صحة وعلوم

أعراض متحوّر “أوميكرون”

رغم أنها خفيفة لكن ثمة ما يدعو للقلق ..

ينتشر متحوّر فيروس كورونا “أوميكرون” بسرعة في العديد من البلدان التي رُصد فيها، وحتى لو تُسبّب الإصابة به مرضًا خفيفًا، وهذا أمر لم يتم حسمه بعد، فإنّ ذلك قد يعني أنّ المطاف سينتهي بالعديد من الأشخاص في المستشفى، والوفاة.

فوفق السلطات الحكومية في المملكة المتحدة فإنّ متحوّر “أوميكرون” تسبّب بوفاة شخص على الأقل وأدخل 10 آخرين إلى المستشفى، معظمهم محصّنين.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر تقني الأسبوع الماضي أنّ متحور “أوميكرون” ينتشر بشكل أسرع من متحور “دلتا” في جنوب إفريقيا حيث تفشي “دلتا” كانت متدنيًا، ولكن يبدو أنه ينتشر بسرعة أكبر من متحور “دلتا” في  دول أخرى حيث معدل الإصابات بمتحوّر “دلتا” مرتفعًا، كما هي الحال في المملكة المتحدة”.

وأضافت منظمة الصحة العالمية أنه “بالنظر إلى البيانات الحالية المتاحة، يرجّح أن يتفوّق أوميكرون على متحوّر دلتا حيث يسجّل انتشارًا في المجتمعات المحلية”.

ليس واضحًا إلى الآن مدى خطورة المتحوّر الجديد، رغم أنّ معظم الحالات التي شُخّصت إلى الآن كانت خفيفة.

قد يكون هذا الأمر مطمئنًا، لكن إذا تفشّى متحوّر “أوميكرون” بسهولة أكبر من دلتا والمتحورات السابقة، ويتهرّب من الحماية التي توفّرها اللقاحات والإصابة السابقة، ويصيب المزيد من الأشخاص، فقد يعني ذلك أنّ مزيدًا من الأشخاص سينتهي بهم الأمر في المستشفى، ما يعني ارتفاعًا في عدد الوفيات.

وقال وزير الصحة البريطاني ساجيد جافيد إنّ “ما نعرفه عن أوميكرون هو.. أنّه ينتشر بمعدل هائل، وهذا أمر لم نشهده من قبل. وتتضاعف أعداد الإصابات كل يومين أو ثلاثة أيام “، لافتًا إلى أنّ “هذا يعني أنّنا نواجه موجة كبيرة من الإصابات، ونتسابق مرة جديدة بين اللقاح والفيروس”. 

وأفادت دراسة جديدة وضعها باحثون من جامعة أكسفورد الاثنين، إلى أنّ اثنين من اللقاحات الرئيسة المضادة لـ”كوفيد-19″، وهما “أسترازنيكا” المستخدم على نطاق واسع في بريطانيا وحول العالم باستثناء الولايات المتحدة، و”فايزر/ بيو إن تيك” المستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، لن يحميا الناس من متحور أوميكرون أيضًا.

وأفاد الباحثون أنّ “النتائج التي توصلنا إليها تُظهر أنّ فعالية اللقاح ضد أعراض المرض الناجم عن الإصابة بمتحور أوميكرون أدنى بكثير من متحور دلتا”.

المحصّنون والمعزّزون.. ليسوا في أمان 

بحيث أشارت العديد من التقارير إلى أنّ بعض المصابين بـ”أوميكرون” قد تلقوا التطعيم والجرعة المعززة بشكل كامل، وأتت نتائج  الفحوصات التي أجريت على عينات الدم المأخوذة من الأشخاص الملقحين ومتلقي الجرعة المعززة متشابهة.

وقال الأطباء إنّ التطعيم، وخصوصًا تلقي الجرعات المعزّزة، توفّر حماية جيدة ضد المرض الشديد الناجم عن متحور أوميكرون، رغم أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك على وجه اليقين.

ولفت مسؤولو الصحة إلى أنّ العديد من الحالات الأولى التي شوهدت كانت بين المسافرين وأشخاص يتمتّعون بصحة جيدة، وبين من يتّخذون احتياطات أخرى.

وأصدر واضعو نماذج الأمراض في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي تقريرًا السبت، يفيد بأن الإصابات في إنجلترا تجاوزت الذروة المسجلة الشتاء الماضي، من حيث الأعداد اليومية. وكتبوا في تقرير أولي نُشر على الإنترنت أن هذا يمكن أن يترجم تضاعفًا بعدد حالات الاستشفاء اليومية مقارنة مع السنة الماضية.

من غير المؤكد ما تأثير “أوميكرون” على الأشخاص الأكث عرضة للخطر، والذين يرجّح أن يكونوا بين أوائل المصابين. وقد يشمل هؤلاء، كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من مستويات مختلفة من التنازل المناعي، والذين يعانون من حالات  صحية سابقة.

وقال اختصاصي الطب الباطني في لوس أنجلوس الأمريكية، الدكتور خورخي رودريغيز ، “سيستهدف هذا الفيروس الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، وأولئك الذين لم يتلقو التطعيم، وكذلك الأشخاص الذين لم يتلقو الجرعة المعززة”.

وقالت الدكتورة كريستال واتسون، إحدى كبار المساعدين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي ، أنّ “الأعداد الكبيرة يمكن أن تعني دخول الكثير من الناس إلى المستشفى”.

وفيما رُصد عدد قليل فقط من الحالات في الولايات المتحدة حتى الآن، لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأنّ المتحوّر لن ينتشر فيها إسوة بأماكن أخرى من العالم.

وأشير إلى أن “المتحورات الناشئة المثيرة للقلق، مثل أوميكرون، أدت إلى تفاقم الحاجة إلى خيارات العلاج التي يمكن الوصول إليها لأولئك الذين يصابون بالفيروس”، مضيفًا: “نحن على ثقة من أن هذا العلاج المحتمل، إذا حصل على التصريح أو الموافقة عليه، يمكن أن يكون أداة حاسمة للمساعدة في قمع الجائحة”.

وتقول الشركة إنها تتوقع أن يحتفظ العقار بنشاطه ضد المتحورات مثل “أوميكرون”، ويبدو أنه يفعل ذلك من خلال الاختبارات المعملية، إذ أنه أن يمنع إنزيمًا يشارك في التكاثر الفيروسي، وهذا يختلف عن البروتين الشائك الموجود على سطح الفيروس، والذي أدت طفراته العديدة إلى تصعيد القلق العالمي حول المتحور.

وأعلنت “فايرز” أنها شاركت هذه البيانات الأخيرة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كجزء من تطبيقها المستمر لترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ.

وأضاف بيان “فايزر” أنه “من المتوقع إصدار بيانات الدراسة الكاملة في وقت لاحق من هذا الشهر وتقديمها إلى منشور تمت مراجعته من قبل النظراء”.

ولم يتم تحديد موعد من قبل اللجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء والتي من المتوقع أن تعطي رأيها في العلاج.

ووفقًا للشركة، وجدت دراسة منفصلة ومستمرة أيضًا أن عقار “باكسلوفيد” قد يقلّل من خطر دخول المستشفى عند إعطائه للبالغين غير المعرضين لخطر كبير، والذي يتضمن مزيجًا من البالغين غير الملقحين والأشخاص الملقحين الذين لديهم عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بمرض خطير.

وتظهر أحدث البيانات 10 حالات دخول إلى المستشفى لدى المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي، مقابل ثلاثة من أولئك الذين يتلقون عقار “باكسلوفيد”، وكل مجموعة تضم نحو 430 شخصًا.

ومع ذلك، فقد تم تصميم الدراسة في المقام الأول للنظر في قدرة الدواء على تحسين جميع الأعراض لمدة أربعة أيام متتالية، وهي نقطة نهاية لم يحققها الدواء عند مقارنته بمجموعة الدواء الوهمي، ولم تحدث وفيات في تلك الدراسة.

وتعرّضت نسبة ما بين 20 و25% من مجموعات العلاج والعلاج الوهمي في كل دراسة لأحداث سلبية، غالبيتها كانت خفيفة. وفي دراسة البالغين المعرضين لمخاطر عالية، كان الأشخاص الذين تلقوا العقار أقل عرضة لحدث ضار خطير أو التوقف عن تناول الدواء لهذه الأسباب.

وقبل شهر، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها ستشتري 10 ملايين دورة علاجية مقابل 5.295 مليار دولار. وقالت في ذلك الوقت، في حالة الحصول على إذن من قبل إدارة الغذاء والدواء، يمكن تقديم الدورات الأولى بحلول نهاية العام.

وتتكون دورة علاج “باكسلوفيد” التي تستغرق خمسة أيام من ثلاثة أقراص يتم تناولها مرتين في اليوم.

و”باكسلوفيد” ليس العقار الوحيد المضاد للفيروسات في طور الحصول على إذن إدارة الغذاء والدواء، إذ أوصى مستشارو إدارة الغذاء والدواء بعقار شركة “ميرك”، أي “مولنوبيرافير”، في تصويت 13-10 في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أن أظهرت البيانات أنه يقلّل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة بنسبة 30% بين البالغين المعرضين لخطر كبير.

وكان هذا أقل من تحليل سابق يشير إلى أن هذا الرقم يمكن أن يكون حوالي 50%، ولم تعلن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما إذا كانت ستأذن بالعلاج.

لمعرفة هل العدوى السابقة بفايروس كورونا تحمي من العدوى بمتحور أوميكرون أم لا اضغط هنا على الرابط العدوى الطبيعية السابقة بفايروس كورونا لا تحمي من إعادة العدوى بمتغير أوميكرون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى