ماذا جرى في اليوم العاشر من الغزو الامريكي للعراق 28 آذار 2003 ؟
والحديث عن جبهات القتال والخطط اللازمة لمواجهة ما طرأ من تغيير بقلم علاء لفتة موسى .
ترأس صدام حسين اجتماعا ضم طه ياسين رمضان وطارق عزيز وقصي صدام حسين لبحث الأوضاع على جبهات القتال والخطط اللازمة لمواجهة ما طرأ من تغيير على خطة العدو الهجومية بعد معركة النجف وانسحابه من الكفل.
وشمل صدام حسين رحمه الله أبناء منطقة الحكم الذاتي بمكرمته لكل عراقي يسقط طائرة أو يأسر أو يقتل طيارا أو علجا معاديا
وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها برقم 9 زفت خبر هيام القوات الغازية في الصحراء بعد الضربات الساحقة للتشكيلات المسلحة قرب النجف الأشرف .
وقال إن قواتنا المسلحة البطلة وشعبنا الغيور شنت سلسلة من الهجمات الماحقة الساحقة على فلول العدو التي تسللت إلى مناطق الكفل وطريق كربلاء – النجف وحافات المحافظة فأسرع العدو هاربا يجرجر أذيال الهزيمة وان قوات الحرس الجمهوري أغارت على تجمع للعدو في مفرق عفك فدمرت 3 مدرعات وأجهزت على طواقمها وكان تسلح فرقة الحرس الجمهوري هو الدبابة “أسد بابل” التي تم تطويرها ضمن برنامج صدام للدروع من الجيل T-72M1A إلى النموذج T-72M1M..
دبابة أسد بابل
لقد كان لدبابة “أسد بابل” الخاصة بفرق الحرس الجمهوري دور مفصلي في معركة عام 91 في إنهاء المعركة البرية بقذائف الصدمة الحرارية وقذائف الاختراق الحركي السهمية وهي الجيل الثاني من قذائف “سابوت” الروسية، بل أن هذه الدبابات هي التي قامت بمقاومة ذخائر اليورانيوم المستنفذ التي تطلقها الدبابات عيار 105 ملم التي تطلقها دبابات أبرامز الخاصة بالمارينز والقذائف الصاروخية عيار 50 و70 و90 ملم التي كانت تطلقها سمتيات (أباتشي) ونفاثات (ثاندربولت) وقاومت طلقات مدافعها “كانون” و “أفنجر” عيار 30 ملم DU الخارقة للدروع ولم يتمكن من اختراق أبراجها المدعمة بالحشوة الرملية SAND BARS الماص للحرارة و المخلل للحركة وهيكلها الذي كان مدعم بقميص من الدروع السلبية الاندماجية المدعمة بالسيراميك سوى قذائف “سابوت” عيار 120 ملم المعروفة ذات الطلقات الفضية.
كانت خسائر العدو كبيرة وشل هذا التكتيك الذي سمى تقطيع الأفعى مجهود قوات القتال الرئيسية عنده فلجأ لتكتيك حيوي جديد يسمى تكتيك الأفعى المتعددة الرؤوس من خلال قوى الجوالة المجوقلة المتمثلة بكتائب فرقة النسور الصياحة “سكريبر” 101 والألوية المجوقلة 103و105و107 بغية إشغال تشكيلات الحرس الجمهوري .
كما شنت فرقة النجف لجيش القدس غارة على العدو ودمرت دبابتين فيما تم تدمير دبابة أخرى من قبل ذات الفرقة خلف خطوط العدو ودمر فدائيو صدام دبابة وناقلة أشخاص وقتل طواقمها.
وتمكنت الفرقة 18 من شن هجوم على العدو ودمرت دبابة ودكت قوتنا الصاروحية معسكر الدوحة في الكويت بصاروخ الصمود كما أطلقت صاروخي أبابيل على تجمعات العدو،واعترف المجرم الجنرال وارلكس وايده العلج العميد فنسنت بروكس بأن صواريخ أبابيل والطارق باتت تنزل كالمطر فوق قطعاتهم.
وتم اسقاط طائرة (أباتشي) فوق مدينة عفك وأخرى مقاتلة فوق حي الجهاد غرب بغداد واعترف العدو بسقوط طائرة مسيرة ومقتل جنوده في البصرة والناصرية.
وواصل أسود اللواء 45 البطل تصديهم الشجاع لليوم التاسع يدفعون كل ليلة عشرات القتلى للعلوج فيما تمكن أبطال الفيلق الثالث من دحر العدو وإبعاده عن جسر الزبير .
وقام العدو بفتح محور خائب من الرميلة تجاه جسر كي 44 بغية محاصرة مدينة البصرة من شمال منطقة الهارثة عند حدودها مع الدير وقطع طريق بصرة – ميسان إلا أن قوات الفيلق الثالث تصدت لهم .
وتمكن الأبطال من القوة البحرية من حصر العدو في منطقة راس البيشة وشنو هجوما من محورين الأول من السيبة – سيحان والثانى من مركز المدينة عبر الخط الأوسط.
ولم يتمكن العدو من ولوج طريق الناصرية سوق الشيوخ وكما أسلفنا فأنه طوق الناصرية من الطريق الصحراوي ومن ثم حاول أن يفتح منفذا باتجاه قلعة سكر – سيد احمد الرفاعي للتوجه إلى طريق عمارة – كوت لحصر محافظة ميسان وتحييد الفيلق الرابع الذي يضم اربع فرق ثلاث فرق مشاة وفرقة مدرعة ولواء مغاوير الفيلق وتمتد مسؤوليته من انتهاء حدود الفيلق الثاني وحتى لسان عجيرده في محافظة ميسان وعلى الحدود الشرقية للعراق والتي لم تشارك باي قتال سوى معركة عفك وإفشال الإنزال قرب مقر الفيلق في مدينة الميمونة في أول أيام الغزو.
وتمكن المقاتلون في مدينة عفك من إلحاق الخسائر الفادحة بالعدو خاصة على طريق المرور السريع شرق الديوانية وشرق مدينة الحلة وتم إسقاط طائرة اباتشي للفرقة 101 المحمولة جوا.
وفي جنوب النجف حاول العدو ان يهاجم منطقة أبي صخير (المناذرة) إلا أن الفدائيين وأبناء العشائر تمكنوا من دحره فسحب العدو 33 دبابة أعطبت وبقيت جثث العديد من علوجه في أرض المعركة.
وشن العدو غارات عديدة استخدم بها طائرات من طراز (بي 52) و10 صواريخ من المدمرات في البحر المتوسط ومن البحر الأحمر عبر الأراضي السعودية.
وقام العدو برمي شبكة فايبر كلاس على الشبكة الكهربائية في محافظة واسط لتعطيلها بغية تمكين الطائرات السمتية من التحليق لأن الأضوية في الشوارع تعكس ظلها ويمكن إصابتها.
وتمكن المواطن عايد أدهيرب من محافظة المثنى من إسقاط طائر سمتية مقاتلة في منطقة العميد في أطراف الصحراء، كما أسقط العراقيون طائرة معادية في منطقة عين الفرس في منطقة الثرثار، فيما تمكن مقاتل عراقي من إسقاط طائرة مسيرة في منطقة التاجي شمال بغداد .
وقصف العدو السكان في النجف الأشرف مما أدى إلى استشهاد 26 مواطنا وجرح 60 آخرين بعد أن استخدم القنابل العنقودية فيما استشهد سبعة وجرح 92 في بغداد واستشهد 2 و8 جرحى في واسط و11 شهيدا و28 جريحا في كربلاء و26 شهيدا و82 جريحا في بابل وشهيد و8 جرحى في كركوك وجريحان في الانبار فيما بلغ عدد الشهداء في البصرة لمدة تسعة أيام 116 شهيدا و659 جريحا أما في الناصرية فبلغ 230 شهيدا و800 جريحا.
وشهد هذا اليوم سقوط صاروخ كروز على مدينة الشعلة ببغداد أدى إلى استشهاد 55 مواطنا وجرح 49 آخرين وتهديم عدد من المنازل والمحال التجارية، وشيعت الموصل 17 شهيدا سقطوا بصواريخ وطائرات العدو في غارات على السكان المدنيين، وذكر شهود عيان أن الطائرات الأمريكية والبريطانية قصفت سد “دهوك” بشمال العراق.
معركة ليلة الكفل
وفي منطقة الكفل جرت معركة ليلية وصفها قادة العلوج بأنه قتال ضروس قاتل فيها العراقيون بطريقة غريبة!!! حتى أعترف العلج المجرم الجنرال ريتشارد مايرز انه ليس الذي تدربنا على قتاله!! .
وبسبب الخسائر الفادحة هذه قدم المجرم ريتشارد بيرل رئيس مجلس السياسات الدفاعية في البنتاغون استقالته، حيث استمرت القوات الخاصة على مدار 12 ليلة تهاجم العدو في الكفل والعباسيات ومفرق الديوانية حتى مفرق الديوانية بعمليات على شكل مجاميع ويتم استطلاع العدو بسهولة عن طريق السابلة المدنية، حيث قامت في إحدى المرات قوة مجموعة الهجوم التابعة للواء 26 حرس جمهوري بقيادة العميد البطل عبد الله أن تركب سيارة مدنية وبملابس فلاحين لاستطلاع القوة المهاجمة ثم مهاجمتها ليلاً وتدمير 12 مدرعة معادية في وقت واحد.
وحاول العدو أن يجرب عدة منافذ للهجوم فأخذ يهاجمهم بالحلة ويهاجمهم في منطقة الهندية حيث هوجم اللواء 23 من فرقة المدينة المنورة من قبل فرقة مدرعة أميركية وكذلك هوجم الفوج الأمامي للواء 22 حرس جمهوري من قبل لواء مدرع أميركي فجر هذا اليوم فيما اشتركت 4 مجاميع قوات خاصة كانت مختبئة بالبساتين في محور الكفل بالمعركة مباشر مع العدو وجاءت للعدو ضربة من الجناح غير متوقعة فتكبد العدو خسائر كبيرة .
وأسقطت القوات الخاصة العراقية طائرة سانتييه بصواريخ ضد الدروع وعاود العدو كرته بالهجوم ثلاث أو أربع مرات وفشل وانسحب متراجعا باتجاه الكفل.
وكما فشل أيضا باتجاه الهندي حيث تصدت له قوات نبوخذ نصر بقيادة اللواء الركن محمود الجحيشي منعته من اختراق قطاعات بالحلة والهندية حيث كانت نية العدو اختراق القطعات باتجاه الحلة حتى يطلع باتجاه كربلاء فطور الهجوم على يوم ثلاثين وواحد وثلاثين باتجاه كربلاء وتصدى له فدائيو صدام بإسناد من مدفعية فيلق الفتح المبين بقيادة الشهيد اللواء فاضل ومدفعية المدينة المنورة ومدفعية نبوخذ نصر والحرس الجمهوري حيث ضربوا في يوم واحد ألف قذيفة مدفع عيار 155 على العدو بالكفل حيث الفرقة الثالثة المعادية إذ بدأ نشاط دفاعي غير متوقع عند مدفعية فيلق الفتح المبين بعد إعادة الانتشار فاق بنتائجه ما كان يتوقعه العدو من قوة نيران مدفعية الفيلق وبعشر المجهود الناري فقط؟!!.
حيث أمطر العدو بقذائف مدفعية ذكية منزلقة على الليزر يقوم بتوجيهها وإضاءة أهدافها ونقل الإحداثيات الجديدة لمصادرها مغاوير المراقبة المتقدمة التابعة لفيلق الفتح المبين.
وكانت نتائج القصف المدفعي مرعبة فمبدأ كل طلقة تصيب مع إمكانية إصابة الهدف بأكثر من قذيفة فعال جداً, وكانت سرعة الرمي أكبر بشكل مضاعف بسبب عدم تصحيح الرمي أو تغير الإحداثيات لفوهات المدافع أثناء عملية الإطلاق، وأجبروا العدو أن يترك الكفل ويهرب باتجاه النجف وثم غير مساره باتجاه كربلاء.
وعلى الرغم من اعتماد العدو على سلاحين للصدمة العسكرية تمثلا في قنابل “الكترومغنتك” الإلكترونية لشل البنية الإلكترونية و”ثيرموميكرو” لغرض المسح الحراري كبديل عن السلاح النووي التكتيكي حيث بدأت الحملة الجوية ضد فرق الحرس الجمهوري إذ قامت الطائرات المتخصصة بعملية إخماد الدفاع الجوي المعروفة بالعرسة المتوحشة بإطلاق صواريخ متتبعة للموجة الرادارية مستهدفة هوائيات الرادار وإطلاق قنابل مسيرة بالأقمار الصناعية استهدفت الهوائيات وأسلاك الاتصالات, وقد كانت هذه المقذوفات محملة برؤوس الكترومغناطيسية “الكترومغنتك” من فئة نبضة القوة المغناطيسية MFP قامت بعزل وإعماء الفرقة إلكترونيا وليتسنى لغربان العدو أن تصول وتجول فوق فرق الحرس الجمهوري بأمان بعد غياب صواريخ م/ط وشبكة مدفعية الثنائية م/ط عيار 57 ملم المتحركة (المجنزرة) البعيدة المدى “سباغ” التي كانت تعمل بالتنسيق مع شبكة رادارية خاصة، كما قامت طائرات العدو بعدها باستهداف أهداف منتخبة بالفرق بقنابل ذكية متتبعة لليزر أحادية وثلاثية التوجيه (الجيل الثلاث من هذه القنابل مدعم بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية) .
وقد استخدم العدو ثلاثة أنواع من هذه القنابل وهي الممهدة “بيف وي” للأغراض العامة وفئة المدمرة للتحصينات “بانكر باستر” التي استهدفت التحصينات حتى عمق 7 متر بالكونكريت المسلح .
واستخدم نوع يسمى “ديبيديغر” خاص بالأعماق الكبيرة ونوع استخدم من قبل ضد فتحات الأنفاق والكهوف في أفغانستان يسمى” ثيرموباريك” وقد تمكن القطاع الهندسي في فرق الحرس من تبديد 90% من التأثيرات المنشودة لتلك القنابل الذكية إما إلكترونياً أو بالخداع والتضليل.
وعندما شعر العدو أنه خدع تحول إلى استخدام قنابل التأثير المساحي مبتدأ ذلك بالقنابل العنقودية الانشطارية ومن ثم سلاح جديد رهيب جداً هو قنابل البلازما الحرارية الفراغية والإرتجاجية والتي تساوي من 4 – 5 أضعاف قوة قنابل “الوقود الهوائي المتفجر” (ايروفيول) وهي تكافئ قدرة مستودعات “قاطفة زهرة المارغريت” ديزي كاتر العملاقة المعروفة بالقنابل القاطعة من ناحية التأثير الضاغط المساحي وكانت الغاية من هذه المرحلة إيقاع أكبر خسائر ممكنة في العتاد و الأرواح في فرق الحرس.
وقبل مرحلة بدء التلاحم الميداني مع الحرس الجمهوري في منطقة الكفل وسدة الهندية وعفك قامت القوات الأمريكية بواسطة قاذفات (ب 2 سبريت) إلقاء قنابل ذكية من نوع JDAM فئة (2000 رطل) مزودة برؤوس “الكترومغنتك” الأقوى في عائلة E Bomb من فئة “الميكروويف العالية القدرة ” HMP شلت البنية الإلكترونية الحركية للماكينة الحربية الخاصة بالحرس الجمهوري.
ومنذ البدء بالمرحلة الثاني من قبل العدو قامت القوات العراقية بالعمل على تنفيذ الخطة السرية رقم واحد حيث أتم عملية إعادة توزيع التشكيلات القتالية في كل فرقة والمتمثلة بالقوات المدرعة وقوات الحماية المواكبة والإسناد المدفعي والصاروخي الأنبوبي وذلك بتوزيعها في كل فرقة على 65 سرية خفيفة (مشاة) راجلة حرة تعداد كل سرية 120 مقاتلاً ,وهي مكونة بدورها من ثمانية فصائل (15 مقاتلاً) وكانت كل فصيلة مجزأة إلى ثلاث مجاميع تعمل بتنسيق واحد وفي مرحلة ثانية تم نقل بطرق تكتيكية مختلفة هذه التنسيقات القتالية من الأفراد مع سلاحها الفردي الخفيف إلى مواضع خاصة خارج تشكيل الفرقة وتم تزويدها هناك في تلك المخابئ السرية الجديدة بأسلحة فردي متطور جداً إضافة إلى دروع خفيفة الوزن مضادة للرصاص والشظايا ومناظيرليلية فردية وزودت البنادق الأتوماتيكية والقناصات والرشاشات الخفيفة بمناظير تسديد وكواتم صوت عملية عالية الجودة وكان توزيعها في الفصيل الواحد كالتالي:
المجموعة الأولى فيها قناص ورامي قاذف م/د (رب ج 7 م ” ر ب ج 15″ أو ر ب ن) وقاذف رومانات يحمل رشاش PKM ورامي صاروخ كتف م/ط ( ايغلا 1 أو2) ثنائي التوجيه مطور محلياً إضافة إلى رامي مدفع هاون عيار 83 خفيف الوزن يمكن تصغيره بالتداخل الهيدروليكي ليسهل حمله فردياً وتحمل أفراد المجموعة الأولى إضافة إلى تجهيزها الأساسي المذكور سالفاً 30 قنبرة هاون مع الرامي المتخصص بواسطة حمالات خاصة يرميها المدفع خلال دقيقة في زوايا مختلفة دون تغير زاوية المدفع، والمجموعة الثانية من الفصيل مزودة بمنظومة قاذف صواريخ كورنت الحرارية الموجهة بالليزر والتي يصل مداها إلى 6 كم يقوم بإدارتها القناص ورامي م/ط (هذه المنظومة خاصة بفرقة المدينة المنورة حرس جمهوري المتجحفلة بين كربلاء وبغداد أما باقي فرق الحرس الجمهوري فقد زودت بصواريخ موجه ابترونياً “ميتس” و”كرنكريس” مداها 4 كم) والمجموعة الثالثة فمزودة بمدفع هاون عيار 120 ملم مجهز بدانات ذكية مضادة للدروع موجهة حرارياً أو بالليزر وزودت هذه المجموع أيضاً بقواذف رب ومقاومة الدبابات الحرارية الثقب والتدمير الشديدة الفعالية ضد دبابات العدو وهي بديل متمم لفاعلية منظومة م/د في المجموعة الأولى وتتميز هي وصواريخ ” كورنت ” بالانقضاض المائل على أعلى الدبابات جنباً إلى جنب مع قنابل (الفووسترايكر) الذكية عيار ملم 120 المضادة للدروع ذات الانقضاض الشاقولي.
وقد كان هذا التشكيل هو بداية حرب العصابات وتشكيلات الهندسة والدفاع الجوي تحولت فيما بعد ومع دخول العدو في المرحلة الثالثة من القصف الجوي إلى القوة الصاروخية “أرض- أرض” وقوة مدافع م/ط.
بعد بدء القصف الجوي لفرق الحرس الجمهوري في محيط بغداد الجنوبي تحركت مجاميع خاصة من فرقة المدينة المنورة ليلاً نحو الجنوب لتجتمع في ثلاثة محاور إما بالغوص تحت الأقنية المائية مع تأمين السلاح الفردي بوسائط العزل المناسبة أو من خلال أنفاق خاصة معدة مسبقاً أو المسير السطحي مع التنكر بلباس مدني مع تخبئة السلاح الفردي الخفيف بحقائب مدنية أو لبس بدلات عسكرية خاصة عازلة ضد وسائط الرصد البشري الإلكترونية وتم بعدها التمركز في أماكن محددة مجهزة بالذخائر والأسلحة الفردية المتطورة الخفيفة والمتوسطة إضافة إلى المؤونة داخل المدن وخارجها.
بدأت الخطة الأمريكية ضد فرق الحرس بقصف جوي تمهيدي مركز استخدمت به الذخائر الذكية والصماء والمساحية المحرمة دولياً.
وكان من إحصاءات القصف الجوي المعادي إلقاء في حملة واحدة بواسطة قاذفات “القلاع الاستراتيجية” (ب 52 اتش) العملاقة أكثر من 12000 قنبلة صماء من فئة 500 رطل من مادة PBX كانت تحدث حفر قطرها 5 امتار وعمقها 3.7 متر إضافة إلى 27000 قنبلة عنقودية وانشطارية و21 مستودعا من المستودعات الخاصة العملاقة من فئة “ديزي كاتر” زنة 15000 رطل وأعتدة أخرى، ورغم كل ذلك كانت قناعة قيادة العدو ضعيفة حول جدوى الحملة الجوية على الحرس الجمهوري فقد كان لها تجربتها الفاشلة نسبياً في عام 1991 ضد الحرس الجمهوري الذي انتهج منهج إعادة الانتشار والتحرك الهادئ المضلل نحو منطقة الأهوار.
لذلك كانت الخطة المعادية هي الالتحام الموهوم مع فرقة المدينة المنورة شرق كربلاء بغية استثارة السرايا المدفعية الخاصة بالفرقة وإخراج الدبابات وآليات الحماية من مخابئها ليتم تدميرها إما بنيران الرصد الأرضي المضادة أو بواسطة الهيلكوبترات الهجومية ومعرفة ما يمكن أن يكون قد أعده الحرس الجمهوري من الكمائن , حيث بدء بإيهام الفرقة بواسطة أجهزة متطورة لدى عناصر الكوماندوس تصدر هذه المعدات أصوات وارتجاجات خاصة توحي باقتراب آليات العدو بطريقة فنية مدروسة ومعقدة مع تفعيل رادارات الرصد الأرضي التي تحدد مصادر النيران المدفعية والصاروخية بأنواعها وأماكن إطلاقها وسقوط مقذوفاتها بغية توجيه النيران الأرضية المضادة إليها وذلك جنباً إلى جنب مع وسائط الرصد الجوية الغير مأهولة المصحوبة بوسائط القصف الجوي.
كانت ردة الفعل الدفاعية من قبل الحرس الجمهوري شبه معدومة مما أكد للعدو جدوى القصف التمهيدي الجوي الإلكتروني بمرحلتيه والتقليدي أيضاً في شل وتدمير آلة الحرس الجمهوري والفتك بأفراد الفرق.
وجاء دور الالتحام الحقيقي والتصفية لباقي الفرقة وفق معطيات العدو ولأنهم لا يقاتلون إلا من قرى محصنة أو من وراء جدر فقد بدأت القوات الأمريكية المتمثلة بلواء الخيالة المدرع الأول بالتقدم نحو فرقة المدينة المنورة بعد إتمام عنصر المفاجأة وفق ماتراءى لعدو من معطيات ميدانية بعد إنهاء عملية الإنزال الجوي السريع للقوات والعتاد الخاصة بلواء الخيالة الأول ومن ثلاثة محاور والذي كان مسبوقاً بقصف مدفعي وصاروخي وجوي مركز وشديد وكانت تشكيلات الالتحام في هذا اللواء مكونة من 600 دبابة (ابرامز 2) وعدد مماثل من مدرعات (برادلي) المجنزرة إضافة إلى مئات الآليات الأخرى المتفاوتة التدريع والتسليح.
وكان يتقدم اللواء فرقتين من سمتيات الأباتشي الهجومية من الفئة الأحدث ” لونغ بو” كل فرقة مكونة من 30 سمتية هجومية.
وهنا كانت المفاجأة الغير متوقعة من قبل العدو حيث قامت تشكيلات الحرس الجمهوري الحرة بإمطار العدو ومن زوايا جانبية ومحاور متعددة ومواضع كثيرة بوابل هائل بدقة متناهية من قنابل الهاون والتي بلغ عددها أكثر من 15000 قنبلة صماء سمتية عيار 83 ملم وأكثر من 4500 قنبلة ذكية وأنواع أخرى من عيار 120ملم وأكثر من 1000 صاروخ (كورنت) موجه مضاد للدبابات وكل ذلك خلال دقيقة واحدة وهو أول تطبيق عملي لمبدأ ” الصدمة والذهول ” والذي طبق فيما بعد في الأنبار على يد نفس هذه القوة المختارة.
وأدى ذلك إلى حدوث خسائر كارثية مهولة في العتاد والأرواح في صفوف العدو يصعب إحصائها أو الإعلان عنها من قبل الطرفين وتوافق ذلك مع شل لحركة القوات المعادية وشل لدعمها اللوجستي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعدى ذلك إلى مفاجأة ثانية ضد سمتيات الأباتشي المتقدمة نحو مركز تجمع الفرقة والتي قوبلت بوابل مهول جداً من نيران المضادات الأرضية التي سبق ظهورها انفجارات كثيرة لفتح منافذ خروج هذه المضادات التي نتج عنها وهي عبارة عن 600 عربة (تشيلكا) رباعية المدافع عيار 23 ملم (أطلقت جميعها 60000 طلقة/ثانية نظرياً) إضافة إلى200 عربة تنغوسكا ثنائية عيار 30 ملم (20000 طلقة/ثانية ينشطر عن الطلقة الواحدة 21 كرة معدنية عالية الكثافة) ولدت سدود نارية مذهلة أدت إلى الإضرار بفرقة السمتيات بكاملها بعد أن انفصلت فرقة السمتيات الغربية لإسكات نيران مجاميع الحرس الحرة التي تلاشت بعد تغطية انسحابها بالدخان الأسود وقد سقط بتأثير المضادات على الفور ثلاث سمتيات وقتل طواقمها وسقط بشكل مؤجل على بعد بضع كيلومترات أربع حوامات أسر أحد الطواقم فيها وأعطبت باقي الفرقة بشكل متفاوت يجعلها جميعها عاطلة عن العمل القتالي ولولا التدريع المميز لهذه الحوامات وانعدام الزوايا القائمة فيها لسقطت الفرقة بأكملها في الميدان الرئيسي.
أما الفرقة الثانية من السمتيات فقد قوبلت بإطلاق لعدد من صواريخ “ايغلا” مقاومة طائرات مما تسبب بسقوط سمتيتين وإصابة ثالثة لم يعرف مصيرها.
وبدء بعدها ما بقي من فرق الحرس الجمهوري بالانسحاب العشوائي من موضع الفرق تاركين ورائهم العتاد الثقيل الناجي بعد تفخيخه ومتنكرين بالزي المدني.
والسبب يعود لأن حسابات ردود الفعل المعادية كانت مبنية على تجربة الحرس الجمهوري في عام 1991 بعد أن قامت الفرق المدرعة من الحرس بتطويق القوات الأمريكية وقتذاك مما جعل المجرم جورج بوش الاب يطلب وقف اطلاق النار , وانتهت المعركة بوقف الحرب.
وذلك يعود إلى أن تكتيك العدو قد تغير فالعدو لم يعد يأبه للحقيقة بل جل اهتمامه لتحقيق النجاح المزيف التضليل الإعلامي وهو مستعد لملئ 70 ألف كيس من أكياس الجثث جلهم من المرتزقة مقابل تحقيق أهدافه.
إضافة إلى أن العدو أتبع تكتيك جديد لمنع الحصار وهو ترك جزء من الآليات المدرعة في المقدمة مع تفعيل نظام مهجن آلي للتعامل مرتبط مع مجسات حرارية تطلق وتوجه النيران على كل ما يتحرك من الأجسام الحية وذلك لتغطي على انسحاب الآليات المأهولة مع وجود غطاء جوي مواكب ومتقدم.
أما عن ردة الفعل المعادية التي تلت الهجوم فيما بعد فقد تمثلت في قصف مواضع فرق الحرس الثلاثة (النداء وحمورابي والمدينة المنورة) بأسلحة إشعاعية حرارية وكيميائية تكتيكية خاصة شديدة الفتك (انبتيوري وكيمويوري وثيرموميكرو ومينيناترو.. الخ) وهو السر في عزل مواضع هذه الفرق من قبل العدو بعد ذلك لفترة طويلة بغية إزالة الآثار الإشعاعية.
ووفق ما نقله مراسل CNN كارل بينهول المرافق للفوج فقد اعترف العلوج طيارو فوج المروحيات القتالية الحادي عشر في الجيش الأميركي بالفشل في اختراق اللواء الثاني المدرع التابع للجيش الجمهوري بعد اشتباكات عنيفة استغرقت زهاء ثلاث ساعات، ركز خلالها الجانب الأميركي على الدفاع والتقهقر إلى الخلف.
وعاين الطيارون عقب العودة إلى قاعدة جوية شمالي الكويت، وهم في حالة من الذهول والصدمة، مدى الأضرار البالغة التي لحقت بالسرب من جراء المقاومة العراقية الشرسة، وواجه السرب الأميركي مقاومة عنيفة من الجانب العراقي الذي استخدم المدفعية المضادة للطائرات ونيران الأسلحة الثقيلة والصغيرة، التي انطلقت لاستهداف المروحيات الأميركية من جميع الاتجاهات – على حد قول الطيارين.
الكذب الأمريكي مستمر
وفيما قال الأميركيون أن “نيرانا صديقة” جرحت 37 من عناصر “المارينز” قرب الناصرية، أكد متحدث عسكري أن عناصر الحرس الجمهوري وفدائيي صدام وجيش القدس هاجموا القوات الغازية مرة أخرى في الناصرية وأعلنت القوات الغازية أن 37 علجا جرحوا في المنطقة بنيران صديقة في المنطقة.
وقطعت قوات المقاومة العراقية طريق قوافل الإمدادات للقوات الأمريكية الغازية.. إذ خرجت قوة عراقية قوامها 1500 من فدائيي صدام من مدينة السماوة لقطع طريق الإمدادات، وقالت مصادر عسكرية أمريكية إن المعارك على ما يبدو ستتحول إلى حرب عصابات خصوصا في الناصرية.
فأعلن المجرم دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي أن تعزيزات كبيرة من القوات الأمريكية تتدفق علي الخليج للمشاركة في الحرب على العراق، مشيراً إلى أن هذه التعزيزات تتواصل بشكل يومي.
وطلب من الكونجرس سرعة الموافقة على الميزانية التي طلبها المجرم بوش والبالغة 74 مليار دولار وذلك لتغطية تكاليف الحرب على العراق والجهود القائمة لمحاربة الإرهاب.
وفي شهادته أمام لجنة التخصيصات التابعة للكونجرس قال المجرم رامسفيلد إن البنتاغون لا يعرف متى ستنتهي المعارك في العراق ولا يعرف مدى الدمار الذي ستخلفه الحرب.
وأعلنت وسائل الإعلام العربية والعالمية عن تصريحات أمريكية رسمية حول ضرورة إيقاف التقدم انتظاراً لوصول تعزيزات عسكرية بدأت بالتحرك من سواحل الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة طويلة قد تستغرق أسابيع عديدة، ووجوب إعادة النظر في خطط الحرب الموضوعة سلفاً، والتي لم تكن سوى “مخادعة عمليّاتية” كما أعلنت القوات المعادية أنها تستجمع قواها لخوض أكبر معركة إلى الآن في طريقها إلى بغداد حيث تتوقع أن تشتبك مع عناصر من الحرس الجمهوري العراقي قرب كربلاء في غضون 48 إلى 72 ساعة، الغرض منها لفت أنظار القيادة العامة للقوات المسلحة عن الهدف الحقيقي لسير المعارك.
إنزال جوي في الشمال
وهبطت 40 طائرة شحن عسكرية أميركية على مدرج بكره جو قرب السليمانية تحمل قوات ومعدات أمريكية لشن الهجوم من الشمال.
وأضافت المصادر التي نقلت النبأ أن البيشمركة البالغ عددهم حوالي 60 ألف ومعهم ما يسمى بجيش العراق الحر الذي تدرب في أوربا الشرقية ويشرف عليه احمد الجلبي يقومون بحفر خنادق كبيرة ويتولون تأمين المظليين الأمريكيين الذين أسقطتهم الطائرات الأمريكية لمدة 3 ساعات وصفتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأنها اكبر عملية انزال من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وتوقعت المصادر أن يصل إلى أراضي شمال العراق خلال الساعات القليلة القادمة وحدات أمريكية أخرى يقدر عددها من 6 إلى 10 آلاف جندي.
وأن عمليات الإنزال ستتم في ثلاثة مطارات مجهزة ومؤمنة في المناطق الكردية هي حرير وجارباش وبامراتي، أضافت أن كل المظليين سيقومون بإعداد البنية “التحتية” و”اللوجيستية” للوحدات المدرعة الأمريكية التي سيتم نقلها من ألمانيا لشمال العراق خلال أيام.
وقصفت الطائرات الأمريكية والبريطانية المواقع العراقية الأمامية بثلاث قنابل سقطت قرب موقع للقوات العراقية بمنطقة دوميز الواقعة بين الموصل ودهوك وان 5 قنابل أخرى سقطت قرب موقع آخر.
وأكد الكولونيل كريستوفر لانغتون كبير المحللين العسكريين بمعهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الجبهة الشمالية بالعراق ليست جبهة مهمة، موضحا أن نشر قوات أمريكية بشمال العراق جاء متأخرا كما أن طريقة نشر القوات نفسها غير مناسبة، وقال أن القوات الأمريكية ستواجه في الشمال نفس ما واجهته في الجنوب من مقاومة خاصة من الحرس الجمهوري في تكريت، أضاف أن الجنود الأمريكيين لن يحققوا الانجاز المطلوب منهم ما لم يتم تزويدهم بوحدات مدرعة وهو أمر صعب للغاية لأن كل طائرة نقل عسكرية لا تستطيع إلا نقل دبابة أو اثنتين على أقصى تقدير في كل مرة.
في روما تعرض رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني لهجوم عنيف من المعارضة اليسارية بسبب نقل ألف مظلي أمريكي لشمال العراق من قاعدة عسكرية بمدينة فتشنا الايطالية حيث أكدت المعارضة أن هذا الإجراء يتعارض مع تأكيدات برلسكوني أن القوات الأمريكية الموجودة بايطاليا لن تشارك بصورة مباشرة في الحرب ضد العراق.
خدعة
وقالت مصادر البنتاغون إنه سيتم نقل لواء الفرسان الثالث المدرع وفرقة الفرسان الأولى وفرقة المشاة الرابعة الأكبر تجهيزاً وإعداداً في الجيش الأمريكي بعد مغادرتها أمس قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس وتضم 12 ألف عنصر، حيث سيجدون عتادهم ودباباتهم “أم – 1 ابرامز” وآليات القتال “أم 2 برادلي” في انتظارهم.
فيما سربت الماكنة الإعلامية الامبريالية خبراً من أن نقل هذه التعزيزات بالكامل يستغرق شهوراً وهو كما قلنا خدعة إعلامية لإيهام العراق بتأخير الهجوم على بغداد إلا إن وزير الدفاع الفريق الأول الركن سلطان هاشم احمد توقع أن تحاصر القوات الأميركية العاصمة العراقية خلال فترة بين خمسة وعشرة أيام، مشيراً إلى أن القوات الأميركية أصبحت على بعد 140 كيلومترا من المدينة، وأكد أن الموقف العراقي يسير بشكل جيد على جميع جبهات القتال في العراق.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف إن القوات العراقية لازالت في مواقعها بمدينة “أم قصر” حتى هذه اللحظة مشيرا إلى أن العدو لم يتمكن من توسيع منطقة تواجده في منطقة الأرصفة وفي منطقة الميناء حصرا، ولم يتمكن من دخول المدينة حتى الآن.
وأضاف إن اللواء العراقي 45 يقدم الكثير من التضحيات ولا يزال يقاوم مقاومة عنيفة، مشيراً إلى حدوث اشتباكات في المنطقة.
وأشار إلى تواجد قوات بريطانية معادية كبيرة في منطقة “الموانئ” وقال إنهم يقومون حاليا بعمل استعدادات خاصة تخدمهم في تلك المنطقة، مشيرا إلى نجاح اللواء 45 في تحقيق مهامه ببطولة كبيرة.
وأشار وزير الدفاع العراقي إلى تواجد قوات العدو بالقرب من منطقة يسميها العراقيون “عقدة الفاو” والتي تحافظ عليها القوات العراقية والمواطنون العاديون.
وقال وزير الدفاع العراقي إن فدائيي صدام وتنظيمات حزب البعث قاموا بتدمير دبابة للعدو في منطقة الفاو أمس، مشيرا إلى أن كل العناصر المتواجدة في منطقة الفاو هم عناصر استشهاد للدفاع عن مدينتهم وسيؤذون العدو حينما أتيحت لهم الفرصة.
أضاف أن العدو الأمريكي حاول في مدينة البصرة على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة توسيع منطقة تواجده في مطار المدينة من خلال التوسع باتجاه الطريق العام، إلا أنه تكبد خسائر وتم تدمير عدد من دباباته وناقلات جنده مما اضطره للعودة والانسحاب باتجاه المطار.
وتابع الفريق الأول الركن سلطان هاشم يقول إن القصف بالمدفعية الثقيلة استمر على الطريق العام، وقد ردت عليه المدفعية العراقية من مواقعها، منوهاً بأن العدو كرر هذه الحالة مرة أو مرتين، ومؤكدا أن الموقف الآن في قاطع المطار كما هو قبل أربعة أيام.
وأكد أن العدو عندما لم يستطع التطوير من هذا الاتجاه، ذهب من اتجاه منطقة الرميلة التي سبق وأن تواجد بها قبل أربعة أيام، كما دفع الآن رتلاً باتجاه منطقة تسمى جسر “ك44”. مضيفا أن هذا الرتل يهدف إلى تطويق مدينة البصرة من مسافة بعيدة عبر اتجاه منطقة الدير، إلا أنه لم يستطع تحقيق شيء إلى الآن.
وقال إن القوات العراقية استطاعت خلال اليومين الماضيين تدمير عدد من دبابات العدو وآلياته في منطقة الزبير، معترفاً بأن المنطقة تقع في أيدي العدو الأمريكي، إلا أن مقاتلي الحزب وفدائيي صدام وجيش القدس متواجدون بمدينة الزبير ويستغلون كل فرصة لإيقاع الخسائر بالعدو الذي لم يستطع دخول المدينة.
وأوضح أن الموقف في منطقة الناصرية كما هو قبل ثلاثة أيام، حيث حاول العدو الأمريكي السيطرة على المدينة أكثر من مرة وفي أحداها دخل إلى مدخلها، إلا أنه تراجع إلى الخلف بفعل المقاومة الشديدة.
غضب أمريكي من التغطية في وسائل الإعلام العربية
عبرت واشنطن عن غضبها بسبب التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام العربية التي تصفها الولايات المتحدة بأنها متحيزة للغاية وتسعى إلى إشعال الموقف.
وزعم مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى أن العديد من وسائل الإعلام العربية تزور الحقائق وتسيء أداء رسالتها الإعلامية مع المتعاملين معها.
وطالب ريتشارد باوتشر المتحدث بأسم الخارجية الأمريكية بما أسماه بالصراحة والتوازن والنظر إلى جميع وجه�
�ت النظر والبحث عن الحقائق وعدم القفز إلى النتائج.
وأشار “باوتشر” على وجه الخصوص إلى حادثين هما القصف الذي استهدف سوقاً في بغداد والانفجار الذي استهدف مسجداً، قال “باوتشر” أن قصف المسجد لم يحدث على الإطلاق وشكك في أن قصف السوق يمكن أن يكون قد تم بسبب سقوط صاروخ عراقي عليه!! وقال “باوتشر” ان تحقيقات حالياً تجري حول قصف السوق وأنه من غير الصحيح القفز على النتائج، لم يحدد “باوتشر” أي وسيلة إعلام لكنه أشار إلى أنها لا تنحصر فيما تبثه قناة “الجزيرة” القطرية، قال إن الخارجية الأمريكية مهتمة للغاية بما تنشره المطبوعات العربية أيضاً.
ماذا جرى في اليوم التاسع من الغزو الامريكي للعراق27 آذار 2003 ؟