في يوم 20-آذار 2003 أشتد أوار المعركة حيث بدأ العدو يضرب بعنف كل المرافق الاقتصادية والعسكرية مستخدما كافة أسلحته الجوية.
وعزز صدام حسين بظهوره التلفزيوني صباح الجمعة من عدم إصابته بالهجوم على البستان في الدورة , حيث أعطى توقيتاً محدداً لإلقاء خطابه إذ أفتتحه بالقول «مع صلاة الفجر لهذا اليوم 20/3/2003 ميلادية الموافق 17 محرم الحرام 1424 هـجرية».
وذكر زمن الهجوم الأميركي بوضوح، عندما أستعمل تعبير «مع صلاة الفجر» حول توقيت العدوان وبذلك افشل محاولة من محاولات العدو للتأثير على القوة النفسية والمعنوية لدى أفراد الشعب وجيشه الباسل .
وشنت 1500 طائرة هجومها على بغداد , منها طائرات بي 1 وبي 2 وبي 52 اللواتي تنطلق من قواعد قرب لندن مثل هاي فورد ووايتمن الجوية في ميسوري الأمريكية واف 16 واف 18 سي – دي واف 18 ايه واف 15 بأنواعها الثلاث وايه 10 واف 117 الشبح وايه في -8 بي وايه سي 130.
وشاركها الطيران الحربي الانكليزي وهو تورنادو أف 3 ونوع جي أر 4 وجكوار وهارير وطائرات الاستطلاع والدعم يو 2 وآر سي 135 وكلوبال هوك وبراديتور وهانتر وبي3 وأيه بي 3 وأيه تو وأيه 8 وأيه 3 وأيه سي 130 وار سي 12 وآي أيه 6 بي وكي سي 135 وكي سي 10 وفي سي 10 وسي 5 والبريطانية وسي 17 وسي 130 التي تنطلق من حاملات الطائرات وأكثر من ثلاثين قاعدة جوية في الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط وتركيا .
كما اطلقت المدمرة Uss ماكين, وغواصات الهجوم Uss كولومبيا وبرفيدنس وغواصات بريطانية ( تربيولانت وسبلانديد ) 600 صاروخ من نوع كروز وتوماهوك فعلى بغداد لوحدها ,كانت 500 صاروخ من السفن البحرية وحاملات الطائرات الخمسة الراسية في البحرين والموانيء السعودية والكويتية و100 من قاذفات القنابل.
وقد لجأت القوات العراقية إلى إشعال خنادق من النار كانت القوات الأمريكية قد أعلنت إن العراق أحرق سبعة آبار نفطية , والحقيقة هي لتوليد الدخان الذي يؤثر على اجهزة التصوير في مقدمات هذه الصواريخ , وهو اكتشاف عراقي بحت فتعد هذه الأهداف أهدافا مضروبة فتحول مساراتها إلى أماكن أخرى.
وقد شهد نهر دجلة في وسط بغداد سقوط العديد من هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى إلفين وخمسمائة وتسعين كيلومترا ووزن الواحد منها 1455 باوند .
وقام العدو الأمريكي في اليوم الأول للعدوان وفي تمام الساعة الثامنة وخمسة دقائق مساء بضرب جريدة القادسية في كرادة مريم (تحولت هذه المنطقة إلى تسمية المنطقة الخصراء ) وكنت موجودا انا فيها مديرا لتحريرها ونجونا انا والزميل رئيس التحرير من الموت باعجوبة, وتهدمت أقسام المونتاج والمطبعة واللتر وغيرها وقناة العراق الفضائية في الأعظمية لغرض عدم إيصال الحقائق للعالم عما يجري من جرائم بحق العراقيين وأنباء الانتصارات التي سطرها العراقيون الأباة.
أما على الجبهة العراقية فان رجال الجو الشجعان كانوا بالمرصاد لصواريخ توماهوك فاسقطوا العديد منها قبل أن تصل إلى أهدافها.
كما اسقطوا عدداً من الطائرات المهاجمة فيما لجأ العدو إلى حيلة , وهي إطلاق طائرتين قديمتين من نوع بريداتور مجردتان من الالكترونيات الحديثة فوق بغداد مع طائرات مسيرة بدون طيار من طراز Uav لتثير أي رادارات عراقية لغرض إرسال طائرات الشبح سي 117 لضربها .
وقرر في هذا اليوم الرئيس صدام حسين منح مكافأة لكل عراقي مقاتل شهم يقوم بإسقاط طائرة مقاتلة معادية مبلغ مائة مليون دينار ولمن يسقط طائرة سمتية مبلغ خمسين مليون دينار , ومن يأسر جنديا معاديا خمسين مليون دينار ومن يقتل جندي معادي خمسة وعشرين مليون دينار , ومن يسقط صاروخا معاديا عشرة ملايين دينار ومن يأسر طيارا خمسين مليون دينار ومن يقتله خمسة وعشرين مليون دينار .
وتصدى المتطوعون العراقيون لأحد أرتال العدو في منطقة غربي الناصرية مما عاد القهقري.
وحرص الأمريكان إن يسلكوا الطريق الدولي والابتعاد عن آبار النفط بالرميلة وغرب القرنة لأنها ملغمة جميعها أما الطريق الدولي فانه لم يلغم أبدا لأنه طريق القوات العراقية والمواطنين .
ثم قام رتل أخر لغزو المدينة من اتجاه سوق الشيوخ بعد إن سلك الطريق الإستراتيجي لنقل النفط الخام فتصدى له مقاتلو الفرقة 11 قوات المقداد , ودارت معركة شرسة بين الطرفين تكبد بها العدو خسائر فادحة بالأرواح والمعدات عند أحد الجسور على نهر الفرات.
وكانت القوات العراقية تستخدم دبابات تي 64 بينما يستخدم العدو مدرعات 2-69 , واستمر القتال لمدة ساعتين بعد ان أمر قائد اللواء الأمريكي بلونت من الفيلق الخامس الذي يقوده الفريق وليام سكوت ولاس بتشكيل أربعة محاور ارضية, شاركت فيها خمسة الاف مركبة وعشرين ألف جندي نظامي عدا المرتزقة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية والاتحاد السوفيتي المنحل ودول أوربا الشرقية , حيث قسم فرقه المناورة البالغة تسع فرق مدرعة وواحدة مشاة , وكان قد درب قواته طيلة عام 2002 وبداية عام 2003 على خرق الحدود العراقية .
فشنت مروحيات الأباتشي من الفرقة الرابعة الأمريكية على أحد عشر مخفرا عراقياً أمامياً على الحدود مع الكويت , واستخدام ثلاثمائة مدفع من عيار 155 ملم وقذائف هلفاير وسادارم التي تستخدم للمرة الاولى في هذه الحرب لتتقدم الفرقة الأمريكية الاولى (المارينز) التي دمجها الجنرال زيني القائد الأمريكي قبل الجنرال فرانكس مع الجيش الثالث في الكويت , لتكون جزءا من القوات البرية المشتركة والفرقة الثانية فيما شاركت بالتوغل في الوجبة الثانية الفرقة الثالثة وفرقة الفرسان السابعة ليلتقيا عند قاعدة الإمام علي بن ابي طالب الجوية في منطقة تل اللحم.