معهد امريكي يدعو لمعاملة المليشيا الايرانية معاملة داعش
دعا “معهد بروكينجز” الأمريكي الى البدء بالتعامل مع الميليشيات الشيعية في العراق بطريقة مشابهة للطريقة التي عومل بها تنظيم داعش ووضع سياسات تبعا لذلك لتكون “محاربتها” مستدامة وقابلة للتحقق.
وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى ان استراتيجية واشنطن لمكافحة الإرهاب في العراق تركز على السعي لإلحاق الهزيمة الدائمة بداعش، مضيفا أن الولايات المتحدة، على غرار العراق، غارقة ايضا في حرب مع الميليشيات المتحالفة مع إيران، حيث تعرضت قواعدها في العراق لهجمات سبع مرات خلال شهر يوليو/تموز وحده.
ولفت التقرير الى ان واشنطن حاولت إيجاد سبل لمواجهة الميليشيات الشيعية وفروعها، الا انه اشار الى ان اندماج هذه القوى في النظام السياسي والمجتمع العراقي لم يسهل التعامل معها باستخدام ادوات كتلك التي استخدمت في مواجهة داعش.
وبعدما أكد التقرير على اهمية الحاق الهزيمة بداعش، الا انه اشار الى ان قدرة التنظيم على البقاء مرتبطة “باستمرار هيمنة الميليشيات الشيعية المرتبطة بايران، والتي تقوض الحكومة بشكل مباشر من خلال مهاجمة قواتها الأمنية”، مضيفا ان القوى التي تعمل بالوكالة لإيران، مسؤولة عن مقتل أكثر من 600 عراقي وجرح الآلاف من المتظاهرين، واغتيال أو خطف النشطاء، و”تحويل العراق إلى جمهورية خوف”.
ولهذا، دعا تقرير المعهد الأمريكي الى “التعامل رسميا مع الميليشيات الشيعية المرتبطة بايران على انها مساوية لداعش ووضع سياسات وفقا لذلك، بحيث يصبح بإمكان الولايات المتحدة وحلفائها البدء بعملية تطوير معايير لمحاربة هذه الجماعات بطريقة مستدامة وقابلة للتطبيق”.
ولفت التقرير الى ان كبار المسؤولين العراقيين بدأوا بتصنيف الهجمات التي تشنها هذه الميليشيات على انها “ارهاب”، فيما قامت ادارة بايدن بضرب الميليشيات مرتين على الاقل. ووصف التقرير أن هذا التغيير في اللهجة العراقية، والضربات الأمريكية المتناسبة، بانه “مرحب بها”، لكنه اضاف ان التعامل مع المليشيات الحليفة لإيران بشكل رسمي على انها “معادلة لداعش، سيخلق احساسا بوجهة الأمور والهدف من الردود العسكرية الامريكية المستقبلية على هجمات الميليشيات، بالإضافة إلى القضية الأوسع المتعلقة بكيفية تعامل واشنطن مع وكلاء ايران، وهو ما يمثل اشارة نوايا غير موجودة، ويمكن أن تعزز الردع الأمريكي.
واعتبر التقرير أنه يجب عدم التعامل مع هجمات وكلاء ايران على انها “حالات شاذة أو كأنها مؤشرات على انهيار النظام في العراق، لان ذلك يخفف من حتمية احتواء هذه المجموعات”، داعيا الى التعامل مع “الجماعات الوكيلة لإيران على أنها المشكلة نفسها وهي مسؤولة بشكل مباشر عن الإرهاب والاضطراب في البلاد”.
واقترح التقرير التوصل الى صفقة كبيرة بين الحلفاء الداخليين للولايات المتحدة من أجل “دعم محاولاتهم لابقاء القوات الامريكية في العراق وخلص منطقة عزل ضد نفوذ إيران ووكلائها”.
ودعا التقرير الولايات المتحدة أن تجعل من أولوياتها توجيه الأطراف السياسية العراقية المتحالفة معها، نحو إبرام هذه الصفقة الكبيرة التي تبدو غير مرجحة التحقق من جانبهم وحدهم، موضحا ان واشنطن ساعدت حكومة إقليم كوردستان وبغداد على تحسين العلاقات بينهما منذ تولي الكاظمي ورئيس وزراء اقليم كوردستان مسرور بارزاني منصبه.
واشار الى ان بذل جهد أوسع يعتمد على القيم والأهداف التي تربط الأطراف الفاعلة المتحالفة مع الولايات المتحدة وإنشاء آليات مستدامة لتسوية المنازعات بينهم.
وخلص المعهد الأمريكي إلى القول ان معاملة وكلاء إيران على انهم معادلون لداعش، جنبا إلى جنب مع وجود جبهة واسعة متحالفة مع الولايات المتحدة في العراق، سيؤدي الى “تعزيز مصداقية ادارة بايدن ويدها التفاوضية مع إيران، في المفاوضات النووية وجهود خفض التصعيد الاقليمية”.
وبينما دعا التقرير أيضا الى توسيع مدى العقوبات ضد الأفراد والقوى الحليفة لإيران لتقويض محاولاتها تحالفات عابرة للأحزاب، خلق الى القول ان الولايات المتحدة قد لا يمكنها القضاء على هذه الجماعات وبنيتها التحتية، إلا أنه بمقدورها التركيز على على الأفراد، بدلا من التنظيمات، من خلال وقف التمويل والدعم للمؤسسات العراقية التي يسيطر عليها او يسيطر عليها هؤلاء الأفراد أو الجماعات المرتبطون بإيران.
وختم بالقول ان الكاظمي الذي وصفه بأنه رئيس حكومة “الحل الوسط”، لا يتمتع بقاعدة سياسية، وأنه يجب على الولايات المتحدة مساعدته في تأمين فترة ولاية إضافية، والتي هي بمثابة فرصة يجب على واشنطن وحلفائها أن تغتنمها.