“كذبة نيسان”.. أصلها عالمياً وارتباطها بالغزو الامريكي للعراق 2003
يحرص العراقيون على عدم تفويت هذه المناسبة التقليدية .

“كذبة نيسان”، منذ بداية نيسان من كل عام يحرص العراقيون على عدم تفويت هذه المناسبة التقليدية، فيطلقون العنان لخيالهم وألسنتهم، باختلاق العديد من الإشاعات والنكات والكذبات، بهدف المزاح والسخرية.
وتتعدد الروايات في أصل “كذبة نيسان”.. فالرواية العربية، ترى أن مصدرها يعود الى سقوط الأندلس حين فرَّ المسلمون الى أعالي الجبال مختبئين بها من جيوش الإسبان فتم إيصال كذبة لهم أن السفن المغربية ترسو على شواطىء البحر لنقلهم، وصدّق هؤلاء فنزلوا الى السواحل وهناك كانت الجيوش بانتظارهم لتوقع أكبر مجزرة بالتاريخ بحقهم يوم واحد نيسان.. وشاعت الفكرة والذكرى وصار البعض يمارسها من دون قصد.
فيما يرى باحثون أجانب، أنها تعود إلى القرون الوسطى، حين كان شهر نيسان في تلك الفترة وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلّي العقلاء من أجلهم، فنشأ عيد باسمهم (عيد جميع المجانين) أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
ويرى باحثون آخرون إن “كذبة نيسان” تقليد أوروبي قائم على المزاح باطلاق الشائعات او الأكاذيب، لأن فصل الربيع يبدأ في نيسان، ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.. فاستلطفوها وصارت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأوروبية..وصار الكذب فيها مباحاً في هذا اليوم لدى شعوبها باستثناء الشعبين الإسباني لكونه يوماً مقدساً دينياً، والألماني لأنه يوافق يوم ميلاد الزعيم الألماني (بسمارك).
وما لا ينتبه له كثيرون أن نيسان كذّب على العراقيين كثيراً بدءاً من عام 2003، فحين تم تشكيل مجلس الحكم، ظن العراقيون أن هؤلاء السياسيين سيعملون لخدمة العراق، وانكشفت الكذبة بعد سنة في كتاب بريمر (عام في العراق) بقوله إن الشيعة جاءوا يطالبون بحقوقهم وكذا فعل السنّة والكرد، وفق ما يرى العراقيون.
على أن أوجع هذه الكذبات في نسختها العراقية يوم هزج العراقيون بساحة الفردوس معتبرين التاسع من نيسان 2003، يوم (التحرير) تبين لهم بعدها انه كان بداية لـ19 سنة من الفواجع والتدمير، قابلة للتمديد في مستقبل غير معروف!.
وحالياً.. تكشف كذبة نيسان عن حاجات ودوافع سيكولوجية تعبر عن شخصية الفرد العراقي.. بعضها مقالب طريفة لاسيما بين أصدقاء شباب “يمزحون” مع أحدهم، غالباً ما تكون عاطفية متمثلة بمواقف رواها شاب لـ السومرية نيوز، كأن يقلّد أحدهم صوت فتاة تبدي له إعجابها به وولعها فيه، فيصدّق.. ويطلب منها اللقاء، فيأتي الى المكان الذي فيه من حاكوا له المقلب!.
وتوزعت أغلب “كذبات نيسان” العراقية بين مقالب تحمل أخباراً مفزعة مثل: (شدّ حيلك أخي.. ترى الوالد انطاك عمره) أو (أخوك دعمته سيارة وأخذوه للمستشفى) أو (اسرع يمعود…ترى صار حريق بمنطقتكم) أو (الكهرباء راح تستقر)، أو (ما بقى شي وتتشكل الحكومة) أو (ما ظل شي للتعيين)، فضلاً عن كذبات أخرى سياسية تحمل أيضاً خبر موت من يكرهون، أو مفارقات لا تحصل مهما يكن!.
اخترنا لكُم
هل سمعت يوما عن #صوم_الماء ؟ | النتائج المترتبة على هذا التحدي في صحة الإنسان مبهرة