعدها مرة واحدة وإلى الأبد.

بنادق آلية وأصابع سوداء

في اعترافات أحد المشتركين بالجريمة، قال أثناء التحقيق الذي بثّته قناة عراقية رسمية “كان مسؤول التنظيم يراقب ردود الأفعال على تفجيرنا للمرقدين لإثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة؛ وكانت أطوار من على شاشة العربية تؤكد أنه لا الشيعة ولا السنة لهم مصلحة في الحادثة؛ فأمرنا أن نذهب لقتلها؛ فركبنا سارة بيك آب.. أنا ومعي اثنان برشاشات بي كي سي وكان المكان الذي تظهر منه معروف لدينا فقصدناه”.

ويسترسل المجرم “كان بقرب سيارة البث مواطنون ما أن ترجلنا بأسلحتنا حتى لاذوا بالفرار؛ ومباشرة فتحنا النار على المذيعة وعلى الذين معها فقتلناهم وعدنا بعد تنفيذ الواجب”!

نهاية عام 2003 أجرت جريدة “الوطن” العمانية حوارا مع أطوار باعتبارها صوتا شعريا يبرز بعد الاحتلال قالت فيه، “سقوط بغداد غيّر طريقتي في كتابة الشعر؛ وأمنياتي أن يبقى العراق عراقا.. أحتاج عراقا أبكي على صدره”.

العراق الذي أرادت أن تبكي على صدره هو من يبكي على ذكرى “عذراء الصحافة ” في كل 22 من فبراير.

 

 

اقرا ايضا …. هل سيُعاقب ترامب في الذكرى السنوية لاغتيال سليماني والمهندس ؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى