امن

في ذكرى يوم الشهيد العراقي : صدام حسين يتحدث عن الخميني

تخليدا وتذكيراً للجنود والضباط العراقيين الّذين وقعوا في الأسر عند الجيش الإيراني أثناء حرب الخليج الأولى وإحياءً لذكرى الشهداء الذين قُتِلوا في تلك الحرب وشهداء العراق المدافعين عنه منذ قيام الدولة العراقية; أمر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين

اذ تاتي الاول من ديسمبر كانون الاول من كل عام يستذكر العراقيون يوم الشهيد العراقي تاتي تلك المناسبة التاريخية

إبتداءً من عام 1982، حيث يعلّق فيه العراقيون شارةً على صدر كل عراقي شارك في النصر على ايران اذ ليظهر فيها رسماً للصرح العراقي الشهير نصب الشهيد، وكتب تحته عبارة صدام حسين الشهيرة في حقِّ الشهداء وهي «الشهداء أكرم منا جميعاً»,

وفي هذا اليوم كان العراقيون يقومون بوقفة صمت لمدّة دقيقة في الصباح، عادةً ما يكون في الثامنة صباحاً وهو موعد الدوام الرسمي للدوائر الحكومية والمدارس في العراق حيث تتوقّف حركة المرور، ويؤدي رجال المرور التحية العسكرية، تُقرَعُ أجراس الكنائس وتُرفَعُ تكبيرات الجوامع، تُدَقُ صافرات الإنذار، وتتوقّف الحركة في كلّ مكانٍ لثلاث دقائق,

لنتحدث في مقالنا هذا عن اتفاقية الجزائر هي اتفاقية وقعت بين العراق وإيران في 6 آذار/مارس عام 1975 بين نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين.

شكّلت حدود العراق مع إيران أحد المسائل التي تسببت في إثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق. في عام 1937 عندما كان العراق تحت سيطرة بريطانيا تم توقيع اتفاقية تعتبر أن نقطة معينة في شط العرب غير خط القعر هي الحدود البحرية بين العراق وإيران لكن الحكومات المتلاحقة في إيران رفضت هذا الترسيم الحدودي واعتبرته “صنيعة امبريالية” واعتبرت إيران نقطة خط القعر في شط العرب التي كان متفقا عليه عام 1913 بين إيران والعثمانيين بمثابة الحدود الرسمية ونقطة خط القعر هي النقطة التي يكون الشط فيها بأشد حالات انحداره . في عام 1969 أبلغ العراق الحكومة الإيرانية أن شط العرب كاملة هي مياه عراقية ولم تعترف بفكرة خط القعر .

وبعد مجيء حكومة طهران الجديدة بقيادة خميني قاموا بمساعدة التمرد الكردي في شمال العراق، حيث إنه بعد وفاة الملا مصطفى في واشنطن قدم النظام الإيراني المساعدات إلى قيادة التمرد الكردي وجعل الأراضي الإيرانية نقطة انطلاق لقوات التمرد الكردي إلى داخل الحدود العراقية، كما أن إيران قامت للفترة من حزيران إلى أيلول 1980 بحوالي 187 انتهاكا واعتداءا عسكريا واستخدمت المدفعية عيار 175 ملم الأمريكية الصنع لقصف مدينتي خانقين ومندلي منطلقة من الأراضي العراقية التي يجب إعادتها بموجب اتفاقية الجزائر إلى العراق، وبذلك فإن الحكومة الإيرانية قد قامت بانتهاك عناصر التسوية الشاملة التي تضمنتها اتفاقية الجزائر وبإلغائها من جانبها ولذلك قررت الحكومة العراقية اعتبار الإتفاقية المذكورة وما لحقها من اتفاقات استندت إليها ملغاة من جانب العراق وطالبت إيران أن تعترف بسيادة العراق على أراضيه ومياهه كما كان عليه الوضع قبل اتفاقية الجزائر حيث قرر مجلس قيادة الثورة بالخطاب الذي أعلنه صدام حسين في 17 أيلول 1980 أثناء انعقاد جلسة المجلس الوطني إلغاء الاتفاقية.

ووصف الرئيس العراقي صدام حسين حينها ان نظام ايران “نظام غير اسلامي”

لا تعترف بها فقد نشرت صحيفة إطلاعات الصادرة في طهران في 19 حزيران من عام 1979 حديثا للدكتور صادق طباطبائي المساعد السياسي لوزارة الداخلية الإيرانية وهو ممثل الخميني في هذه الوزارة قال فيه: ( إن الحكومة المركزية الإيرانية لا تتمسك باتفاقية الجزائر). وفي 15 سبتمبر 1980 صرح الجنرال فلاحي مساعد رئيس أركان الجيش الإيراني عبر شبكات التلفاز الإيراني والإذاعة باللغتين الفارسية والعربية بأن إيران لاتعترف باتفاقية الجزائر وبأن منطقة زين القوس وسيف سعد هي مناطق إيرانية وكذلك شط العرب.

ولقد أدلى أبو الحسن بني صدر رئيس جمهورية إيران في وقتها بتصريح لوكالة الصحافة الفرنسية في 19 أيلول 1980 قال فيه: ( على الصعيد السياسي لم تقم إيران بتنفيذ اتفاقية الجزائر الموقّعة عام 1975 وأن نظام الشاه نفسه لم ينفذها).

وقد قام الجيش الإيراني قبل قيام العراق بإلغاء اتفاقية الجزائر بالتحرك صوب الحدود العراقية وقد أصدر أربعة بلاغات رسمية عسكرية بذلك منها البلاغ رقم 3 يوم 19 أيلول 1980 باعتراف إيران باستخدام القوة الجوية وفي البلاغ رقم 4 يوم 19 أيلول 1980 حيث تباهى الإيرانيون بإشعال النيران في حقول نفط خانة في العراق كما قامت المدفعية الإيرانية برمي النيران على الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية البريطانية والفرنسية التي كانت تنوي الهبوط في مطار البصرة

كما أغلقت طهران شط العرب بوجه الملاحة البحرية الأجنبية . ولقد بلغ التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق مستوى عاليا على كل الصعد الإيرانية بدءاً من الخميني ومرورا بالسلطات السياسية والدينية والعسكرية التي طالبت بتغيير النظام السياسي بالعراق واستخدام السلاح لتحقيق ذلك وإنشاء تنظيمات سياسية تحت غطاء ديني استخدمت الإرهاب للقيام بأعمال ضد أبناء الشعب العراقي ودوائره الحكومية.

وبعد وقف إطلاق النار بين العراق وإيران الذي دخل حيز التنفيذ في 8 آب 1988 وافق العراق بموجب قرار مجلس الأمن الذي صدر في 28 آب 1980 بالعودة إلى طاولة المفاوضات لغرض وضع اتفاقية جديدة تنظم العلاقة الحدودية والأمنية بينهما.

 

كما و غردت ابنة الرئيس العراقي رغد صدام حسين مهنئة بلادها عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر” والوحيد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت في تهنئتها: “كل عام والبلد بخير من شر الأشرار وإيران والحكومة العميلة وأتباعها وأذنابها، وكل أصحاب الشر الذين لا يرون الحق إلاّ وفق مصالحهم والمال الحرام”.

وأضافت: “حما الله العراق والعراقيين من شرهم، سنحتفل دائما معا بإذن الله في هذا اليوم، في عراقنا حر عزيز منتصر رغم أنوفهم وأياديهم القذرة المرتشية”.

ووضعت بالفعل الحرب أوزراها في 8 أغسطس/آب، بعد خسائر فادحة لكلا البلدين.

وفي 20 أغسطس 1988، انتهت الحرب بقرار من مجلس الأمن رقم 598 وقبله الطرفان.

وفي 11 ديسمبر 1991، أقر مجلس الأمن أن العراق هو الطرف المعتدي في تلك الحرب الدامية.

كما وابلغ الرئيس العراقي حينها عن وفاة خميني من خلال وزير الاعلام الاسبق لطيف نصيف جاسم ادى خلاله الى صمت ومنع الافراح بهذه المناسبة

* هناك ادعاءات إيرانية بأن القوات العراقية لا تزال تحتل أراضي إيرانية ـ غير زين القوس وسيف سعد ـ رغم قرار الانسحاب، ما هو تعليقكم؟ 
– لقد ذهبت أنت إلى قاطع العمليات في مندلي، فأين وجدت القوات العراقية؟ (قلت داخل الحدود العراقية). هذا هو شأن القواطع الأخرى. ما يحدث هو أن الإيرانيين لا يستطيعون دخول بعض الأرض الحرام بسبب طبيعتها سواء هنا أو هناك. وقد يفسرون عدم تمكنهم من دخول هذه الأراضي بأنه عائد إلى كون القوات العراقية تحتلها. ولكن هذه الأراضي هي أرض حرام السيطرة فيها للمتفوق بالسلاح يستطيع أن يمنع الطرف الآخر من دخولها ويوقع فيه الأذى إذا حاول- وهذه مسألة طبيعية طالما استمرت الحرب. أما الادعاء بأن العراقيين يحتلون أراضي إيرانية فيسقطه دخول الإيرانيين إلى أراضينا وإعلانهم بغطرسة أنهم دخلوا إلى عمق عشرة كيلومترات بينما نحن من يقول إنهم دخلوا إلى مسافة خمسة كيلومترات فقط. وإذا لاحظتم فإن الإيرانيين طوروا في أسلوبهم الإعلامي ففي معارك شرق البصرة قالوا إنهم يريدون البصرة ثم لما فشلوا قالوا إنهم لم يكونوا يريدونها. ثم قبل المعارك الأخيرة على مندلي أطلقوا تصريحات بأن العراقيين لا يزالون على قسم من الأراضي الإيرانية وأنهم سيعملون على طردهم من داخل تلك الأراضي. كان نتيجة استنكار العالم للتحشد الإيراني على حدود العراق والإعلانات الإيرانية الصاخبة بأنهم يريدون دخول أرض العراق

في بياناتهم عن الهجوم على شرق ميسان قالوا إنهم يريدون طرد العراقيين من قسم من الأراضي الإيرانية وعندما رأوا أنفسهم داخل أراضينا وصار دخولهم حقيقة واقعة قالوا إنهم دخلوا الأراضي العراقية. كان ذلك بعد مرور يومين على إعلاننا عن حدوث الخرق. وصاروا يجادلون: لا، ليس كما يقول صدام حسين. لقد دخلنا إلى مسافة عشرة كيلومترات لا خمسة كيلو مترات. كلام صدام حسين ليس دقيقاً. إذن هذه هي نياتهم انكشفت. ولا بد من التذكير بأننا نحن من طالب بتمركز قوات دولية تفصل بين الطرفين وهم من رفض الفكرة.

في ذكرى يوم الشهيد العراقي : صدام حسين يتحدث عن الخميني

 

المعارضة الإيرانية 

* لاحظت أن وسائل الإعلام العراقية تعلق أهمية كبرى على معارضة ايران وتعتبرها شريكاً موضوعياً للقوات العراقية في تحطيم نظام إيران الحالي. ويثير هذا تكهنات عن وجود علاقات وتنسيق بين العراق وتلك المعارضة. هل تؤيدون قيام علاقات مع المعارضة الإيرانية تساعد على تغيير نظام الحكم في إيران؟ 
– عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو مبدأ من مبادئنا في التفاوض وهو في أساس سياستنا مع إيران قبل الحرب. فليس من مسؤوليتنا تصحيح الأوضاع في إيران ولكن من البديهي عندما تقوم الحرب أن تجد المعارضة الإيرانية في صمودنا أمام الأطماع التوسعية الإيرانية وفي فشل النظام الإيراني في تحقيق نياته ما يعينها على إضعاف النظام وأن نجد في نشاطها ما يعيننا نحن على إضعافه، ولكن بلا تلاق ولا تنسيق. كل من موقعه وكل وفق قناعاته وكل واستقلاليته.

* رغم أن المواثيق الدولية تنص على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية ترون أن حدود أمن الاتحاد السوفياتي تصل إلى داخل أفغانستان وبولندا، وحدود أمن إسرائيل تصل إلى لبنان وحتى بغداد حيث يقوم المفاعل النووي العراقي، وحدود أمن الولايات المتحدة تصل إلى السلفادور وقبلها إلى تشيلي، ألا ترون أن من حقكم أنتم أن ترسموا حدوداً لأمن العراق داخل إيران؟
– عندما تكون الحرب قائمة ترتبط الحالة بالإرادات والإمكانات، أما عندما تضع الحرب أوزارها فينبغي أن تصفو النيات عند ما هو مشروع وما هو مشروع وصحيح هو أن تحترم كل من الدولتين، العراق وإيران، حدود الدولة الأخرى وسيادتها ولا تتدخل في شؤونها الداخلية. هذه الحالة هي ما يكوّن الأمن الحقيقي للعلاقة بين البلدين وهذه هي نظرتنا فيما يتعلق بالجيران.

* لقد أخذت الحرب العراقية- الإيرانية طابعاً دينياً في إحدى مراحلها ولا تزال. دولة ترفع شعار الدين في مواجهة دولة تمارس العلمنة. كيف تنظرون إلى موقع الدين في هذه الحرب؟ بكلام آخر هل ترون أن هذه الحرب هي في وجه من وجوهها حرب بين إسلامين أو نظرتين إلى الإسلام؟

الخلاف هو بين حالة وحالة إنه ليس قائما على أساس ديني ولكن أحد أطرافه اتخذ من مسألة الدين غطاء أما نحن فالعلمنة عندنا ليست حالة تخلٍ عن الدين ولكن حالة عدم استخدام الدين في السياسية مع بقاء رعاية الدولة للدين والأديان وللطوائف كلها والمسألة الروحية في الدين قائمة هذا هو مفهوم العلمنة في دولتنا وليس حالة تخل عن الدين كما كما هو متصور في مفاهيم العلمنة السابقة وعلى هذا الأساس نقول إننا لسنا حيادين بين الإلحاد والإيمان و إنما نحن مع الإيمان.
دور أميركا وروسيا

* الجهود المبذولة حتى الآن هي جهود أطراف من العالم الثالث: عدم الانحياز والمؤتمر الإسلامي وغيرهما. ما قصدت بالحل الدولي هو الحل الذي تتدخل به القوتان العظميان مباشرة. فقد ذكرتم، أخيراً أن القوتين العظميين لا تريدان إنهاء الحرب رغم الخطر المحتمل الذي يهدد مصالحهما. والسؤال هو: هل تتطلعون إلى حل دولي يأتي في إطار وفاق الدولتين العظميين وهل تسعون إلى ذلك؟

– لا تأخذ ما تسمعه منقولاً عني من بعض الصحافيين الغربيين كما هو. فهم أحياناً يأخذون كلامي مجزوءاً ومرات ينسبون من عندياتهم في النصوص. ما أقوله هو أنه لو أرادت أميركا وروسيا إنهاء الحرب لفعلتا أكثر مما فعلتا حتى الآن ولذلك نحن في العراق نتساءل عما إذا كانت القوتان العظميان تعنيان فعلاً ما تقولانه لنا من أنهما تريدان إيقاف الحرب هذا هو محور حديثي كان وما يزال. ولذلك مرة آخذ الاتحاد السوفياتي مثالاً فأقول أنه دولة تقع على حدود إيران وهي قريبة من المنطقة فلابد أن لها استراتيجيتها فما هي هذه الاستراتيجية؟ من حقنا أن نتساءل عنها لكي نرى ما إذا كانت هذه الاستراتيجية مع وقف الحرب أو مع استمرارها. وآخذ أميركا، أن مصالحها الحيوية موجودة في منطقة الخليج وكذلك مصالح حلفائها والصراع يجري على فوهة آبار النفط. إنها تقول إنها تريد إيقاف الحرب وإنها ليست مع استمرارها ومع ذلك تستمر الحرب ويقوم حلفاء أميركا- إسرائيل أو غيرها- بتزويد إيران بقطع الغيار والأسلحة وغيرها ومن حقنا هنا أيضاً أن نتساءل: ما هي نقاط التلاقي بين استراتيجية أميركا وموضوع استمرار الحرب وإيقافها؟ هذا هة تساؤلنا، وعندما نتساءل فمن البديهي أن نشك. على من ينطبق تساؤلنا بتفاصيل أكثر، وبشك أكبر من الدولتين العظميين؟ والحقيقة ما زال شكنا أكبر في أن للولايات المتحدة دوراً في الحرب وفي استمرارها وتأتي الصهيونية العالمية قبل الولايات المتحدة، ولكن عندما نتحدث عن الدولتين العظميين نقول إن علامة الاستفهام تقع على أميركا دون إعفاء الاتحاد السوفياتي من التساؤلات التي أشرنا إليها.

* نتساءل عن علاقات العراق مع الدولتين العظميين بهذه المناسبة. لقد صدر عن العراق كلام إيجابي في مقترحات ريغان لحل أزمة الشرق الأوسط… 
– أين الكلام الايجابي؟

* قرأت لوزير الخارجية سعدون حمادي كلاماً في مقابلة صحافية…
– وزير الخارجية كان كلامه واضحاً في الرسالة التي بعث بها إلى وزير الخارجية الأميركي. وفي الرسالة موقف العراق الواضح. ولذلك لا يؤخذ موقف العراق من أي تصريح إلا من قرارات مؤتمر فاس هذا هو موقف العراق وقرارت فاس هي غير المشروع الأميركي تماماً هي حالة والمشروع الأميركي حالة أخرى.

العلاقات مع أميركا 

* لطالما وقف العراق قراره بإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة على موقف أميركي متطور من أزمة الشرق الأوسط هل تقصد أنكم لا تزالون تنتظرون هذا الموقف؟ 
– لا يزال الموقف الأميركي كما نراه منحازاً إلى إسرائيل. إننا لا نعتقد أن الطبيعي هو أن تستمر العلاقات مقطوعة بيننا وبين الأميركان الوجه الطبيعي هو أن تكون هناك علاقة قائمة بيننا. الوجه غير الطبيعي هو انقطاعها ولكن لانقطاعها أسباباً. وإعادتها مرتبطة بتقدير أساسي قائم على قاعدة أنه في الوقت الذي نرى فيه أن من المصلحة القومية ومن المصلحة العراقية إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة فسوف نفعل. وهناك عاملان أساسيان يدخلان في تقدير المصلحة القومية والمصلحة الوطنية العراقية: تصرف أميركا تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي، وتصرف أميركا تجاه الحرب مع إيران.

* لقد كشفتم النقاب في الأونه الأخيرة عن أن الاتحاد السوفياتي بدأ ينفذ عقود تسلح عقدها العراق معه قبل الحرب ورافق ذلك أنباء عن أنكم قمتم بالمقابل بمبادرة نحو الشيوعيين العراقيين بإطلاقكم عدداً من سجنائهم وإعادتهم إلى وظائفهم. هل نقول إن العلاقات العراقية – السوفياتية دخلت طوراً جديداً؟
– بغض النظر عن التفاصيل التي توردها. أقول إن هناك عقوداً مدفوعة الثمن عقدت قبل الحرب مع الاتحاد السوفياتي، والطبيعي أن ينفذ الاتحاد السوفياتي هذه العقود، لأنها اتفاقات بين دولتين. نحن من طرفنا لم نقصر بالتزاماتنا بل دفعنا المبالغ للاتحاد السوفياتي. فإذا ما تأخر هو عن تنفيذ التزاماته كان ذلك خللاً في الالتزامات. أي إنه غير طبيعي وغير صحيح. أما الطبيعي فأن يوفي كل طرف بالتزاماته. هذا جانب. أما الجانب الآخر فليكن واضحاً أن تعاملنا مع الشيوعيين سواء عندما يكونون في السجن أو خارجه ليس قائماً على أساس تلمس رغبة الاتحاد السوفياتي أو عدم رغبته بل هو قائم على أساس تقدير المصلحة الوطنية كما هي فالشيوعيون يدخلون السجن عندما يخالفون القوانين التي تنص على معاقبتهم عندما يفعلون ذلك إما أن تقدر من الناحية السياسية أنه رغم انطباق القانون على سلوك بعض الشيوعيين العراقيين في زمن معين فان المصلحة الوطنية العراقية واستقراء الحالة يقتضيان بأن نطلق سراحهم فهذا تقدير وطني صرف لا علاقة له بتلمس أو عدم تلمس رغبة الاتحاد السوفياتي لأن هذا شأنا من شؤوننا الوطنية التي لا نقبل النقاش فيها.

* جاء وقت كنتم فيه تعلقون آمالاً على دور أوروبي يخرجنا من منطقة «الحيتان الكبيرة» على حد تعبيركم. هل لا تزالون ترون ذلك بعد التغييرات في الحكم التي شهدتها أوروبا؟ وما هي طبيعة هذا الدور؟ 
– ما يخرجنا من تأثير الحيتان الكبيرة ليس هو الدور الأوروبي فحسب، وإنما بالدرجة الأساسية الإرادة العربية. إلا أنه من الطبيعي أن نقول إنه حيثما تظهر قوى تتفهم الاتجاهات المشروعة في الإرادة العربية يقل تأثير الحيتان الكبيرة على الأمة العربية. نحن نستقرئ أن بأمكان أوروبا أن تتطور إلى ما من شأنه أن ينضج فهم الإرادة العربية وقراراتها المشروعة في الاستقلالية وعلى هذا الأساس ننظر إلى الإرادة الأوروبية فيما لو تطورت باتجاه الاستقلالية خارج تأثيرات الولايات المتحدة وسياستها أو بما يضعف تأثيرات الولايات المتحدة وسياستها، إذن فما يقوي استقلالية الأمة العربية هي مجموعة عوامل منها النظرة إلى مستقبل أوروبا والتمني أن تتطور بطريق استقلالي صديق للعرب ولكن في مقدمة هذه العوامل تأتي إرادة العرب.

الوضع الداخلي 

* نعود إلى الحرب لو سمحت، ونود لو نلقي أضواء على الوضع الداخلي. لقد لفت في كلامكم أمام مجلس الوزراء أخيراً إشارتكم إلى «الرتل الخامس». وقد فهمنا أن من تقصدون بهذه التسمية يلقون الإشاعات ويؤولون قرارات الحكومة للإيهام بضعفها. هل هذا «الرتل»بالحجم الذي يستحق أن تشيروا إليه؟
– النقطة الأساسية هي أن نقول الحقيقة مثلما نراها للشعب تنبيها له، فقوتنا الأساسية هي في أن يكون الشعب منتبهاً للمخاطر. ولذلك فعندما نكتشف أسلوباً من أساليب الرتل الخامس نقوله للشعب فهذا أفضل ليست هناك دولة في العالم ليس فيها رتل خامس بما في ذلك سويسرا لو دخلت الحرب مع واحدة من الدول الأوروبية وقول الحقيقة يحصن جدار الشعب دائماً بتحصين وعيه كان هذا في ذهننا عندما قلنا هذا الكلام والحقيقة أن الرتل الخامس كان موجوداً قبل الحرب وهو موجود أثناءها، ولكن السؤال: ما هو تأثير الرتل الخامس؟ هل هو منعدم التأثير إطلاقاً؟ إذا قلت لك هذا الكلام أكون غير عملي لأن أي رتل خامس مهما كان حجمه ووسائله لا بد أن يؤثر، ولكن هل استطاع أن يثني إرادة العراقيين وأن يهز وعيهم؟ الجواب لا والدليل هو أن العراقيين استمروا للسنة الثالثة في الدفاع عن وطنهم والرتل الخامس لم يستطع أن يحولهم.

* بين ما يشيعه الرتل الخامس كلام عن وزير عراقي سابق هو رياض إبراهيم كشفتم عن أنه عوقب. هذا الوزير هو أحد مجموعة خرجت من الحكم في أعقاب المؤتمر القطري التاسع لحزبكم الحاكم. وقد أثار خروج هذه المجموعة من مؤسسة الحكم إشاعات وتكهنات كثيرة بعضها تحدث عن تنفيذ عقوبة الإعدام بأفرادها. هل يمكننا أن نتعرف إلى كيفية تشكل مؤسسة الحكم في العراق وطرائق التغيير فيها وإلى مغازي التغييرات الأخيرة وإلى مصير من طالتهم التغييرات وأبعدتهم عن الأضواء تماماً؟
– قبل الإجابة على سؤالك لنقارن الموقف مع ما يجري في البلدان الرأسمالية والشيوعية في حالات مماثلة. إن فوز حزب في أميركا يؤدي إلى تبديل المسؤولين من رئيس البلاد ونزولاً. الجدد يأخذون مكان القدماء على الصفحة السياسية ومهامها ويأخذون الحالة الإعلامية من الموقع الرسمي. الخارجون من الحكم ينشغلون بكتابة المذكرات ويتعاقدون مع دور النشر والسينما وبعد فترة لا نعود نسمع بهم وفي الدول الشيوعية تجري انتخابات في المؤتمرات الحزبية فتفوز جماعة وترسب جماعة فيتقدم الفائزون إلى الواجهة في المهام والإعلام ويتراجع الراسبون إلى المواقع الجديدة المحددة لهم. بعد هذا ما هو الغريب فيما يحدث عندنا في العراق؟ الواقع أن المقصود هو الكلام عن العراق. فهل ينبغي علينا كلما غاب شخص أن نجيء به إلى التلفزيون؟ هذا الشخص رسب. كان في القيادة وكانت له مهام والآن لم يعد عضو قيادة لقد أصبح عضواً في مجلس قيادة الثورة لا لأنه قاد الجيوش يوم 17 و30 يوليو (تموز) بل لأنه عضو قيادة في الحزب، فإذن من يخرج من قيادة الحزب يصبح طبيعياً خروجه من مجلس قيادة الثورة وابتعاده عن الأضواء، ومن يدخل قيادة الحزب يصبح طبيعياً ظهوره في إطار النشاطات الجماهيرية والحزبية التي يقوم بها من موقعه الجديد أما مؤسستنا الدستورية الأساسية صاحبة القرار في البلاد فهي كما يأتي المجلس الوطني وينتخب بالاقتراع السري المباشر من الشعب وله قانون وصلاحيات دستورية تشريعية معروفة ومجلس قيادة الثورة وقد ترتب بضوء الثورة فدخل إليه أعضاء من قيادة الثورة وأعضاء من خارجها قاد البلاد وقاد الثورة في تعبيراتها الدستورية والسياسية العامة حتى يومنا هذا. الآن أصبح كل أعضائه من أعضاء قيادة الحزب عدا واحد هو الأستاذ طه محي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية عندنا لا يصبح لمن كان مرة عضواً في مجلس قيادة الثورة امتياز إعلامي وسياسي يلاحقه حتى بعد خروجه من القيادة. والذين خرجوا من القيادة القطرية توزعوا على المكاتب المركزية للحزب وهم يظهرون على التلفزيون في إطار النشاطات التي تقوم بها المكاتب ولا يكونون فيها مركزيين لأنهم أعضاء في المكاتب وليسوا رؤساء وأقول ليس عندنا أحد لا معتقل ولا معاقب ولا مسجون ولا محكوم ليس إلا الوزير الذي أعلنا عنه فهو قاتل جماعي. الآن هل هناك أسماء يشغل بالك مصير أصحابها بعد ما روجه الإعلام الغربي؟ سمها لي وأنا أجيبك.

لقراءة المزيد عن يوم الشهيد العراقي اضغط هنا 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى