مسلسل الفلوجة التونسي يُثير جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي
معتبراً أنه “يسيء” إلى النظام التعليمي في تونس وإلى التلاميذ، فيما تقدّم محاميان بطلب إلى المحكمة لوقف بثه.
اذ انتقد وزير التربية التونسي، الجمعة، بشدة مسلسلاً تلفزيونياً بدأ عرضه أخيراً لمناسبة حلول شهر رمضان،
واندلع الجدل عقب بث تلفزيون “الحوار التونسي” الخاص، مساء الخميس، الحلقة الأولى من مسلسل “فلّوجة”، وهو اسم المدينة العراقية التي كانت معقلا للمقاتلين المناهضين للغزو الأميركي للعراق عام 2003 على يد المجرم الارعن حورج بوش الابن .
نبذة مختصرة عن مدينة الفلوجة .
الفَلّوجَة مدينة في العراق تقع ضمن محافظة الأنبار. وتقع المدينة على بعد 60 كيلو مترا شمال غرب العاصمة بغداد، ويسكن فيها عشائر وأفراد من قبائل عربية تدين بالإسلام. ومعنى الفلوجة في اللغة هي الأرض الصالحة للزراعة حيث تتفلج تربتها حين يمسها ماء السماء عن خيرات الأرض. يبلغ عدد سكان المدينة 275,128 نسمة
في عام 2011م، حسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية، وأما القضاء والنواحي التابعة للقضاء عام 2011 بحوالي 500 ألف نسمة تقريباً، وينحدر أغلب سكان الفلوجة من عشائر الكبيرة في العراق قبيلة الجميلة وعشائر الدليم بكل فروعها (البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة والبونمر والبوفهد)، والجبور والكبيسات، والبوعيسى والعنزة والجنابيين والراويين والعانيين وزوبع وقبيلة بني تميم بفروعها (العيايشة والبو ذهيبة والبو سهيل والبو فياض)، بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الأخرى وكما يوجد بها مجموعة من الأكراد.
ما قصة مسلسل “فلُّوجة”؟
يعالج المسلسل التونسي الذي أنتجه تلفزيون “الحوار التونسي” و تخرجه سوسن الجُمني و، موضوع انحراف المراهقين والعلاقات المتوترة بين التلاميذ والأساتذة وعائلاتهم.
خصصت الحلقة الأولى لإبراز المصاعب التي واجهت أستاذة في التعامل مع تلاميذ الفصل الذين كتبوا على سيارتها بالإنجليزية “مرحبا في فلّوجة” ما أثار غضبها.
يتطرق المسلسل إلى ظاهرة بيع وتوزيع الأقراص المخدرة للتلاميذ من قبل منحرفين، وهي ظاهرة موجودة في المدارس التونسية.
الجدل الدائر
أثار تلفزيون “الحوار التونسي” جدلا واسعا حول المسلسلات التي أنتجها وبثها خلال شهر رمضان في السنوات الأخيرة، بسبب طرحه مواضيع حساسة في المجتمع التونسي.
قال وزير التربية محمد علي البوغديري في تصريحات لمحطة إذاعية خاصة: “ستتخذ كل الاجراءات لإيقاف المهزلة التي أساءت للعائلات”.
انتقد البوغديري الحلقة الأولى من المسلسل واعتبره “عملاً سيئاً لأبعد الحدود، ضرب الأسرة التربوية في العمق”.
تقدّم محاميان تونسيان بعريضة إلى القضاء لوقف بث هذا الإنتاج الدرامي “الذي يتعمد ضرب الأخلاق والتربية من خلال تعمّد نشر البذاءة…لإفساد عقلية جيل الغد”، وفقا لنص الطلب الذي تقدم به صابر بن عمّار وحسن عز الدين الدياب إلى المحكمة.
دعت “الجامعة العامة للتعليم الثانوي”، وهي من أكبر النقابات التعليمية التابعة للاتحاد العام التونسي الشغل، إلى فتح تحقيق في منح ترخيص من وزارة التربية لتصوير هذا المسلسل “الذي تعدى على حرمة المدرسة ورمزيتها…وشوّه صورة التلاميذ”.
في وقت سابق، أثار الكاتب العام لهذه النقابة الأسعد اليعقوبي، الجدل بعد أن كتب منشوراً عبر صفحته على فيسبوك أكد فيه أن “وزارة التربية وقعت عقداً مع صاحب القناة وسمحت بتصوير مسلسل فلّوجة…مقابل التبرع ببعض أثاث التصوير للمعهد”.
الفلوجة بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 .
كانت الفلوجة إحدى المدن الهادئة بعد سقوط بغداد مقارنة بالمدن الأخرى حيث لم تقع فيها أعمال السلب والنهب التي أعقبت سقوط بغداد والتي انتشرت في بعض المناطق في العراق وخاصة العاصمة بغداد. وعندما قامت القوات الأمريكية بدخول الفلوجة وأخذ مراكز لها في مباني المدارس وبعض مباني الدوائر الرسمية الأخرى ومقرات حزب البعث في 28 أبريل 2003م، تظاهر 200 شخص من سكان المدينة بتظاهرة احتجاجية رداً على تصرفات الجنود الأمريكان من اعتقالات ومداهمات وأنتهت هذه التظاهرة بصورة عنيفة وقتل 17 من الأشخاص المشاركين في التظاهرة وجرح 30 شخصاً تقريبا، أمام إحدى المدراس التي استخدمها الجيش الأمريكي كمواقع عسكرية، ويعتبر بعض المراقبين إن هذه الحادثة الشرارة الأولى التي أدت بعدها بأيام لقيام مسلحين بمهاجمة مقر للقوات الأمريكية في مبنى الشعبة الحزبيه وقاموا بإطلاق 6 قذائف آر بي جي على تجمع للقوات الأمريكية قتل فيها 3 جنود وأصيب 4 آخرون وكانت هذه الحادثة انتقام لما قامت بيها القوات الأمريكية من قتل المدنيين قرب المدرسة المذكورة وكانت هذه أول عملية لتشتعل بعدها الفلوجة بعمليات المقاومة ضد القوات الأمريكية .
في 2 أكتوبر 2003 أسقط مسلحون عراقيون مروحية شينوك أمريكية في الفلوجة – ضاحية الكرمة مما أدى إلى مقتل 16 جندي أمريكي وجرح 26 آخرين.
وفي 31 مارس 2004 وقعت عملية تم نشرها من قبل وكالات الأنباء العالمية حيث تم قتل أربعة من حراس وموظفي شركة بلاك وتر الأمريكية في المدينة وتم سحل جثثهم في الشوارع وحرقها وعلقت الجثث فيما بعد على الجسر في أطراف المدينة.
وردت القوات الأمريكية على هذه العملية بسلسلة من هجمات القصف المكثف انتقاماً من أهالي المدينة بحجة القضاء على تنظيم القاعدة وحاولوا السيطرة على المدينة وذلك بمساعدة الجيش العراقي إلا إن أهالي الفلوجة تصدوا للقوات الأمريكية وعرفت بما يسمى معركة الفلوجة الأولى التي انتصرت فيها مدينة الفلوجة على القوات الأمريكية حتى أن الأمريكان لم يعد باستطاعتهم دخولها إلا بشروط يفرضها المسلحون المقاومة ووجهاء المدينة. ولم يستمر ذلك طويلا حتى أعدّت القوات الأمريكية لمعركة ثانية معركة الفلوجة الثانية وقبل الهجوم البري على المدينة قامت القوات الأمريكية بقطع تيار الكهرباء والمياه عن المدينة وبقصف المدينة لأكثر من خمسة أشهر متواصلة منذ شهر أيار 2004 إلى بداية الهجوم في نهاية عام 2004. وقامت القوات الأمريكية بتدمير المستشفيات والمراكز الطبية وقد استعمل الجيش الأمريكي مختلف الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً القنابل الفوسفورية وقنابل النابالم شديدة الاحتراق على أهالي الفلوجة فأدى إلى مقتل العديد من المدنيين ونزوح الآلاف ومن ثم ساندت القوات الأمريكية قوات الحرس الوطني بعمليات تخريبة لمباني ومساجد وبيوت المدينة.
الفلوجة والاشتباكات .
واستطاعت القوات الأمريكية دخول مركز المدينة ولكن بعد دخولها عادت الجماعات المسلحة للمقاومة وقد استمرت الاشتباكات والمواجهات حتى أواخر عام 2007م.
في 15 نوفمبر 2004م، أعلن إياد علاوي في مقابلة متلفزة انتهاء معركة الفلوجة وأن الهجوم على الفلوجة حقق أهدافه بالرغم من أن القتال استمر بعد ذلك.
في منتصف ديسمبر 2004م سمح للنازحين من سكان الفلوجة بالعودة إلى منازلهم بعد إجراء تدقيقات تحليلية على العائدين حيث زود العائدون ببطاقات شخصية خاصة من قبل القوات الأمريكية.
في 24 ديسمبر 2004م اضطرت القوات الأمريكية إلى الانسحاب إلى الأحياء الشرقية من المدينة بسبب هجمات الجماعات المسلحة.
في 28 ديسمبر 2004م نشرت جماعة مسلحة شريط يظهر إعدام ونحر 20 من أفراد الحرس الوطني العراقي في الفلوجة بتهمة القتال إلى جانب الجيش الأمريكي.
بعد معركتي الفلوجة منذ بداية عام 2005م وحتى أواخر 2007م، استمرت أعمال العنف والقتال المسلح في مدينة الفلوجة مع التفجيرات والعمليات المسلحة.
ذو صلة : طقوس رمضانية تقاوم الأزمات في سوريا منها “سكبة رمضان”