مقالات

الاعلام الوطني والاعلام اللا وطني !!!

مقالا للكاتب الصحفي علي محمد ابراهيم ميرخان

رددت الأوساط المهتمة بالشأن الرياضي في العراق من الكتاب والمحللين والمختصين بهذا المجال وحتى الجمهور عبارة الاعلام الوطني أو بالأحرى الاعلام اللا وطني

بعد فضيحة اوحادثة الفريق الكوستريكي لكرة القدم والذي رفض دخول الاراضي العراقية بحجة (تدنيس) جوازاتهم بالاختام العراقية !! على ذمة ارائهم التي عبر عنها رئيس الوفد والمدرب واللاعبين بشكل علني امام الرأي العام ،

ورغم ان الماكنة الاعلامية العراقية واكبت هذا الحدث عبر التغطيات الخبرية في الفضائيات او مواقع التواصل الاجتماعي لكنها اتهمت بشكل قاس جداً على انها غير مؤازرة للرياضة العراقية والبعض ذهب بعيداً ليتهمها بالغير وطنية ومن اجل أنصاف الحقيقة علينا اولاً هنا ان نميز بين الاعلام الوطني واللاوطني ولعل تحليل او تفسير واحدة من هاذين المعنيين او المصطلحين كفيل أن يعرفنا تلقائياً بالثانية ، ولنسئل اولاً هل ان توجه الدولة بعد الاحتلال الاميركي للعراق في 2003 كان وطني أم غير وطني ، وهل ان الاداء السياسي للحكومات المتعاقبة وطني ام العكس ، وماذا بشأن سيادة العراق وحقوقه الحدودية وهل هناك ثمة مواقف وطنية تجاه الاعتداءات الخارجية من قبل دول الجوار على الاراضي العراقية ، البطالة والفقر والاستحواذ السياسي على مقدرات وامكانيات واموال البلد وتبديدها هل يقابلها موقف وطني رسمي على سبيل المثال ، التربية والتعليم والثقافة العامة واداء الدوائر المدنية والخدمية تجاه المواطن

و هل هذه كلها تسبح في الفضاء الوطني للدولة وتوجهاتها ام العكس ، الخطاب الديني بشقيه هل يلتزم بالجغرافية الوطنية ام له هوية عابرة ،

وهنا الحديث عن الاداء للمتصدين لهذا الشأن من عامة الناس بعيداً عن الرموز والمعتقدات الدينية ، اضافة الى ان مايسمى بالمكونات السياسية الممثلة في البرلمان والحكومة والتي غالباً ما تجتمع وتشعر بوطنيتها عند توزيع المحاصصات وتقاسم المناصب والغنائم وسرعان ما تعود لتندمج مع محيطها الخارجي العابر للحدود ، اذن لا ينبغي ان نحمل الاعلام العراقي وحده هذه الانتكاسة وهو الذي اعتاد ان يضيئ كل هذه الظلمات ويضحي ويفقد الكثير من رموزه وعناوينه بسبب العنف والتنمر من قبل جهات تملك المال والقوة والنفوذ والسلاح أفلا يوضع ذلك في ميزان الوطنية للاعلام بعد سيل من الشهداء والتضحيات بكل اشكالها ، نعم ليس من العدل ان نلقي بالتهم ونطعن بهوية الاعلام العراقي امام كل هذه التحديات ، وماذا بشأن الاعلام الرسمي الاسير الذي لم يسمح له ان يعبر عن هويته الوطنية بسبب التسلط والهيمنة ، الحقيقة نحتاج الى تظافر الجهود لخلق وعي مجتمعي يؤمن بالعراق ويغلب مصلحة العراق ويعترف بحدود العراق ، نحتاج الى ثقافة عامة خالية من التقسيم والطائفية لنضمن اصوات عالية تكبر بأسم العراق بعد الله ورسوله وتعترف بالجميع على حد سواء وان نترجم كل افعالنا وموقفنا الى عمل حقيقي يخدم العراق من شماله الى جنوبه .

كوستريكا .. واياد زرعت ثم حصدت !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى