قال مترجم عراقي تعاون مع الأمريكيين، طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته، إن زعم الولايات المتحدة الامريكية حول مكان اسر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في الحفرة، غير صحيح.
وبهذا الشكل، دحض المترجم الرواية الأمريكية المتداولة حول اعتقال صدام، ونوه بأنها تستخدم لأغراض دعائية.
وأضاف “بعد اعتقال صدام، تم تلفيق هذه الرواية لكي تؤكد الإدارة الأمريكية أن التحالف الذي شكلته ضد العراق لم يتعرض للهزيمة، ولكي لا تتعرض هيبة الولايات المتحدة لأي ضرر”.
بعد اسر صدام حسين في الثالث عشر من ديسمبر 2003، زعم البنتاغون بأنه تم العثور عليه في نفق عمودي على عمق حوالي 1.8 متر بالقرب من مزرعة، لكن المترجم يؤكد أن صدام كان في الواقع في غرفة ولم يدرك حينها ما يجري حوله. وقال: “ليعرف العالم كله، أن صدام كان في الغرفة، وأعتقد أنه كان يصلي لأنه كان يرتدي دشداشة. الحديث عن اعتقاله في حفرة، كذب وتلفيق”.
وشدد على أنه حاول بنفسه النزول والخروج من الحفرة، التي كانت فعلا قريبة من المكان، لكن ذلك تم بصعوبة لأنها كانت ضيقة للغاية، فما بالك بالرئيس صدام الذي كان ضعيفا بالفعل في ذلك الوقت.
ووفقا له، كانت “الغرفة عادية” بلا وسائل اتصال، وفيها فقط خزانة ملابس وسريران وراديو وجهاز تسجيل صوتي وجهاز تلفزيون صغير، وبعض الملابس والأحذية.
لحظة اسر الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين في 13 ديسمبر – 2003
سيرة حياة صدام حسين في سطور
صدام حسين المجيد (28 نيسان 1937 – 30 كانون الأول 2006) خامس رئيس لجمهورية العراق والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية في الفترة ما بين عام 1979م وحتى 9 أبريل عام 2003م، ونائب رئيس جمهورية العراق عضو القيادة القطرية ورئيس مكتب الأمن القومي العراقي بحزب البعث العربي الاشتراكي بين 1975 و1979.
برز إبان الانقلاب الذي قام به حزب البعث العراقي – ثورة 17 تموز 1968 – والذي دعا لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية والعلمانية، كما لعب صدام حسين دورًا رئيسيًا في انقلاب حزب البعث عام 1968 والذي وضعه في هرم دولة البعث كنائب للرئيس البعثي اللواء أحمد حسن البكر وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينيات نتيجة سياسة تطوير ممنهجة للعراق بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت. وصل صدام إلى رأس السلطة في دولة بعث العراق، حيث أصبح رئيسًا لجمهورية العراق وأمينا قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1979 م بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث بدعوى خيانتهم للحزب. وفي عام 1980 دخل صدام حربًا مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980م حتى انتهت الحرب بتفاهم سياسي عراقي-إيراني في 8 أغسطس عام 1988. وقام بعد انتهائها بإهداء إيران 120 طائرة حربية روسية الصنع. وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت وأصبح مصدر تهديد لأمن الخليج العربي في 2 أغسطس عام 1990. والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991م.
ظل العراق بعدها محاصرًا دوليًا حتى عام 2003 حيث احتلت القوات المسلحة الأمريكية كامل أراضي العراق بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق.
اغتيال عبد الكريم قاسم
في عام 1959 م شارك صدام مع مجموعة بعثية في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، الذي كان رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة حينها بعد ظهر اليوم السابع من أكتوبر وخلافًا للترتيبات وبسبب الانفعال سحب صدام مدفعه الرشاش من تحت معطفه وفتح النار على سيارة قاسم قبل الوقت المقرر وقبل أن يتمكن الآخرون من فتح النار تمكن حراس قاسم من مواجهة الموقف وقتل سائق السيارة الذي أصيب في ذراعه وكتفه كما قتل أحد أفراد مجموعة الاغتيال وأصيب صدام في ساقه على يد أحد زملائه.
تمكن أعضاء فريق الاغتيال من الفرار إلى أحد مخابئ الحزب في العاصمة بغداد أما عبد الكريم قاسم فقد نقل إلى المستشفى وأجرى له العلاج اللازم وتم استدعاء الدكتور تحسين الملا وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب البعث لمعالجة صدام وقال:«أنه لم يكن سوى جرح بسيط عبارة عن كشط.» وقد تم مداهمة المخبأ الذي لجأ إليه فريق الاغتيال إلا أن صدام استطاع الفرار إلى سوريا حيث قضى هناك ثلاثة أشهر قبل أن ينتقل إلى القاهرة حيث انضم إلى نحو 500 شاب من البعثيين الذين اجتمعوا كانت الحكومة السورية قد أرسلت هؤلاء إلى مصر بهدف استكمال تعليمهم.
في 8 يوليو / تموز 1982 قام الرئيس صدام حسين وفي خضم حرب الخليج الأولى بزيارة بلدة الدجيل، وأثناء مرور موكبه بالبلدة تعرّض الموكب إلى إطلاقات نارية من قبل أعضاء في حزب الدعوة الإسلامية، وحصل تبادل إطلاق النيران بين أعضاء الحزب وحامية صدام، ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة أسوشيتد برس للأنباء في عام 2003، فقد تم خلال نهب المكاتب الحكومية التي أعقبت انهيار النظام اكتشاف مرسوم رئاسي يأمر بإعدام عشرات الرجال من القرية في بغداد. وتم بعد ذلك إصدار قرار بتدمير وتجريف ما يقارب 1000 كم2 من الأراضي الزراعية والبساتين المثمرة على الطريق من قضاء بلد إلى الدجيل لمنع تكرار مثل هذه المحاولة.
حتى أواخر كانون الأول/ديسمبر من نفس العام، كان قد تم القبض على 393 من الرجال فوق سن 19 عامًا، و394 من النساء والأطفال من مدينتي الدجيل وبلد، حيث تم اعتقالهم في سجن أبو غريب قرب بغداد، وتعرض للتعذيب عدد غير معروف منهم، وجدير بالذكر أن 138 من المحتجزين البالغين الذكور وعشرة من الذكور القاصرين مثلوا للمحاكمة أمام المحكمة الثورية بعد أن اعترفوا بمشاركتهم في محاولة الاغتيال. وعلى مدى عدة أشهر لاحقة، تم نقل السجناء الباقين إلى مراكز الاعتقال في الصحراء إلى الغرب من بغداد، ولكن أكثر من 40 من المعتقلين لقوا حتفهم أثناء الاستجواب أو أثناء التعذيب في الاعتقال. وقال أحد سكان الدجيل الذي قدم شهادته في وقت لاحق أثناء محاكمة صدام في عام 2005، أنه شهد بنفسه التعذيب والقتل الذي مورس خلال انتقام الحكومة من منفذي محاولة الاغتيال الفاشلة، بما في ذلك قتل 7 من أصل 10 من إخوته. بعد عامين من الاعتقال تم نفي حوالي 400 معتقل، أغلبهم من أفراد عائلات الـ148 شخصًا الذين اعترفوا بالمشاركة في التخطيط أو التنفيذ لمحاولة الاغتيال، إلى منطقة نائية في جنوب العراق.
في أثناء محاكمة صدام حسين ونظامه على أحداث الدجيل ظهر أن هناك الكثير من الشهود على استعداد للإدلاء بشهادتهم. أحد هؤلاء الشهود، وهي المدعوة أم طلال، ذكرت لصحيفة التايمز أنه تم اعتقال زوجها وستة من أبنائها، وبناتها الست، وزوجة ابنها وحفيدها بعد محاولة الاغتيال. وحسب قولها؛ فقد نقل الرجال إلى بغداد في سجن أبو غريب ولم يظهروا بعد ذلك. أما زوجة ابنها وحفيدها فقد توفيا تحت ظروف بشعة في سجن آخر.
الانتقادات لسير المحاكمة
قامت منظمة هيومن رايتس ووتش بتوثيق الثغرات الإجرائية الأساسية في المحاكمة على أحداث الدجيل، ومن تلك الثغرات عدم استقلالية المحكمة عن التأثير السياسي، وعدم الكشف عن أدلة الإدانة للدفاع. والنتيجة التي توصل إليها تحليل هيومن رايتس ووتش للحكم الصادر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2006، هي أن ثغرات المحاكمة تمتد إلى الحيثيات القانونية للحكم نفسه. وقال ريتشارد ديكر: «تقتطع المحكمة من حق المتهمين في تقديم دفاع قوي بالسماح للادعاء بالاستناد إلى اتهامات فضفاضة ورفض طلبات استدعاء شهود الدفاع». وتابع قائلًا: «ويتضمن هذا رفض سماع الشهادة من شهود الدفاع بالخارج بواسطة التصوير ببث الفيديو الحي»
كما ونفذ حكم الاعدام بحق صدام حسين في فجر عيد الاضحى المبارك في 30 ديسمبر عام 2006 اذ يستذكر العرب والعالم لحظة اعدامه