اخبار العرب والعالم

في المغرب : معهد يصدر قاموسا إلكترونيا للترجمة إلى الأمازيغية

من أجل تطوير صيغ حديثة لتسهيل الترجمة من الأمازيغية إلى العربية والفرنسية

يواصل الباحثون في مراكز تابعة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (مؤسسة حكومية)، جهودهم من أجل تطوير صيغ حديثة لتسهيل الترجمة من الأمازيغية إلى العربية والفرنسية، وضمان نقل مختلف الكلمات إلى الأمازيغية.
في هذا الشأن، طرح المعهد تطبيقا إلكترونيا يتيح إمكانية الترجمة من وإلى الأمازيغية المعيارية مع استحضار تنوع روافد اللغة الأمازيغية.

وأثنى العديد من الباحثين والإعلاميين على توفير الخدمة الإلكترونية للقاموس، خصوصا أنه يقلص مدة البحث، فضلا عن إتاحته العمل المشترك مع مختلف البلدان الناطقة بالأمازيغية.

نسخة أخرى للتحميل . 

بعد خمس سنوات من إصدار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للنسخة المطبوعة للقاموس العام للغة الأمازيغية، اتجهت المؤسسة المعنية للنهوض بالأمازيغية في المملكة، بإطلاق هذا القاموس على شكل تطبيق إلكتروني للتحميل على الهواتف الذكية.

ويمكن لمستخدمي القاموس العام للغة الأمازيغية الإلكتروني، اختيار اللغة التي يرغبون في الترجمة منها وإليها بين الأمازيغية والعربية والفرنسية.

واعتبر الكثير من مستعملي التطبيق على منصات التنزيل، أن تطبيق القاموس العام للغة الأمازيغية “جيد”، وبأنه “القاموس الأكثر اكتمالا حتى الآن باللغة الأمازيغية”، مشيدين بشكل واسع بسهولة استخدامه.

وقد صُنفت مواد هذا القاموس الثلاثي اللغة (أمازيغي-فرنسي-عربي)، وفق الترتيب الألفبائي انطلاقا من الأمازيغية التي تعد اللغة المصدر، أما اللغتان الهدف فهما العربية والفرنسية.

حاجيات الجمهور والمختصين .

ويرى الناشط في تدريس الأمازيغية، مصطفى أوموش، أن هذا “التطبيق يأتي لتلبية لحاجات الجمهور والمختصين من خلال تزويدهم بأداة معجمية رقمية تسهل الترجمة من وإلى الأمازيغية والعربية والفرنسية”.

في حديثه سجل أوموش أن “هذه المبادرة المهمة ستسهل الوصول إلى إنتاجات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وخاصة ما يتعلق بالمعاجم من طرف أكبر عدد ممكن من المهتمين، وأيضا لتجاوز العراقيل المرتبطة بالحصول على النسخ الورقية”.

ودعا إلى “العمل على رقمنة باقي المعاجم التخصصية (الإعلامي، المدرسي، الاقتصادي…) تسهيلا للترجمة وتفاديا لأخطائها من وإلى الأمازيغية”.

قاموس يملأ فراغ المراجع

من جهته، يؤكد رئيس المركز المغربي للإعلام الأمازيغي (غير حكومي)، حمو حسناوي، أن تطبيق قاموس المعجم العام للغة الأمازيغية “جاء ليملأ الفراغ الذي يعرف الجميع أنه موجود وبحدة في المراجع التي يحتاجها الإعلامي الأمازيغي لضبط المصطلحات وتنقيح اللغة الأمازيغية الموظفة في الإعلام.

وأضاف أن الهدف هو المساهمة في النهوض باللغة الأمازيغية لممارسة وظيفتها كلغة رسمية، وهو أمر لن يتأتى دون التقريب بين فروعها وضبط مصطلحاتها المعيارية التي يلعب الإعلام دورا أساسيا إلى جانب التعليم للتعريف بها وتقريبها من المتلقي”.

الحاجة إلى تقنيح

ورغم إشادته بمبادرة طرح المعجم كأداة رقمية وكذا للمجهود المبذول لإنجازه، يقول حسناوي “من خلال تصفحه في صيغته الورقية وحتى الإلكترونية، يظهر أنه في بداياته ويحتاج لتنقيح في مصطلحاته، لعدم استعماله مصطلحات موجودة في الأصل على أرض الواقع ومتأصلة في اللغة واستيراده لمصطلحات أجنبية، وكذا لدمج مصطلحات أجنبية مرتبطة بتخصصات حديثة دون مراعاة وضعها في القالب اللغوي الأمازيغي”.

وذكر المتحدث ذاته أن القاموس “مازال يفتقر لترجمة العديد من المصطلحات التي يوظفها الإعلامي في مجال اشتغاله رغم أنه معجم يقال إنه شامل، باعتبار الإعلام منفتح وبحدة على كل المصطلحات الموظفة في كل المناحي والقطاعات الأخرى”.

اذ أن هذا القاموس على العموم، يعد “مجهودا يجب تقديره في أفق تنقيحه والعمل على إغنائه، ليكون مرجعا لكل المشتغلين في قطاع الإعلام الأمازيغي، وكذا الباحثين وعموم المواطنين، يستطرد رئيس المركز المغربي للإعلام الأمازيغي.

ثمرة الباحثين بمراكز المعهد

ويعد هذا العمل العلمي الجديد ثمرة عمل الباحثين بمركز التهيئة اللغوية بشراكة مع مركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال، لكي يستجيب لانتظارات جمهور المتلقين، ساعيا إلى أن يكون لهم سندا معجميا مفيدا.

ويشتغل مركز التهيئة اللغوية، منذ تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، على توحيد اللغة الأمازيغية، والرفع من شأنها، من خلال وسائل متعددة؛ منها نشر معاجم ومؤلفات مختصة باللغة الأمازيغية.

كما يعد مركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال، جزءا من البنية الأكاديمية للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إذ يهدف بالأساس إلى تطوير البحث العلمي القائم على الدراسات المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لاستثماره في مختلف مجالات اللغة والثقافة الأمازيغيتين.

حضور الدراما الامازيغية في السباق الرمضاني 2022 .

لم يعد المشاهد المغربي يكتفي بمتابعة الانتاج الدرامي الناطق بالعربية، بل أضحى حريصا على مشاهدة الدراما الأمازيغية المغربية التي شهدت زخما وتناميا خلال السنوات الأخيرة.

شهدت الدراما الأمازيغية في المغرب تراكما مهما، خصوصا بعد إطلاق القناة التلفزيونية الحكومية الأمازيغية “تمازيغت”، إذ ساهمت بشكل كبير في تشجيع الإبداع بهذه اللغة التي تحولت إلى لغة رسمية بموجب الدستور سنة 2011.

ويعد شهر رمضان فرصة لعرض العديد من الأعمال الدرامية الأمازيغية الجديدة، والتي تتنافس على استقطاب المشاهدين المغاربة بشكل كبير.

إنتاج أمازيغي

يرى المنتج وكاتب السيناريو الأمازيغي، محمد بوزكو، أن “الانتاج الدرامي الأمازيغي بدأت بشكل متواضع، وقد تطور حتى اشتد عوده واتخذ الصورة الخاصة به، وقد بدأ الآن تتضح معالمه وتفرض ذاتها في المشهد الإعلامي”.

يقول بوزكو في حديثه لـ”وكالة الاستقلال للاخبار ، “بطبيعة الحال، ففي مسار مثل هذا “لابد من تكلفة، يمكن ترجمتها، خصوصا ما يتعلق بتجربتي الشخصية، في نوع من التضحية عبر خلق آليات متوازية مع العملية الإنتاجية من أجل تطوير صناعة هذه الأعمال”.

وأوضح المتحدث أن ذلك تطلب “تنظيم دورات للممثلين قبل بداية تصوير أي عمل، إلى جانب دورات ذاتية فيما يخص كتابة السيناريو، إلى جانب التدرب بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والاطلاع على التجارب الوطنية والعالمية، إضافة إلى تأهيل التقنيين المحليين وتحفيزهم على تعلم الصناعة السينمائية”.

وأضاف أنه بعد هذا التراكم “لدينا اليوم سيناريوهات متميزة، وممثلون في المستوى، إلى جانب تقنيين بدؤوا يفرضون أنفسهم في ميدان الإبداع الدرامي”.

إنتاج منظم واحترافي

في هذا الإطار، أكد المخرج الأمازيغي، مصطفى أشاور، أن “هناك تحولا كبير في الدراما الأمازيغية، خصوصا بعد تأسيس القناة الأمازيغية، إذ تعرف الإنتاجات عملا منظما واحترافيا مع توفر إمكانيات أكبر، عكس ما كان في سنوات التأسيس عندما كانت الدراما الأمازيغية تعتمد على اجتهادات وانتاجات شخصية”.

وأضاف أشاور، أن “وجود القناة الأمازيغية أعطى زخما للإنتاج الدرامي الأمازيغية، لكونها وضعتها في نفس المرتبة تقريبا لنظيرتها الناطقة بالدارجة ووفرت لها إمكانيات للتطور”.

وتابع “نلاحظ هذا التطور الكبير للإنتاجات الأمازيغية على مستوى الكم والكيف؛ وبشكل خاص هذا الأخير الذي شهد تدخل عناصر إنتاجية وإخراجية أضفت ميزة جديدة على الدراما الأمازيغية، وجعلتها تأخذ بعدا مهما تستطيع من خلالها منافسة الإنتاج الدرامي المغربي الناطق بالدارجة بتحقيقها نسب مشاهدة عالية”.

دراما تعكس ثقافة وطنية

ويعتقد مصطفى أشاور، مخرج مسلسل “بابا علي”، أن “ما يميز الدراما الأمازيغية أنها قريبة أكثر من ثقافة المشاهد المغربي”.

وأوضح المخرج الأمازيغي، في اتصاله بـ”موقع سكاي نيوز عربية”، أن “الدراما الأمازيغية تتطرق لجانب تراثي مهم جدا إلى جانب ما هو إنساني واجتماعي، ولعل ذلك هو الذي يستقطب اهتمام عدد كبير من المشاهدين في السنوات الأخيرة”.

من جانبه، يذكر المنتج وكاتب السيناريو الأمازيغي، محمد بوزكو، أن “الدراما الأمازيغية منتوج يعبر عن ثقافة معينة تشكل جزءا كبيرا من الثقافة الوطنية”.

المغرب
المغرب

ولفت مُؤلف ومنتج مسلسل “ثيبْراثينْ نْ مارْزوقْ” (تعني رسائل مرزوق) إلى أن “الغرض الأساسي لإنشاء القناة الأمازيغية، هو فتح المجال أمام الثقافة واللغة الأمازيغية، عبر فتح الباب لإظهار الحمولة الثقافية وما تحمله من عادات وتقاليد، وأساطير تستحق أن تكون مواضيع للاشتغال الدرامي وإغناء المنتوج الفني الوطني”.

ويقول “في المستقبل القريب ستقول الدراما الأمازيغية كلمتها؛ لأنها تزخر بمواضيع مهمة وغنية يجب الاشتغال عليها، إذا ما أنصِفت عبر تمكينها بنفس الإمكانيات المرصودة للأعمال الناطقة بالدارجة، وأن تمنح أيضا حقها في أن تصبح أعمالا تنتج طيلة السنة بدل اقتصارها على شهر رمضان”.

دورات وتخصصات مهمة

وفي خضم هذا التنامي الملحوظ في الإنتاج الدرامي الأمازيغي المغربي، لا يتردد الباحث في الدراما والسينما الأمازيغية، رضوان الصديقي، في الإشارة إلى ظهور الدورات والتخصصات الأكاديمية في المجال.

في تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال الصديقي: “استبشرت الدراما الأمازيغية خيرا بعشرات الفنيين والتقنيين والممثلين الذين برزوا في هذا المجال بفضل ظهور معاهد التدريب الخاصة في مجال الإنتاج الدرامي؛ مثل المعهد المتخصص في مهن السمعي البصري بورزازات، والكلية المتعددة التخصصات كذلك بورزازات (مدينة أمازيغية في الجنوب تلقب بهوليود المغرب)، فضلا عن إرساء دورات في هذا المجال بالجامعات المغربية”.

و لهذا “مكنت هذه الطاقات المهنية الحديثة من إغناء الساحة الفنية الأمازيغية، وأضافت لمسة إبداعية، وبها تجاوزت الدراما الأمازيغية العديد من الإشكالات التي كانت تتخبط فيها فنيا وجماليا حتى وقت قريب”، يردف الباحث في السينما والدراما الأمازيغية .

بعد فاجعة #ريان_المغربي #وحيدر_الافغاني : تكرار ذات الفاجعة في #الاردُن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى