
في مقالنا لهذا اليوم سنتحدث عن مدى تأثر المدخنين بفيروس كورونا الذي انتشر مؤخرا ليغزوا العالم العربي و الغربي اذ أعلن خبراء المركز الوطني الياباني لبحوث الصحة الدولية، أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالشكل الحاد من “كوفيد-19”.
ويشير خبراء المركز، إلى أن خطر إصابة الأشخاص الذين يدخنون منذ فترة طويلة بالمسار الحاد لمرض “كوفيد-19” يتضاعف مقارنة بالذين لا يدخنون. كما أن هذا الاحتمال أعلى لدى النساء. بحسب قناة NHK اليابانية.
وأجرى الخبراء هذه الدراسة استنادا إلى بيانات عن الحالة الصحية لـ 17.6 ألف شخص أعمارهم بين 20 و80 عاما، عولجوا في المستشفيات حتى شهر فبراير عام 2021 .
واتضح للباحثين، أن خطر الإصابة بالمسار الحاد لمرض “كوفيد-19” وضرورة تهوية الرئتين ميكانيكيا، كان أعلى بمقدار 1.51 مرة عند الرجال المدخنين وبمقدار 1.94 مرة لدى النساء.
ويشير الخبراء إلى ان هذه النتائج، تؤكد بوضوح أن المدخنين يعانون دائما من أمراض مزمنة ومشكلات في الرئتين والقلب، ما يجعلهم أقل مقاومة للفيروس.
اذ حدد باحثو جامعة كاليفورنيا، كيف يتسبب تدخين السجائر في حدوث عدوى أكثر شدة بفيروس SARS-CoV-2 في الشعب الهوائية في الرئتين.
وستساعد الدراسة، التي يقودها علماء في مركز Eli and Edythe Broad للطب التجديدي وأبحاث الخلايا الجذعية في UCLA، والتي نشرت في Cell Stem Cell، الباحثين على فهم مخاطر “كوفيد-19” للمدخنين بشكل أفضل ويمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تساعد في تقليل فرص المدخنين للإصابة بأمراض خطيرة.
ويعد تدخين السجائر أحد الأسباب الأكثر شيوعا لأمراض الرئة، بما في ذلك سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وأشارت معظم الدراسات الديموغرافية لمرضى “كوفيد-19” إلى أن المدخنين الحاليين معرضون بشكل متزايد لخطر العدوى الشديدة والوفاة. لكن أسباب ذلك لم تكن واضحة تماما.
وللمساعدة في فهم كيفية تأثير التدخين على عدوى SARS-CoV-2 على المستوى الخلوي والجزيئي، اشتركت الدكتورة بريجيت غومبيرتس مع المؤلفين الرئيسيين المشاركين فيثيلينغاراجا أروموغاسوامي، الأستاذ المشارك في علم الأدوية الجزيئي والطب، وكاترين بلاث، أستاذة الكيمياء البيولوجية، لإعادة إنشاء ما يحدث عند إصابة الممرات الهوائية للمدخن الحالي بفيروس SARS-CoV-2.
واستخدم الفريق منصة تُعرف باسم استنبات الواجهة بين الهواء والسائل، والتي نمت من الخلايا الجذعية لمجرى الهواء البشري وتكرر عن كثب كيف تتصرف المسالك الهوائية وتعمل في البشر.
والممرات الهوائية، التي تحمل الهواء الذي يتم استنشاقه من الأنف والفم إلى الرئتين، هي خط دفاع الجسم الأول ضد مسببات الأمراض المحمولة جوا مثل الفيروسات والبكتيريا والدخان.
وقالت غومبيرتس، أستاذة طب الرئة وعضو مركز UCLA Jonsson الشامل للسرطان: “نموذجنا يكرر الجزء العلوي من الشعب الهوائية، وهو المكان الأول الذي يصيب فيه الفيروس. هذا هو الجزء الذي ينتج المخاط لاحتجاز الفيروسات والبكتيريا والسموم ويحتوي على خلايا ذات نتوءات تشبه الأصابع تتغلب على هذا المخاط ويخرج من الجسم”.
اذ وتمت زراعة ثقافات التفاعل بين الهواء والسائل المستخدمة في الدراسة من الخلايا الجذعية لمجرى الهواء المأخوذة من رئتي خمسة متبرعين بأنسجة شابة وصحية وغير مدخنين. ولتكرار تأثيرات التدخين، عرّض الباحثون مستنبت مجرى الهواء هذا لدخان السجائر لمدة ثلاث دقائق يوميا على مدار أربعة أيام، وفقا لغومبيرتس، التي تشغل أيضا منصب نائب رئيس قسم الأبحاث في أمراض الدم وأورام الأطفال في معهد اكتشاف وابتكار الأطفال بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
وبعد ذلك، أصابت المجموعة المستنبتات المعرضة لدخان السجائر، إلى جانب المستنبتات المماثلة التي لم تتعرض للدخان، بفيروس SARS-CoV-2 الحي، وتمت مقارنة المجموعتين. وفي النماذج التي تعرضت للدخان، رأى الباحثون ما بين ضعفين وثلاثة أضعاف الخلايا المصابة.
الجهاز المناعي
ووجد الفريق أن التدخين أدى إلى الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 أكثر حدة، على الأقل جزئيا، عن طريق منع نشاط بروتينات الجهاز المناعي التي تسمى الإنترفيرون.
ويلعب الإنترفيرون دورا مهما في الاستجابة المناعية المبكرة للجسم عن طريق تحفيز الخلايا المصابة لإنتاج بروتينات لمهاجمة الفيروس، واستدعاء دعم إضافي من جهاز المناعة، وتنبيه الخلايا غير المصابة للاستعداد لمحاربة الفيروس. ومن المعروف أن دخان السجائر يقلل من استجابة الإنترفيرون في الشعب الهوائية.
وقالت غومبيرتس: “إذا فكرت في الممرات الهوائية مثل الجدران العالية التي تحمي القلعة، فإن تدخين السجائر يشبه إحداث ثقوب في هذه الجدران. التدخين يقلل من الدفاعات الطبيعية ما يسمح للفيروس بالظهور”.
ماعلاقة السجائر الالكترونية بأمراض الجهاز التنفسي ؟
اذ يعاني مستخدمو السجائر الإلكترونية من مخاطر عالية للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والتي قد تكون مهددة للحياة، وفقا لدراسة جديدة.
ووجد الباحثون أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الحاليين يواجهون ارتفاعا بنسبة 43% في مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بينما واجه مستخدمو السجائر الإلكترونية السابقة زيادة بنسبة 21%.
وتعد الدراسة التي أجراها باحثون من كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن وكلية الطب في بوسطن، واحدة من أولى الدراسات التي بحثت في السجائر الإلكترونية في عينة كبيرة وصحية من السكان، بشكل مستقل عن استعمال منتجات التبغ الأخرى.
ويقول الدكتور أندرو ستوكس، الأستاذ المساعد للصحة العالمية في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن: “يقدم هذا بعضا من أولى الأدلة المطولة على الأضرار المرتبطة بمنتجات السجائر الإلكترونية”.
وأضاف: “في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة هائلة في استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب، الأمر الذي يهدد بعكس عقود من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس بشأن مكافحة التبغ. وتشير هذه الأدلة الجديدة أيضا إلى أننا قد نشهد زيادة في أمراض الجهاز التنفسي مع تقدم الشباب والبالغين في منتصف العمر، بما في ذلك الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى”.
وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون بيانات 21618 مشاركا بالغا في الولايات المتحدة، يتمتعون بصحة جيدة، ضمن التقييم السكاني الوطني للتبغ والصحة (PATH)، وهو المسح الوطني الأكثر شمولا للتبغ و والسجائر الألكترونية، حتى الآن.
وحددوا أولئك الذين تم تشخيصهم بأمراض الجهاز التنفسي في الفترة ما بين عامي 2013 و 2018.
اذ واعلن الباحثين إنه ضمن المشاركين في الدراسة، لم يستخدم أكثر من 14 ألف، سيجارة إلكترونية أبدا، بينما استخدم أكثر من 5 آلاف مشارك، سيجارة إلكترونية سابقا و2300 يستخدمون السجائر الإلكترونية في وقت إجراء الدراسة.
وأظهرت البيانات أنه من بين مستخدمي السجائر الإلكترونية الحاليين، أصيب 144 بالتهاب الشعب الهوائية المزمن وتم تشخيص 119 مصابا بالربو. وتم تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن في 94 مستخدما للسجائر الإلكترونية في الدراسة، بينما أصيب 62 مستخدما بانتفاخ الرئة، وفقا للباحثين.
وأظهرت البيانات أن واحدا تقريبا من بين كل خمسة مستخدمين حاليين تم تشخيصه بأحد أمراض الجهاز التنفسي، بينما أصيب 15% من المستخدمين السابقين به. وقال الباحثون إن 10% من أولئك الذين لم يستخدموا السجائر الإلكترونية قط تم تشخيصهم بهذه الأمراض.
وبشكل أكثر تفصيلا، وجدت النتائج، بالتكيف مع المتغيرات والعوامل الديموغرافية، أن استخدام السجائر الإلكترونية سابقا كان مرتبطا بزيادة بنسبة 21% في خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بينما ارتبط استخدام السجائر الإلكترونية الحالي بزيادة قدرها 43%، وارتبط الاستخدام الحالي للسجائر الإلكترونية بزيادة بنسبة 33% في مخاطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، وزيادة بنسبة 69% في مخاطر انتفاخ الرئة، وزيادة بنسبة 57% في خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وزيادة بنسبة 31% في مخاطر الإصابة بالربو.
وأوضح ستوكس: “هذه الدراسة هي من بين أولى الأوراق البحثية التي تشير إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى ضرر طويل الأمد للجهاز التنفسي”.
ويتسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن في إعاقة تدفق الهواء من الرئتين، بينما يتطور الربو نتيجة لتضييق الشعب الهوائية، وفقا لمؤسسة “مايو كلينك” الطبية.
والتهاب الشعب الهوائية المزمن شائع لدى المدخنين ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. ويعد انتفاخ الرئة حالة تقدمية، تُشخص أيضا لدى المدخنين، وتؤدي إلى انخفاض سعة الرئة.
وقال ستوكس وزملاؤه إن جميع الحالات المزمنة الأربع تؤدي إلى صعوبة في التنفس ويمكن أن تكون مهددة للحياة، خاصة إذا تُركت دون علاج.
ماذا يحدث للرئتين عند الاقلاع عن التدخين ؟
تقول أخصائية علم النفس والمخدرات الدكتورة فيكتوريا كوفاليوفا، إن التخلي عن التدخين ليس فقط إدخارا، بل وأيضا تفادي السيلوليت، وتغير الحالة الصحية وتعافي الرئتين.

وأشارت الدكتورة في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أن الخلايا تحتاج فقط إلى يوم كامل للتخلص من أكسيد الكربون والبدء بامتصاص الأكسجين بصورة سريعة. أي أن الجسم سيتخلص من النيكوتين خلال 24 ساعة. وإذا كان الشخص يدخن خلال فترة طويلة، فإن هذه الحالة ستكون جديدة بالنسبة له، وسوف يشعر بالنعاس والخمول والدوران.
وتضيف، وتظهر أعراض التغيرات: التهيج وزيادة الشهية، وخلال هذه المرحلة تبدأ أملاح المعادن الثقيلة تخرج من الرئتين على شكل بلغم داكن اللون.
وتقول، “يصبح من السهل التحكم بالمزاج وخاصة عند استبعاد الأطعمة الدهنية والمقلية. ولكن عندما يدخن الشخص يعتاد على وجود شيء ما في فمه، لذلك يبدأ دون وعي في تناول المزيد من الوجبات الخفيفة، مثل البذور والبسكويت. وهذا يؤدي إلى زيادة الوزن. ولكي يبعد ذلك يمكن استخدام مصاصات خالية من السكر، والإكثار من شرب السوائل”.
وتضيف، في نهاية الأسبوع الأول يشعر الشخص بغياب النيكوتين بتحسن مذاق الطعام، ويعود مستوى ضغط الدم إلى طبيعته ويتحسن عمل الأمعاء وفي غضون سبعة أيام تتجدد خلايا الغشاء المخاطي، ويتحسن امتصاص الفيتامينات وخاصة A و E و K ، وفيتامينات المجموعة B .
ويخف السعال خلال 12-30 يوما وتزداد مقاومة الجسم للفيروسات. لأن التدخين هو أحد العوامل الأساسية المساعدة لتطور الالتهاب الرئوي وغيره من أمراض الرئتين. كما تتحسن عملية التمثيل الغذائي ويتحسن عمل الغدد تحت الجلدية، وعند عدم الإفراط بتناول الطعام يفقد الشخص الوزن الزائد الذي اكتسبه في الأيام الأولى بعد تخليه عن التدخين، ويلاحظ تحسن على بشرته.
وتشير الخبيرة، إلى أنه بعد مضي شهرين على الإقلاع عن التدخين ينخفض ضغط الدم ويعمل القلب بشكل أفضل، وتقول، “تتحسن امدادات الدم إلى الجلد ويختفي الطفح وتنخفض دهنية الشعر والتجاعيد الصغيرة وتقل البقع الصبغية وعموما يبدو الشخص أصغر عمرا”.
وتضيف، وإذا كان الشخص يمارس نشاطا بدنيا مكثفا، فإن العضلات تكبر وتقوى نتيجة تحسن امتصاص البروتين.
وبعد ثلاثة أشهر، تبدأ عملية تجدد الرئتين. وهذه العملية تمس خلايا العنيبة التي يتكون منها الغشاء المخاطي. وقد تستمر هذه العملية سنة كاملة لأنها ترتبط بعدد سنوات الإدمان على التدخين، وخلال هذه الفترة يختفي السعال.
وتقول، “تختفي عند معظم المدخنين الذين أقلعوا عن هذه العادة، برودة اليدين وخدر أطراف الأصابع. وذلك لتحسن تدفق الدم في جميع الأنسجة واستعادة النهايات العصبية”.
وبعد مضي ستة أشهر أوسنة، تختفي بحة الصوت وتصبح مينا الأسنان أكثر بياضا وينخفض خطر الجلطة الدماغية واحتشاء عضلة القلب، ويزول ضيق التنفس.
للمزيد | بسبب كورونا | إقامة حفل The best افتراضيا عن طريق الفديو
4 تعليقات