في عملية دقت ناقوس الخطر لعودة داعش إلى الواجهة، نجح التنظيم الإرهابي في تنفيذ أكبر عملية له منذ سنوات، لم تستهدف المدنيين، بل استهدفت سجنا يأوي آلاف الإرهابيين المطلوبين .
محاولا السيطرة عليه بعد تنفيذه سلسلة تفجيرات في محيط السجن سبقت الهجوم، لتسهيل عملية الاقتحام وفرار إرهابييه من السجن.
اذ و شن تنظيم داعش الإرهابي، هجوما على سجن غويران المخصص لاحتجاز عناصر داعش الارهابي ، في مدينة الحسكة السورية الخاضع لقوات سوريا الديمقراطية،
ويضم سجن غويران المخصص لاحتجاز عناصر التنظيم، أكثر من 3 آلاف داعشي، غالبيتهم من سوريا والعراق، فضلا عن جنسيات أخرى.
تفاصيل رصدتها وكالة الاستقلال للاخبار
هجوم داعش الارهابي بذأ في ساعات المساء الأولى، بتفجير عربات مفخخة بالقرب من الباب الرئيسي للسجن، عقبه اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة، بين القوات الأمنية المسؤولة عن السجن، وعناصر داعش المهاجمين بعد تسللهم لمحيط السجن من حي الزهور جنوبي الحسكة.
يذكر أن الهجوم هذا هو الأعنف من نوعه لتنظيم داعش منذ القضاء عليه كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في مارس 2019.
اذ أظهرت لقطات فيديو تناقلتها وسائل إعلام ونشطاء لحظة هروب عدد من معتقلي تنظيم “داعش” من سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة.
كما تناقل نشطاء مقطع فيديو قالوا إنه يظهر تمركز بعض من عناصر داعش ودخولهم لأحد المنازل في الحسكة وأنباء عن وجود أسرى.
وأطلقت “قوات مكافحة الإرهاب” في شمال سوريا، حملة تمشيط داخل سجن غويران في محافظة الحسكة “بهدف السيطرة على الوضع” داخله بعد محاولة هروب لأفراد من “داعش” مسجونين فيه.
وقالت وكالة أنباء “هاوار” المدعومة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن القوات الأمنية التي تحمي سجن غويران الخاص بمعتقلي داعش بجنوب مدينة الحسكة، أحبطت محاولة وصول خلايا داعش إلى السجن.
وأوضحت أنباء أنه و”بعد إحباط القوى الأمنية محاولة خلايا داعش الوصول إلى بوابة سجن غويران، بالتزامن مع استعصاء معتقلي داعش في السجن ومحاولة الفرار، أطلقت قوات مكافحة الإرهاب (YAT) حملة تمشيط داخل السجن للسيطرة على الوضع وإنهاء الاستعصاء”.
وكانت مصادر محلية عراقية قالت أن انفجارا لسيارة مفخخة استهدف سجن الثانوية الصناعية بمدينة الحسكة شمال شرق سوريا أمس الخميس، الذي يحبس فيه عناصر أجانب لتنظيم “داعش”.
وأدت الاشتباكات الأولية لإحباط محاولة وصول الدواعش لمدخل السجن، وتراجعهم بعد استهدافهم لخزانات الوقود، و3 صهاريج نقل محروقات في مؤسسة سادكوب القريبة من السجن، للاستفادة من تغطية دخانها المتصاعد لمنع طيران قوات التحالف من ملاحقتهم.
وشاركت للسيطرة على الوضع، حوامات وطائرات تابعة للتحالف الدولي ضد داعش، وحلقت بشكل مكثف في سماء المدينة حسب شهود عيان.
وذكر المركز الإعلامي لقوات قسد أن إرهابيي داعش المعتقلين أحرقوا الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع في محاولة لإحداث الفوضى.
مضيفا أن عددا من عناصر الخلايا الإرهابية الذين هاجموا السجن من خارج الأسوار فروا إلى حي الزهور القريب من السجن واختبئوا في منازل المدنيين.
نتيجة الهجوم
اذ ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء الأحداث العنيفة في سجن غويران ومحيطه وأحياء قريبة منها ضمن مدينة الحسكة، منذ مساء الخميس، حيث ارتفع تعداد القتلى حتى اللحظة إلى 41، هم 20 من قوى الأمن الداخلي وقوات مكافحة الإرهاب وحراس السجن، و16 من تنظيم داعش، و5 مدنيين، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود عدد كبير من الجرحى بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر المرصد السوري أن عشرات السجناء من داعش فروا من سجن غويران وانتشروا في محيط السجن وأحياء قريبة منه، بعد سيطرة سجناء التنظيم الإرهابي على السجن والأسلحة والذخائر التي بداخله، في حين تستمر الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الطرفين إلى الآن.
يذكر أن سجن غويران يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات داعش، وهو أكبر سجن للتنظيم في العالم أجمع.
وأفاد المرصد باستمرار عمليات التمشيط لمحيط السجن والأحياء القريبة منه من قبل القوى العسكرية، وسط تحليق مستمر لطيران التحالف الدولي، وسماع أصوات إطلاق نار في المنطقة هناك.
وللحديث عن تفاصيل ما يحدث في الحسكة، يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عيد الرحمن قال ان “هذا الهجوم الدموي هو أعنف وأكبر عملية ينفذها تنظيم داعش منذ العام 2019، وهي مجهزة بشكل دقيق وكبير، حيث يسيطر الدواعش الآن على غالبية سجن غويران الذي هو أكبر سجن يحتجز دواعش في العالم”.
ويضيف قائلا : “قتل على الأقل 16 داعشيا في الاشتباكات العنيفة المتواصلة لحد الآن، فيما قتل 20 عنصرا من قوات الأسايش الأمنية وحراس السجن”.
هذه العملية هي الأعنف التي ينفذها داعش منذ 3 سنوات، كما وضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: “تطرح مجددا تساؤلات مشروعة، فلماذا مثلا يتم احتجاز كل هؤلاء الإرهابيين الدواعش وسط مدينة كبيرة مثل الحسكة ؟، وفي منطقة لطالما كانت تشكل لحد كبير حاضنة للدواعش، ولماذا لا توجد اجراءات أمنية واسعة لحماية هذا السجن الذي يضم على الأقل 3500 سجين داعشي؟”.
ويختم عيد الرحمن : قوله ان “الوضع خطير وكارثي، خاصة في حال انفلات الأمور تماما وتمكن الدواعش، وهم بالآلاف، من الفرار من سجن غويران، وهذا سيكون كارثة أمنية كبرى لا تقف عند حدود سوريا فقط بل ستطال شرورها المنطقة والعالم ككل”.
نبذة مختصرة عن منطقة غويران
حي غويران هو أحد أكبر الاحياء العربية في مدينة الحسكة و يشكل الجزء الجنوب الشرقي من المدينة يحده من الغرب حي النشوة. ويقسمه الطريق العام الذي يأتيه من جهة جسر المحافظة باتجاه محافظة دير الزور إلى قمسين هما حي غويران شرقي وحي غويران غربي.
يحتوي الحي على العديد من الأماكن الهامة في الحسكة مثل كلية الاقتصاد و كلية الهندسة المدنية التابعة لجامعة الفرات ومركز للنفط والغاز (سادكوب) إضافة إلى إدارة السجل المدني ((النفوس)) وإدارة المرور العامة ومديرية المصرف التجاري السوري والستاد الرياضي الكبير والمدينة الرياضية
اذ شهد حراكاً شعبياً واسعاً بداية الثورة السورية وعوقب على ذلك بمحاصرته وقصفه عدة مرات من قبل النظام السوري والميليشيات الموالية له حيث سيطر عليه النظام مرة اخرى في شهر ايلول من عام 2014 بعد حصار طويل وصراع مسلح مع قوات المعارضة واستخدم الطيران الحربي من قبل قوات النظام ثم تم لاحقا تسليمه للميليشيات الكردية المسماة (قسد) بعد اشتباكات بينهما وبسبب هذه الصراعات تم نزوح الكثير من قاطنيه لا سيما من فئة الشباب ولجوئهم إلى تركيا والدول الأوروبية.
“قسد” تسيطر على سجن “غويران” بعد هروب عناصر من تنظيم “داعش الارهابي”
اذ أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سيطرتها على “استعصاء” نفذه عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” من داخل وخارج سجن “غويران”، أو ما يعرف باسم سجن “الصناعة”، في الحسكة شمال شرقي سوريا.
ونشرت “قسد“، عبر حسابها الرسمي في “فيس بوك” فجر اليوم، الجمعة 21 من كانون الثاني، أن “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) وبمساندة من قوات “قسد” تمكّنت من السيطرة على “الاستعصاء” الذي نفذه سجناء من عناصر تنظيم “الدولة” داخل سجن “غويران” في الحسكة.
وأشارت إلى أن المعتقلين من أفراد التنظيم أحرقوا الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع في محاولة لإحداث الفوضى.
وذكرت انباء مقربة من “الإدارة الذاتية”، أن “الاستعصاء” تزامن مع تفجير سيارة مفخخة بالقرب من مؤسسة “السادكوب” لتخزين وتوزيع المواد البترولية، نفذته خلايا نائمة للتنظيم كانت تسللت من الأحياء المجاورة واشتبكت مع قوات “أسايش”.
تبعت ذلك تعزيزات عسكرية استقدمتها “قسد” إلى محيط السجن من ضمنها وحدات من قوات “الكوماندوس”، الأمر الذي تزامن مع تحليق مكثّف لطيران التحالف الدولي في المنطقة.
وأضافت أن عددًا من عناصر خلايا التنظيم هاجموا السجن من خارج الأسوار وفروا إلى حي الزهور القريب من السجن، واختبؤوا في منازل المدنيين، لتفرض “قسد” إثرها طوقًا أمنيًا حول المنطقة.
وأشارت “نورث برس” إلى أن عدد مقاتلي تنظيم “الدولة” الفارين من السجن بلغ 20 سجينًا.
ولم يصدر حتى لحظة تحرير هذا الخبر أي تبنٍّ رسمي من قبل التنظيم للهجوم أو “الاستعصاء”، كما لم تُعلن “قسد” عن حجم الخسائر التي خلّفتها المواجهات.
وتعتبر حالات العصيان من المشاهد المتكررة في السجن، إذ نفذ عناصر التنظيم عام 2020 أكثر من “استعصاء”.
وفي أيلول 2020، نفذ أسرى تنظيم “الدولة” عصيانًا في السجن، وسبقته ثلاثة أخرى في حزيران من العام ذاته، إضافة إلى استعصاءات أخرى مطلع شهري أيار ونيسان 2020.
ويقع السجن في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحتجز فيها “قسد” آلاف المعتقلين الذين ينتمون لتنظيم “الدولة”، وبينهم قرابة أربعة آلاف أجنبي من حوالي 50 دولة.
وكانت “الإدارة الذاتية” أعلنت عام 2020، أنها تعمل على تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة عناصر التنظيم الأجانب، الذين ترفض بلدانهم السماح لهم بالعودة ومحاكمتهم
2 تعليقات