امن

رئيس كوريا الشمالية يعتذر عن قتل مسؤول كوري جتوبي

جاء اعتذار الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ-أون” اليوم الجمعة عن حادث مقتل المسؤول الكوري الجنوبي مفاجئًا، لأن اعتذار الزعيم يعتبر من آخر الأشياء التي يمكن رؤيتها في الدولة الشمولية، حيث يحظى بالتبجيل باعتباره نصف إله.

كما جاء الاعتذار أيضًا بسرعة غير معهودة من كوريا الشمالية، بعد يوم واحد فقط من إدانة كوريا الجنوبية لعملية القتل ومطالبتها كوريا الشمالية بالاعتذار، وهي خطوة تشير إلى أن بيونغ يانغ لا تريد المزيد من التوترات بين الكوريتين.

وفي رسالة من إدارة الجبهة المتحدة في الشمال –وهي وكالة تجسس تتعامل مع الشؤون بين الكوريتين– نقلت عن الزعيم “كيم” قوله إنه يشعر «بالأسف الشديد إزاء خيبة أمل الرئيس “مون جيه-إن” والكوريين الجنوبيين بسبب الحادث البغيض»، وفقًا لما ذكره المكتب الرئاسي في سيئول اليوم الجمعة.

ومن النادر أن يقدم زعيم كوري شمالي اعتذارًا مباشرًا إلى كوريا الجنوبية، على الرغم من صدور بعض البيانات التي تعرب عن الأسف بشأن بعض القضايا بين الكوريتين.

وفي يوليو 2008، قُتلت سائحة كورية جنوبية تُدعى “بارك وانغ-جا” بالرصاص في منتجع جبل “كوم كانغ” الشمالي، أثناء تجولها في منطقة محظورة. وأصدرت كوريا الشمالية بيانا بعد يوم من الحادث وأعربت فيه عن أسفها لموتها، لكنها لم تقدم أي اعتذار.

وفي عام 2010، أعربت كوريا الشمالية أيضًا عن أسفها دون اعتذار، عندما نسفت السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشونان بالقرب من حدود البحر الأصفر، مما أسفر عن مقتل 46 بحارًا كوريًّا جنوبيًّا.

ولم تقدم بيونغ يانغ أي اعتذار عندما قصفت جزيرة “يونبيونغ” بعد ذلك بشهرين، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم مدنيان.

ومن المحتمل أن يعكس اعتذار “كيم” الرسمي رسالته إلى الجنوب بأن كوريا الشمالية لا تريد زيادة التوترات وتدهور العلاقات بين الكوريتين.

وقال “ليم أول-تشول”، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة “كيونغنام”: «قبل كل شيء، يبدو أن الزعيم “كيم جونغ-أون” أراد أن يعلن بوضوح أن الحادث لا علاقة له بنواياه أو أوامره».

وقال: «يبدو أن (كيم) قدر تقديرًا عمليًّا وواقعيًّا بأنه من غير المرغوب فيه أن تتفاقم العلاقات بين الكوريتين إلى نقطة اللاعودة».

وقد ظلت العلاقات بين الكوريتين متوقفة منذ قمة عدم الاتفاق بين “كيم” والرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في هانوي في أوائل العام الماضي.

وتوترت العلاقات أكثر في الآونة الأخيرة، بعد أن فجرت كوريا الشمالية مكتب الاتصال المشترك في بلدة كيسونغ الحدودية، وقطعت خطوط الاتصال عبر الحدود، احتجاجًا على إرسال منشورات مناهضة لبيونغ يانغ من قبل نشطاء في الجنوب.

و أعرب الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ-أون” عن أمله في رفاهية جميع الكوريين الجنوبيين، الذين يكافحون للتغلب على الصعوبات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وأضرار الأعاصير الأخيرة، في رسالته الشخصية إلى الرئيس الكوري الجنوبي “مون جيه-إن”، وفقًا لما قاله المكتب الرئاسي.

وكانت الرسالة المؤرخة في 12 سبتمبر ردًّا على رسالة “مون” التي بعثها إلى “كيم” في 8 سبتمبر، وفقًا لمدير مكتب الأمن القومي “سوه هون”.

وقال “كيم” إنه يفكر شخصيًّا في «العبء الجسيم» الذي يتحمله “مون” بنفسه، وأنه يدرك أكثر من أي شخص آخر «قدر الصعوبة والضغوط والجهود» التي يقوم بها “مون” للتغلب على المشكلات.

وأفاد بأنه يأمل بصدق في مشاركة الصعوبات والمعاناة التي يعاني منها الجنوب، مضيفًا أنه ينتظر اليوم الذي سيأتي عندما تمر تلك «اللحظة الرهيبة» لهذا العام لتحدث سلسلة من «الأشياء الجيدة».

وقال “كيم”: «أتمنى مرة أخرى الصحة والسعادة لجميع المواطنين الجنوبيين، وأتمنى بإخلاص الرفاهية للجميع».

وفي رسالته إلى “كيم”، أشار “مون” إلى أن الكوريتين تمران بـ «مآزق كبيرة»، من فيروس كورونا إلى الأمطار الموسمية الغزيرة وأضرار الأعاصير.

وأعرب “مون” عن تقديره لـ «التزام “كيم” القوي» باحترام حياة الناس.

وقال الرئيس “مون” إن الوضع الحالي مؤسف، لأن كوريا الجنوبية والشمالية لا تستطيع إحداهما أن تساعد الأخرى، على الرغم من التحديات.

وقال “سوه” إن المكتب الرئاسي ينشر النص الكامل للرسائل، بناءً على تعليمات الرئيس “مون”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى