سياحة و سفر

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

 

 خلال عمليات التنقيب في مقبرة أسرة تشو التي تعود إلى الفترة من القرن الحادي عشر وإلى القرن الثالث قبل الميلاد. وبعد تحليل تركيب أوراق الشاي استنتج الباحثون أن مشروب الشاي تم تخديره بين أعوام 453 و410 قبل الميلاد

اذ أعلن علماء اثار من الصين مؤخرا انهم قاموا بالعصور على أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام ويشير العلماء، إلى أنهم اكتشفوا هذا المشروب في مقاطعة شاندونغ،

هذا ويذكر أن أقدم مشروب شاي قبل هذا الاكتشاف، كان علماء الآثار قد عثروا عليه في مقبرة الإمبراطور هان جينغ دي الذي توفي في ربيع عام 141 قبل الميلاد.

وقد أكد الاكتشاف الجديد، على أن الشاي كان يزرع في جميع أنحاء الصين قبل الميلاد أيضا. وأن البعض يعتقدون أن الشاي في عهد أسرة تشو لم يكن مشروبا، بل دواء لعلاج اضطرابات المعدة. ولكنه أصبح يستخدم كمشروب في عهد أسرة هان (206 قبل الميلاد-220 ميلادي)، وفي عهد أسرة تان (القرنين السابع – العاشر الميلادي) التي نشرت فيها “قواعد الشاي” الشهيرة، بدأ انتشار الشاي في العالم، حيث انتقل أولا إلى اليابان وكوريا ومنها إلى أوروبا في القرن السادس عشر.

وتجدر الإشارة، إلى أن الجدل بشأن موطن الشاي استمر إلى عام 1980، حيث حينها عثر علماء الاثار على بذور الشاي المتحجرة في محافظة تشينغ لونغ بمقاطعة قويتشو، عمرها أكثر من مليون عام. وقد سمح هذا الاكتشاف لعلماء النبات بالتوصل إلى استنتاج مفاده أن هذه المناطق هي مهد الشاي. وقد أصدرت أكاديمية العلوم الزراعية في جمهورية الصين الشعبية في عام 2019 حكما رسميا: “وطن الشاي هو الصين ، وأصل الشاي هو مقاطعة قويتشو”.

حقول الشاي الصينية 

الصين تعد من اهم البلدان ذات الألوان المبهجة ، تتمتع بجمالية في الطبيعة و كذلك تتمتع الصين بحضارة عريقة تمتد لعمق التاريخ

 

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام
حقول الشاي في الصين

 

و أحد مظاهر الجمال في الصين هي حقول الشاي ، و تسمى بحقول شاي الأبوبو ، على مسافة بعيدة من العاصمة بكين يمكن الوصول الى مدينة جوزيونج بعد 20 دقيقة من ركوب القطار ، تعد هذه المدينة من أفضل المناطق التي يزرع فيها الشاي على مستوى العالم ، حيث يحرص المزراعون هناك على إلتقاط أوراق الشائ بعناية فائقة ، ومن المثير للدهشة أن الحقول تأخذ شكل المنحدرات بالإضافة الى انها  مناطق جليدية .

و يزرع في مدينة جوزيونج حوالي مئة نوع من الشاي الصيني ، و يعتبر الشاي الأرجواني اللون و الشاي الأخضر المانع للأكسدة من أندر الانواع التي يتم زراعتها في العالم يزرع في هذه المدينة الخلابة ، و بالرغم تعدد مناطق زراعة الشاي الأخضر حول العالم إلا ان الشاي الأخضر التي يتمزراعته في هذه الحقول يحتوي على أعلى نسبة مضادات أكسدة التي تحمي الجهاز الهضمي و كبد اللإنسان و تعالج العديد من الأمراض في مقدمتها مرض السرطان .

و من الشاي الأخضر ايضا يصنع العديد من العقاقير الصينية ، أو يتم مزجه بأنواع أخرى من الشاي النادر ليكون سر من الأسرار الصينية التي لا يعرفها احد سواهم ، و معظمها لا يصدر لدول العالم لأهميتها الثقافية و العلاجية .

و بجانب الشاي الأخضر و الشاي الأرجواني ، هناك نبتة ذهبية اللون تنمو بجوار شجيرات الشاي بها إنزيم معين يقضي تماما على نوع من أنواع سرطان الكبد ،لذلك فهي باهظة الثمن و تباع بالجرام مثل الذهب ، و تصدر للخارج مقابل ملايين الدولارات .

بجانب التراث الحضاري لهذه الحقول فيتتعرف على التراث اللإنساني إيضا في كيفية إهتمام أهل المدينة بهذه الثروة العجيبة حيث يعتبرون الشاي رمز النقاء و الشفاء ، حيث أثناء الحصاد يهتمون بنظافة الملابس و تعليم الاطفال هذه التقاليد الهامة أثناء زراعة و حصاد محاصيل الشاي 

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام
حقول الشاي في الصين

 

و من أهم العادات المورثة هي وضع المولود الجديد في ماء الشاي المضاف إليه العسل و النبتة الذهبية ، و تظل يداه منقوعتين في هذا الخليط حتى يكون عاملاً ذكياً في المستقبل .

و حاليا في المقاهي ، يتم تقديم الشاي وهم يضعون أقنعة على وجوههم حتى لا يلوثونه ، و تعزف معه موسيقى هادئة حادة النغمات لكي يحدث نوعاً من الإنتعاش و مزيداً من التركيز و النشاط .

أفضل وقت لزيارة المدينة تكون في الإسبوع الأول من شهر مارس حتى أوائل شهر يونيو ، ولمن يرغب في البقاء بجانب

هذه الطبيعة الساحرة يوجد هناك مجموعة من الفنادق الكبرى المنتشرة بجانب الحقول الرائعة و هناك العديد من التغييرات البسيطة في نمط الحياة التي يمكنك إجراؤها للمساعدة في إدارة التهاب المفاصل.

وعلى الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل إجراء تغييرات في نظامهم الغذائي، مثل الاستغناء عن الأطعمة المعروفة بأنها تسبب الالتهاب، وتناول المزيد من الأطعمة ذات الخصائص المضادة للالتهابات.

ويُنصح أيضا بعض الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل بفقدان الوزن أو الحفاظ على وزن صحي للجسم، حيث يمكن أن يؤدي زيادة الوزن إلى زيادة الضغط على مفاصلك.

واستخدمت الحضارات القديمة شاي ثمر الورد كعلاج طبيعي للعديد من الحالات المختلفة، بما في ذلك وجع الأسنان.

وفي هذه الأيام، يرتبط مستخلص ثمر الورد بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تعزيز جهاز المناعة وتقليل الالتهاب وتحسين صحة القلب.

 ولكن، هل يمكن أن يساعدك “ثمر الورد” في إدارة التهاب المفاصل ؟

يحتوي “ثمر الورد” على مادتين يعتقد أنهما تقللان من التهاب المفاصل وآلامها: البوليفينول والأنثوسيانين.

البوليفينول عبارة عن مركبات موجودة في النباتات والأطعمة النباتية التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة. والأنثوسيانين هو نوع من مضادات الأكسدة المعروفة بلونها الأرجواني. وهذه هي المادة التي تعطي التوت الأزرق والباذنجان والكرنب الأحمر والتوت الأسود ألوانها النابضة بالحياة.

كما أن ثمر الورد غني أيضا بفيتامين C، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى تعزيز وظيفة الجهاز المناعي.

ووجدت دراسة استمرت أربعة أشهر على 100 شخص مصاب بالتهاب المفاصل العظمي، أن تناول خمسة غرامات من مستخلص ثمر الورد كل يوم يقلل الألم بالنسبة لـ 65% من المشاركين.

وعلاوة على ذلك، أشارت الدراسات أيضا إلى أن ثمر الورد يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على فقدان الوزن، ما قد يساعد في إدارة آلام والتهاب المفاصل، طبعا بعد استشارة الطبيب المختص.

ويعتبر هذا الشاي بديلا رائعا منخفض السعرات الحرارية للمشروبات السكرية، وخالي من الكافيين.

وفقا للأسطورة تم اكتشاف الشاي لأول مرة من قبل الإمبراطور الصيني الأسطوري وطبيب الأعشاب شينونغ في سنه 2737 قبل الميلاد.

ويقال إن الإمبراطور كان يحب أن يشرب ماء مغلي قبل شرب الشاي حتى تكون نظيفة وهذا ما يفعله خادمه له، وفي يوم من الأيام في رحلة إلى منطقة بعيدة توقف هو وجيشه للراحة وبدأ خادمه يغلي الماء له ليشربه فسقطت ورقة شاي برية ميتة في الماء فتحول للونه بني، ولكن لم يلاحظ الخادم الاختلاف ولم يلاحظها أحد وقدمه إلى الإمبراطور على أي حال فشربه الإمبراطور ووجده منعشا جدا، وهنا اتت بداية شاي تشا في الوجود.

وفي القاموس الصيني في القرن الثالث قبل الميلاد المؤرخ “اريا” سجل أن نوع من الأوراق كان يستخدم كمشروب في وقت مبكر من سلالة تشو (1046-256 قبل الميلاد).

في حين أن الشاي في الماضي استخدم كعشبة طبية مفيدة للبقاء مستيقظا، ولدى الصين أقدم سجلات شرب الشاي، استخدام الشاي المسجل في تاريخه يعود إلى الالف الأولى قبل الميلاد. اسرة هان (206 قبل الميلاد -220 م) تستخدم الشاي كدواء وكمشروب سكر للمتعة في المناسبات الاجتماعية حيث يعود إلى عهد أسرة تانغ عام (618-907 م) أو قبل ذلك.

كلاسيكية الشاي “茶經”
وفقا للكاتب لتشان جونق حول سي 760، كان شرب الشاي مشهوراً ومنتشراً على نطاق واسع. ويصف ايضا الكتاب كيفية زراعة نباتات الشاي، وكيف يعد كمشروب وكيف يتم تقييم الشاي ويناقش الكتاب أيضا أين تم إنتاج أفضل أوراق الشاي.

في هذا الوقت من تاريخ الشاي، كانت طبيعة المشروبات وأسلوب إعداد الشاي مختلفة تماما عن الطريقة التي نعرف بها الشاي اليوم. كان يتم تجهيز أوراق الشاي مضغوطة على شكل كعك.وكان يسمى بشاي الطوب في قصر الهون الحجري يتم إضافة الماء الساخن إلى أوراق الشاي المضغوطة على شكل كعك والمطحونة ويتم غليه في غلاية خزف وتقديمة كمشروب ساخن.

كان يتم إنتاج الشاي على شكل مضغوط والمشار إليه باسم الشاي الأبيض يعود إلى عهد أسرة تانغ (618-907 م). يتم قطف هذا الشاي الأبيض الخاص بتانغ في أوائل الربيع عندما تكون شجيرات الشاي وفيرة النمو والتي تشبه الإبر الفضية وتستخدم في أول ازدهارها كمادة خام لعمل الشاي المضغوط.

الشاي يعتبر عنصر هام في الثقافة الصينية والمذكورة في الضروريات (الصينية) السبع في الحياة اليومية كما تم استخدام الشاي كعلاج للإسترخاء.

في عام 1753 وصف لينيوس النبات كنوع واحد، بعده ثي سينينسيس وجد نوعين اخرين وهم ثي بوهيا وثي فيريديس (يزرعون في الصين) ويعتقد قديما أن هذه كانت أصول الشاي الأسود والأخضر

التحميص والتخمير

تبخير اوراق الشاي هي طريقه استخدمت في الاساس لاعداد الشاي لعدة قرون وبعد فتره من الانتقالات للشاي المضغوط تغير إنتاج الشاي مرة أخرى لأغراض التجارة والتوزيع. تعلم الصينيون عمل الشاي بطريقة مختلفة في منتصف القرن الثالث عشر فتم تحميص أوراق الشاي بدلا من تبخيرها وهذا هو الأصل لشاي اليوم العادي ولأصل ممارسة الشاي المخمر.

التخمير
بعد قطف الشاي يتعرض إلى ما يسمى ب ” التخمير” وهذه العملية ليست في الواقع تخمير بل هي عملية لا هوائية، وعوضا عن استخدام الأكسدة بالأنزيمات من البوليفينول في أوراق الشاي يستخدم ثيافلافينس وثياروبيجينز لتليين الشاي

تاتي عندما تكون أوراق الشاي جافة، يتوقف التخمر مما يسمح ببعض التحكم في العملية عن طريق التلاعب بمعدل التجفيف أو إضافة الماء بعد التجفيف كما يمكن توقف عملية التخمير بسبب الحرارة، على سبيل المثال طريق تبخير أوراق الشاي أو تجفيفها من خلال تقنية تعرف باسم “شاكنغ” (殺青) في القرن السابع عشر أحرزت الصين تقدما كبيرا في إنتاج الشاي في الجزء الجنوبي من الصين فكانت أوراق الشاي مجففة بالشمس ونصف مخمرة تنتج شاي أولونغ أو بما يعرف ب “شاي التنين الأسود” ومع ذلك لم يكن هذا الأسلوب شائعا في بقية الصين. فكان الشاي يستخدم لأغراض طبية وغالبا ما يضاف الملح لتغيير طعمه المر.

الشاي في الأساطير
في كتاب للكاتب لو يو عن كلاسيكيه الشاي أو مايسمى بتشا جينغ (经 经)، “الشاي كمشروب نشأ مع شينونغ”.

وفي كتاب اسمه الدواء أو مايسمى بشينونغ بن تساو جينغ (本草 经 经) أن “شينونغ ذاق المئات من الأعشاب، وصادف اثنين وسبعين نوع من انواع السموم يوميا واستخدم الشاي كترياق”

في الأسطورة الصينية، توفي شينونغ في تي هيل (تشالينغ مقاطعة)، هونان.

أصول نبات الشاي في الصين
في سنه 760 م لو يو كتب: الشاي هو شجرة كبيرة من الجنوب، وطولها من واحد أو اثنان “تشي” وتصل إلى عشرات “تشي” وبعضها ينمو مع محيط يصل إلى مترين (6.6 قدم).

ويلسون في استكشافه لمنطقة جنوب شرق الصين اكتشف شجيرات الشاي التي تصل إلى عشرة أقدام في الجبال في سيتشوان

في عام 1939، اكتشف علماء النبات شجرة الشاي البري وطولها 7.5 متر (24.6 قدما) في منطقة وشوانغ بمقاطعة قويتشو.

في عام 1940، على جبل النسر القديم في مقاطعة وشوانغ تم اكتشاف شجرة الشاي البري طويلة القامة طولها6.6 (21.7) متر.

في عام 1957، تم اكتشاف شجرة الشاي البرية وطولها 12 متر (39.4 قدم) في مقاطعة تشيشوي قويتشو.

في عام 1961، تم العثور على شجره عمرها ألف وسبعمائة سنة، وطولها ثلاثين متر (105 قدم) ايضا ثم العثور على شجرة شاي برية عريضة في غابات اليوننان المطيرة وطولها وأكثر من متر واحد (3.3 قدم) وهذه الشجرة تعتبر ملكة أشجار الشاي.

في عام 1976، تم العثور على شجرة الشاي البرية 13 متر (42.3 قدم) في مقاطعة دوزين، في جبل على ارتفاع 1400 متر (4600 قدم).

تم العثور على المزيد من أشجار الشاي البرية في جبال سيتشوان ويوننان، وقويتشو بروفينسيس، واغلبهم كان طولهم أكثر من عشرة أمتار.

أصل الكلمة
كان الشاي يسمى ب”تو” (荼) (في الكلاسيكية الصينية القديمة أو مايسمى بشي جينغ ( في كتاب الأغاني)).

وكان يسمى الشاي أيضا ب”جيا” (檟) في الكلاسيكية الصينية القديمة قام يتاليفها “اير يا” خلال وقت مبكر من عهد أسرة هان : “جيا هو المر من تو”. كلمة “تو” اطلقت من قبل العالم جين، قوه بو (276-324 م):

“تو” هو نبات صغير، تخمر أوراقه وتحول إلى المشروبات”.

وكان الشاي يسمى أيضا “شي” (蔎) في دراسة هان الغربية على اللهجة: فانغ يان.

خلال عهد أسرة هان أخذت كلمة “تو” لفظ جديد وهو “تشا”، بالإضافة إلى النطق القديم “تو”.

مقطع “تو” (荼) طور واصبح “تي” في لهجة فوجيان، وبعد ذلك ‘تي’ اصبحت تطلق على ‘الشاي’،

مقطع “شي” (蔎) طور واصبح “سوه” في مقاطعة جيانغسو، ايضا كلمات سليمان الجليل “ساخ’ جائت أيضا من ‘هي’.

مقطع “جيا” (檟) طور واصبح “تشا” و “تشاي” (روسيا والهند).

خلال سلالات سوي وتانغ، أصبح شرب الشاي عرف من الاعراف واسع الانتشار، ثم انتشر غربا إلى “تبت”.

أول استخدام لكلمة تشا بدلا من ‘تو’ للشاي كان في” لو تشا جينغ” كلاسيكية الشاي في عام 760 م.

فترات في تاريخ الشاي الصيني
من عصور ما قبل التاريخ إلى فترة الربيع والخريف (221 قبل الميلاد) استخدمت “تو” كذبيحة في الطقوس والاحتفالات

وفقا للسجل التاريخي الصيني، عام 1000 قبل الميلاد كان هناك بالفعل مزارع للشاي في سيتشوان ويوننان

من نهاية الربيع ولنهاية الخريف إلى أوائل فتره سلالة هان الغربية، “تو” استخدمت كغذاء نباتي على الطاولة

وفي عهد “يانزي تشونشيو” التاريخي وهو رئيس وزراء تشي سنه (547 قبل الميلاد -490 قبل الميلاد) كان البيض والشاي هو الغذاء الموجود على مائدته.

رسالة شيا تشونغ عن الغذاء: “منذ عهد أسرة جين، و شعب “وو” (الآن مدينة سوتشو) كان يطبخون أوراق الشاي كغذاء، ويطلق عليه مرق الشاي”.

من بداية عهد هان الغربية إلى عهد هان الغربية الوسطى، “تو” استخدمت كدواء

في أواخر عهد أسرة هان الغربية إلى فترة الممالك الثلاث، كان الشاي من المشروبات الإمبراطورية

من فترة سلالة “جين” الغربية إلى فتره لسلالة “سوي”، استخدام الشاي كمشروب منتشر ومعروف عند السكان الصينيين

ومن فترة “تانغ” ومابعدها أصبح الشاي واحد من أساسيات الحياة اليومية السبعة. خلال فتره عهد أسرة سونغ الجنوبية راهب ياباني 菴 栄 西 西 إيساي (يوساي): جاء إلى جبل تيانتاي تشجيانغ لدراسة التشان (زين) وهي مايعرف بالبوذية سنه (1168 م). عندما عاد إلى منزله في عام 1193 م، أحضر الشاي من الصين إلى اليابان، وزرعه وكتب أول كتاب ياباني عن الشاي: 養生 記 記، بحث عن شرب الشاي من أجل الصحة. وكانت هذه بداية زراعة الشاي وبداية ثقافة الشاي في اليابان.

في عهد أسرة سونغ، كان الشاي سلعة تصديرية رئيسية، من خلال طريق تصدير الحرير على اليابسة وطريق تصدير الحرير على البحر، فاإنتشر الشاي إلى البلدان العربية وأفريقيا.

في منتصف القرن التاسع، ذكر المسافر سليمان أن الناس في الصين يشربون “ساخ”، و يباع في مدن الإمبراطورية.

يعتقد بعض المؤرخين “ماركو بولو” وجد الشاي في سفره. ويشير المؤرخون الآخرون إلى أن كتاباته لا تذكر الشاي على الإطلاق.

في عام 1559، ذكر “جيوفاني تا راموسيو”ال “تشاي” في “ديل نافيغاتيون إت فياغي”، المجلد 6.

في عام 1579، قدم اثنين من المسافرين الروس “تشا” لروسيا

إنتاج الشاي الأبيض الضخم
ينسب الشاي الأبيض الحديث إلى أسرة تشينغ في عام 1796. تم صنع الشاي ووزع كشاي عادي لكي يتم نقعه وشربه، وأنتج ايضا من “تشيتشا”، وهي مجموعة متنوعة من اشجار الشاي وقد اختلف عن الشاي الأخضر الصيني في أن عملية الشاي الأبيض لم تتضمن دمج “دي إنزيمينغ” في عملية التبخير أو حتى عند عمله بالمقلاة على النار

كانت بذور الشاي الأبيض الفضية التي تم إنتاجها من شيشا “شجيرات شاي رقيقة وصغيرة ليس لديها الكثير من الشعر الفضي أو الأبيض.

لم يتم اختيار أصناف محددة من شجيرات الشاي لعمل “البذور الفضية” أو بذور الشاي الأبيض الاخرى حتى عام 1885.

وقد تم اختيار براعم كبيرة من اوراق الشاي ”الأبيض الكبير”، “الأبيض الصغير” و “نرجس” وهي شجيرات الشاي الأبيض، وما زالت تستخدم حتى اليوم كمادة خام لإنتاج الشاي الأبيض. وبحلول عام 1891، تم تصدير البذور الكبيرة المغطاة بالفضة البيضاء، وبدأ إنتاج “نبتة عود الصليب” حوالي عام 1922.

أول دراسة للشاي
تم الانتهاء من أول دراسة للشاي “تشا جينغ” من قبل أسرة سلالة تانغ لو يو حوالي عام 760 م. وكان هذا قبل أكثر من أربعمائة سنة فمن أول دراسة للشاي الياباني من قبل “إيساي” ولا يوجد حتى دراسة هندية قديمة معروفة على الشاي.

كان هناك حوالي مائة دراسة شاي من قبل سلالة تانغ إلى أسرة تشينغ.

اخيرا هذا هو الكنز حول ثقافة الشاي و حاليا بدأت تجذب اهتمام العلماء الغربيين.

 الشاي الصيني بالياسمين

كيف أنه يساعد على الاسترخاء وإزالة التوتر بخلاف فوائد أخرى للمعدة والجسم، ما يسهل عليه مهمة عمله في إقناع المحيطين به بما يخطط له ويريد تنفيذه.

يعد الشاي المشروب الرئيسي في الثقافة الصينية، لذلك يزرع الشاي على مساحات شاسعة في أراضي الدولة التي تقترب من 10 مليون كلم، حيث يعتمد عليه الصينيون بشكل أساسي ويتناولونه بجوار الطعام أو من غيره في أي وقت ومكان.

فلك أن تتخيل مثلا أن جلسات رجال الأعمال لا تبدأ إلا بتقديم الشاي، كما أنه وسيلة لبث الدفء في أي مكان بين المجتمعين حول كوب الشاي الذي يختلف من أخضر وأصفر وأسود بالإضافة إلى شاي الزهور وشاي الياسمين وأنواع أخرى سنورد ذكرها لاحقًا، لكن الأكيد أن الشاي هو المشروب الوطني الصيني ويعتبر جزءا من الحضارة الصينية.

تجولت في مزرعة كبيرة للشاي بمختلف أنواعه على قمم هضاب مدينة هانتشونغ(汉中) بمحافظة شانشي وسط غرب الصين، التي تقع بين جبال تشينلينغ (秦岭) وباشان(巴山)، والتي أنشأها أحد المزارعين الذي تمكن من خلال تطوير نفسه بالعمل في تجارة الشاي، وقام باستئجار مساحة 120 ألف كلم مربع من الهضاب من الحكومة المحلية لزراعة الشاي.

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام
حقول الشاي في الصين

محاربة الفقر

يقول صاحب المزرعة وانغ يو تشوان، لصحيفة الشعب اليومية أونلاين، إن المزرعة كانت تستهدف منها تنفيذ برنامج الحكومة الصينية لمحاربة الفقر، من خلال توفير فرص عمل لقرابة 300 أسرة كل منها مكون من خمسة أفراد وكلهم يعملون في جمع محصول الشاي وزراعته، ومتابعة نموه من خلال مكافحة الفطريات والحشرات للحصول على محصول جيد، مشيرًا إلى أنه يوفر مسكنا ملائما لكل تلك الأسر، وأن كل فرد يحصل على 3000 يوان صيني كل أسبوعين “ما يعادل 500 دولار تقريبًا”.

وقال إن حجم استثمارات المشروع يبلغ 40 مليون يوان صيني، ويبلغ حجم الإنتاج السنوي 300 ألف كجم، مضيفًا أن موسم الحصاد يكون ثلاثة مرات في العام الواحد، ويعتمد على مياه الأمطار التي تهطل بشكل مستمر وتكثر خلال ثلاثة أوقات، ما أدى إلى عدم الحاجة إلى تحمل تكاليف صعود المياه إلى تلك المناطق العالية، وأنه يستهدف السوق الصيني المحلي لأن الصينيين أكبر شعب في العالم مستهلك للشاي، مشيرًا إلى أنه أسسه في عام 2014 على مبادئ العدالة الاجتماعية، حيث يتيح لأطفال المزارعين الفرصة للحصول على فرصة للتعليم وعدم مرافقة أباءهم في العمل وقت الدراسة، وفي تلك الحالة يقوم بالاستعانة بمزارعين أخرين لإنجاز المهام في الوقت المطلوب.

وأكد أن عددا كبيرا من مواطني هانتشونغ البالغ عددهم 3 مليون و680 ألف نسمة، أسسوا مشروعات مشابهة بالتعاون من الحكومة المحلية، بهدف مكافحة الفقر كجزء من سياسة وطنية لبناء مجتمع من الطبقة المتوسطة بحلول عام 2020، مشيرًا إلى أن تلك المشروعات نجحت في تحقيق نمو قدره 9.5% في عام 2018، وانتشال قرابة 400 ألف مواطن من دائرة الفقر، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، فضلا عن أن الرعاية الصحية مدعومة بنسبة 90% في إطار مظلة التأمين الصحي الذي توفرها الدولة.

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

حقول الشاي في الصين
حقول الشاي في الصين

تاريخ الشاي في الصين

تقول الأساطير أنه قد تم اكتشاف الشّاي في الصّين، في القرن الثالث قبل الميلاد، عندما سقطت ورقة شجر في كوب الماء الساخن للإمبراطور يان ما أدى لتحويل لون الماء إلى الأصفر، وقتها أعجب الإمبراطور بالطعم، وأمر بجعله مشروب موّحد للصينيين، ومنذ ذلك الحين، بدأت الصين بزراعة وغرس آلاف الأطنان من نبتة الشاي وتعتبر اليوم أكبر بلد مصدر للشاي في العالم، ويطلق عليه “تشا” أي شاي وهو الإسم المتعارف عليه في معظم حضارات الشرق ومنها منطقتنا العربية.

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

حقول الشاي في الصين
حقول الشاي في الصين

أنواع الشاي

يعود وانغ يو تشوان ليقول إن الشاي يعتبر أحد أساسيات الحضارة الصينية، وتقديمه للضيوف يعبر عن مدى الاحترام والتقدير، خصوصًا مع الفوائد الصحية للشاي الأخضر وشاي الزهور والشاي الأسود المختلف في درجة التخمير والمعالجة، كما أن فوائده الصحية لا تعد ولا تحصى منها تخفيض الوزن ودرجة الحرارة وتنظيم الهضم بالمعدة وخلافه.

ويؤكد أن أنواع الشاي أشهرها الأخضر والأصفر وهو شاي الزهور والأبيض وهو قريب من الماء المغلي العادي الذي يقدمه الفقراء للضيوف، والأحمر والأسود الداكن أو المخمر وشاي بوير وشاي الياسمين، مضيفًا أن معظم الصينيين لا يفضلون الشاي الأسود لأنه يكون قويا ويحدث اضطرابات في المعدة تؤدي إلى الأرق.

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام
حقول الشاي في الصين

التنين أشهر شاي في الأخضر

ويضيف أن الشاي الأخضر الصيني هو أقدم أنواع الشاي وأكثرها شعبية، حيث تمتعت به في الصين منذ عدة آلاف من السنين، ويتكون الشاي الأخضر من البراعم الجديدة لمصنع الشاي، ويتم تجفيف أوراق الشاي ومعالجتها وفقًا لنوع الشاي المرغوب فيه، وأضاف أن تقنيات معالجة الشاي الأخضر تنقسم إلى ثلاث فئات: إزالة المياه، الدرفلة، والتجفيف، أما الشاي الأخضر التقليدي فهو ذو لون باهت ونكهة حادة، وأنه يتم إنتاجها في المقام الأول في مقاطعات جيانغشي وآنهوي وتشجيانغ، وأن الشاي الأخضر الأكثر شهرة هو شاي ويست ليك دراجون أو شاي تنين البحيرة الغربية، الذي يتم إنتاجه في هانغتشو.

الشاي الأصفر إمبراطوري

ويستكمل وانغ يو تشوان، مؤكدًا أنه يتم إنتاج الشاي الأصفر عن طريق السماح لأوراق الشاي الرطبة بالتجفيف بشكل طبيعي، فهو له رائحة مميزة، مثل الشاي الأحمر، لكن نكهته أقرب إلى الشاي الأخضر والأبيض، وأنه بصفته عالي الجودة فقد كان يتم تقديمه إلى الأباطرة، حيث كان اللون الأصفر هو اللون الإمبراطوري التقليدي، وأنه ينتشر زراعته في مقاطعة هونان.

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عاماكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

الشاي الأبيض

أما الشاي الأبيض فيقول إنه ليس له لون واضح وأقرب إلى الماء الساخن، لكنه في الأساس شاي أخضر غير مجفف تم تجفيفه بسرعة، وأنه ينتشر زراعته في مقاطعة فوجان، وهو أفتح في اللون من الأنواع الأخرى من الشاي ذات النكهة الدقيقة والحساسة، مضيفًا أنه حصل على إسمه من الماء الساخن الذي يقدمه فقراء الصين لضيوفهم، حيث لم يكن لديهم مقدرة لشراء الشاي وكانوا يسمونه تجاوزًا الشاي الأبيض، لكن حاليًا هناك أنواع مختلفة من الشاي الأبيض منها الشاي الفضي.

شاي أولونغ

يقول وانغ إنه يطلق عليه شاي أولونغ، وهو شاي نصف مخمر ذو خصائص فريدة، وأنه مصنوع من مزيج من الشاي الأخضر والأحمر، ويضيف أنه يتميز بأفضل النكهات والصفات العطرية عن باقي أنواع الشاي، وأنه يساعد على الاسترخاء ومفيد لتذويب الدهون ويقصده عادة راغبي إنقاص الوزن

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

الشاي الأحمر

يقول وانغ إن الشاي الأحمر هو ثاني أكبر فئة من الشاي الصيني، وأنه يتم تصدير معظمه للخارج، موضحًا أنه مكون من براعم أوراق الشاي الذابلة ويتم لفها حتى تتخمر وتجفف، وأنه ينتج عن هذا التسريب لون أحمر جميل ورائحة عطرية خفية .

الشاي الأسود

يؤكد وانغ أن الشاي الأسود هو الداكن اللون من بين أنواع الشاي بعد التخمير، حيث يخضع لعملية تخمير فعلية بمساعدة البكتيريا، وأن تلك العملية تتكون من ست خطوات هي إزالة المياه، والتدوير لأول مرة، والتكديس، التدوير الثاني، ثم التجفيف، موضحًا أنه من المعترف به عمومًا أن الشاي الأسود الداكن نشأ في القرن السادس عشر في مدينة أنهوا بمقاطعة هونان.

شاي بوير

يوضح وانغ يو تشوان، أن شاي بوير هو في الحقيقة شاي غامق اللون لكنه أقل درجة من الأسود الداكن، وأن له ميزات عديدة لأنه مصنوع من خليط من مجموعة نباتات يتم معالجتها بتقنيات معينة يدوية وضغطها لكي تكون شاي بوير، مضيفًا أن تاريخه يعود لأكثر من 2000 سنة، وانه يتم زراعته في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين، موضحًا أن الإدارة العامة لمراقبة الجودة والتفتيش والحجر الصحي، أصدرت بيان جغرافي في 5 أغسطس 2008، أتاحت فيه زراعة ذلك النوع في 639 قرية بـ11 محافظة في مقاطعة يونان، وأنه ينقسم إلى نوعين الخام منه اسمه “بوير الأخضر أو شينج بوير” والأسود أو المعالج منه “شوار بوير”.

اكتشاف أقدم مشروب شاي في العالم عمره أكثر من 2000 عام

شارع المليارات

في أحد شوارع العاصمة بكين، تتركز الجزء الأكبر من تجارة الشاي في تلك المدينة وما جاورها، وتشمل تجارة جملة وقطاعي ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الدولي أيضًا، حيث تعقد في هذا الشارع صفقات بمليارات اليوانات، بخلاف ما قام التجار بتخزينه من بضاعة في المخازن يقترب ثمنها من مئات المليارات.

في مدينة هانغتشو وصل تقدير الصينيين للشاي وكونه أحد المكونات الثقافية والتاريخية، لدرجة أنهم أنشأوا له متحف وطني بالمدينة التي تقع في منطقة شينغيانغ الأويغورية ذاتية الحكم، ويعتبر المتحف مركز تقدير المشروبات المفضلة في الصين، حيث يحكي المتحف تاريخا طويلا يمتد عبر قرون وثقافات متعددة، باعتبار الشاي أحد أعظم كنوز الصين.

ففي المتحف تقام أنشطة شعبية ومهرجانات تمارس خلالها طقوس احتساء الشاي الصيني، واستعراض المهارات الفنية، ومعارض صور تحكي تاريخ زراعة الشاي وتطورها وثقافة الشاي الملونة على مدى آلاف السنين، وعادات وتقاليد تناول الشاي، ويمكن للزوار تذوق الشاي من النكهات المختلفة أثناء الاستمتاع بحفل الشاي التقليدي.

اذ يعد الشاي واحدا من أقدم المشروبات التي تم ابتكارها في الصين. في عهد أسرة تان في عصر ازدهار الصين في القرون الوسطى لم يعد ينظر إلى الشاي باعتباره دواء وحسب.

ظهر بفضله احتفال بديع وتحول إلى أحد أعمدة الثقافة الصينية. وغدا جمع أوراق الشاي أحد أهم أجزاء الزراعة، وغدت التجارة به بيزنسا واسعا مهد الطريق من مزارع الشاي المحلية إلى كافة أرجاء العالم. بات هذا المشروب النفيس محبوبا في آسيا وأوروبا والقارات الأخرى. وقد اقتبست اللغات في مختلف أرجاء العالم كلمة شاي الوافدة، وهي “تشا” أو “تي”. وغدا الشاي جزءا من الثقافة العالمية.

تقرير كامل عن الشاي اضغط هنا 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى